نقرأ معا كتاب "السرطان: مقدمة قصيرة جدًّا" تأليف نيكولاس جيمس، ترجمة أسامة فاروق حسن مراجعة أميرة علي عبد الصادق، والصادر عن مؤسسة هنداوى.
السرطان
يقول الكتاب "يصاب عشرة ملايين شخص في العالم كل عام بالسرطان، ومن بين هؤلاء يلقى 80 بالمائة حتفهم من جراء المرض، وهي النسبة التي تمثل 1 من بين كل 6 وفيات في العالم، وبالرغم مما تقدمه الأبحاث فى هذا المجال من تطور هائل في نطاق الخيارات المتاحة أمام مرضى السرطان، فسبل العلاج الجديدة التي تتمخض عنها جهود الباحثين تفرض تحديات جِسامًا على نظم الرعاية الصحية بشأن توفير مبالغ هائلة من الأموال لتغطية النفقات اللازمة لأعداد المرضى.
وفي هذه "المقدمة القصيرة جدًّا"، يتناول نيكولاس جيمس الحقائق وراء هذه المشكلات المادية، عارضًا الأساليب المُتبَعة في تشخيص المرض، والتحسينات المستمرة التي تشهدها تقنيات العلاج وتؤدي إلى تحسين معدلات الشفاء وتحسين جودة الحياة لمن يعانون منه.
يعرض الكتاب أيضًا القضايا المتعلقة بالتكاليف الباهظة لتطوير العقاقير، ملقيًا بالضوء على ما يمكن فعله للحد من احتمالات الإصابة بالسرطان، فضلًا عن عرض لدور الطب البديل والتكميلي في الأمر.
من سمات السرطانات قدرته على النمو وغزو أنسجة أخرى في الجسم مع تفادى التدمير بواسطة جهاز المناعة، ويمكن النظر إلى جهاز المناعة كما لو كان شرطة خلوية تتعرف على هوية الدخلاء من أمثال البكتيريا وتقضي عليهم، ولما كانت الخلايا السرطانية شاذة، فينبغي أن يكون جهاز المناعة قادرًا على التعرف عليها وتدميرها، إذًا تفادي هذه العملية يعد أمرًا ضروريًّا للسرطان.
ونمو الخلايا والأنسجة والأعضاء وتكونها عمليتان تخضعان لنظام دقيق للغاية من أجل ضمان نمو النوع الصحيح من الخلايا في الموضع والتوقيت الصحيحين في الكائن.
ومن السمات الرئيسية لنمو السرطان اكتسابه القدرة على النمو في الموضع الخطأ، وهذه سمة تميز الورم الخبيث عن الحميد، الذي يمكنه النمو لكنه لا ينتشر ولا يغزو.
والجدير بالذكر أن الأورام الحميدة يمكن مع ذلك أن يكون لها عواقب وخيمة، ومثال على ذلك الورم العصبي السمعي، وهو ورم حميد يصيب العصب السمعي الذي ينقل الإشارات من الأذن الداخلية إلى المخ، وهذا الورم يتضخم باطراد، مسببًا الصمم ومشكلات الاتزان، دون أن ينتشر مطلقًا إلى أي مكان آخر.
وآخر سمة للسرطان هي قدرته على تكوين مورد دموي جديد له، فأي تجمع من الخلايا يزيد قطره عن قرابة عُشر الملليمتر يحتاج إلى إمداد بالدم، ومع نمو الورم الجديد، يجب عليه إذًا أن يكتسب القدرة على تنشيط نمو الأوعية الدموية، وغالبًا ما يكون نمو الأوعية الدموية للأورام عشوائيًّا، ويتحول إلى الاستعانة بجينات لا تشترك في صيانة الأوعية الدموية الطبيعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة