العالم بأسره، يعيش فى كابوس زلزال غير مسبوق، دفع الجميع الحصول على إجازة رعب إجبارية.. زلزال يهدد حياة ملايين البشر بالفناء.. زلزال وجه لكمة قوية على وجه الاقتصاد، فانهارت الأسهم، وتراجعت أسعار النفط وهز بعنف كل دعائم الإمبراطوريات المالية، وأغلق الأسواق والمطاعم، وأخلى الشوارع.
إنَّها نكبة جامعة شاملة يا سادة، تهدد بقاء شعوب على قيد الحياة، تسقط نظريات وتبدل أفكار، وتفرض واقعًا جديدًا، إذ أن التاريخ يضخ من صفحاته عظات تؤكد أن مثل نكبة «كورونا» لها الأثر البالغ على كل مناحى الحياة، وتضع الإنسان فى حجمه الطبيعى، وأن للكون ربا يحميه.
زلزال كورونا، مختلف، يضرب العالم جميعًا وفى توقيت واحد، وهز عرش الكبار، وكشف حقيقة الإمبراطوريات الكبرى، وأنها عاجزة، واهنة، أمام فيروس «ضعيف» لا يُرى بالعين المجردة، ويهاجم الجميع، لا فرق بين ملك أو سلطان أو رئيس ووزير، وبين «غفير» أو عامل نظافة، الجميع تحت قصف نيرانه.
وفى مصر، ونقولها بمنتهى التجرد، إن الدولة لم تدخر جهدًا، واستعدت لجائحة الفيروس مبكرا، متخذة كافة التدابير الصحية، والقرارات الصائبة، باعتراف منظمة الصحة العالمية، بدءًا من تجهيز مستشفيات العزل، ومرورا بتعليق الدراسة فى المدارس والجامعات، ومرورا بتعليق النشاط الرياضى، وتقليل العاملين فى الأجهزة الحكومية المختلفة، ثم تعليق حركة الطيران والسفر، من وإلى مصر، ثم قرار إغلاق المطاعم والمحلات والمقاهى، من الساعة السابعة مساء وحتى صباح اليوم التالى.
ثم كانت القرارات الأهم من وجهة نظرى، وهى إغلاق المساجد والكنائس، وتعليق صلاة الجماعة، منعا لانتقال العدوى، وانتشارها بين الناس، إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن بداية انتشار الجائحة فى إيران كانت الأماكن المقدسة.
هذه الإجراءات الاحترازية، مصحوبة بتحذيرات صارخة، بضرورة جلوس الناس فى منازلهم، وعدم الخروج للشارع إلا للضرورة القصوى، ورغم أن هناك قطاعا كبيرا من المصريين لا يلتزمون بالتعليمات، والصرخات التحذيرية، ما دفع عدد من أعضاء مجلس النواب، والأحزاب، ومنظمات المجتمع المدنى، وأطباء وأساتذة جامعات، بضرورة تطبيق حظر التجوال.
ويبقى وسط كل هذا، أن نطالب وزارة التنمية المحلية والمحافظين، بضرورة وضع خطة عاجلة لحماية عمال النظافة، والصرف الصحى فى الشوارع، ومنحهم قفازات وكمامات بأعداد كافية، بجانب المعقمات لحمايتهم من العدوى.
وأن يكون التحرك سريعًا، والتعليمات صارمة وقوية، بضرورة إلزام جميع العمال بارتداء الكمامات والقفازات والاهتمام بالتعقيم والنظافة الشخصية، وتقليل ساعات العمل، خاصة وأن عمال النظافة والصرف الصحى، يتطلب عملهم التواجد فى الشوارع، لذلك وجب وضع خطط حمايتهم، وعدم تحولهم لعدوى متنقلة لأسرهم وجيرانهم.
ندرك ونقدر دور الدولة، ومجهوداتها فى مواجهة فيروس كورونا، والعمل ليل نهار للحيلولة دون انتشاره بين المصريين، واضعة أرواح وصحة المصريين فى مقدمة الأولويات، وأهمها، لذلك وجب تنبيه المحافظين والمحليات بضرورة الاهتمام بعمال النظافة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة