هل أخفى طبيب هارون الرشيد على أمير المؤمنين سبب مرضه.. اعرف الحيلة

الثلاثاء، 24 مارس 2020 04:00 م
هل أخفى طبيب هارون الرشيد على أمير المؤمنين سبب مرضه.. اعرف الحيلة غلاف كتاب هارون الرشيد
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هارون الرشيد أمير المؤمنين استخلف بعد وفاة أخيه موسى الهادى عام 170 هـ، وتمر اليوم ذكرى رحيله إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 809، وخلال السطور التالية نستعرض ما الذى تم في أيامه الأخيرة، وحقيقة رؤيته التي عرف منها أنه اقترب على الموت.

يقول كتاب "هارون الرشيد .. أمير الخلفاء"، للدكتور شوقى أبو خليل، رأى الرشيد وهو بالكوفة رؤيا أفزعته، وغمه ذلك، فدخل عليه جبريل بن بختيشوع "طبيبه"، فقال : مالك يا أمير المؤمنين؟ فقال : رأيت كفا فيها تربة حمراء خرجت من تحت سريرى، وقائلا يقول : هذه تربة هارون.

وأوضح الكتاب : أن جبريل بن بختيشوع طبيبه هون عليه أمرها، وقال هذه من أضغاث الأحلام، من حديث النفس، فتناسها يا امير المؤمنين، ولما سار الرشيد إلى خراسان عام 193 هـ بطوس وهى اليوم ضواحي من مدينة مشهد، واعتلته العلة بها. وذكر رؤياه، فهاله ذلك، وقال لجبريل : ويحك! أما تذكر ما قصصته عليك من الرؤيا؟ فقال: بلى. فدعا مسرورًا الخادم وقال : ائتنى بشئ من تربة هذه الأرض، فجاءه بتربة حمراء في يده، فلما رآها قال : "والله هذه الكف التي رأيت، والتربة التي كانت فيها. قال جبريل : فوالله ما أتت عليه ثلاث حتى توفى".

وقد  أمر هارون الرشيد بحفر قبره قبل موته في الدار التي كان فيها، وهى دار حميد بن أبى غانم الطائى، فجعل ينظر إلى قبره وهو يقول : يا ابن آدم تصير إلى هذا، ثم أمر أن يقرؤوا القرآن في قبره، فقرؤوه حتى ختموه، وهو في محفة على شفير القبر، ولما حضرته الوفاة احتبى بملاءة، وجلس يقاسى سكرات الموت، فقال له بعض من حضر : لو اضطجعت كان أهون عليك، فضحك ضحكًا صحيحًا ثم قال : أما سمعت قول الشاعر "وأنى من قوم كرام يزيدهم .. شماسا وصبرًا شدة الحدثان"، وكان آخر ما قاله عندما حضره الموت "اللهم أنفعنا بالإحسان.. واغفر لنا الإساءة، يا من لا يموت، ارحم من يموت"، ثم قال "إن الطبيب بطبه ودوائه .. لا يستطع دفاع محذور القضا.. ما للطبيب يموت بالداء الذى قد كان يشفى مثله فيما مضى".

ومات الرشيد بطوس، عام 193 هـ، ودفن بقرية يقال لها "سناباذ" وصلى عليه ابنه صالح، وكان عمره 45 عاما، وخلافته دامت 23 سنة وشهرين، وستة عشر يومًا. وقيل عن سبب وفاته مرضة بالدم، وقيل بالسل.

ويقول الكاتب إن جبريل الطبيب يكتم ما به من عله، فامر لرشيد رجلا يأخذ ماءه في قارورة ويذهب به إلى جبريل، فيريه إياه، ولا يذكر بول من هو، فإن سأله قال : هو بول مريض عندنا، فلما رآه جبريل، قال لرجل عنده: هذا مثل ماء ذلك الرجل، ففهم صاحب القارورة من عنى به، فقال له : بالله عليك أخبرنى عن حال صاحب هذا الماء، فإن كان به رجاء، وإلا أخذت مالى منه، فقال : أذهب فتخلص منه، فغنه لا يعيش إلا أيامًا.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة