بدأت إيطاليا تتنفس الصعداء فى أزمة فيروس كورونا، بعد أن شهدت تراجع متتاليا على مدار اليومين الماضيين إلى النصف فى منطقة بؤرة انتشار الفيروس لومبارديا، وقال جوليو جاليرا، رئيس قسم الصحة في حكومة لومباردى بابتسامة: "لم يحن الوقت بعد لغناء النصر، لكننا نرى ضوءًا فى نهاية النفق"، حيث أن المصابين الجدد وصل عددهم 4.789 شخصا، مقارنة بـ6.557، ووصل عدد المصابين 28761 شخصا، و3776 حالة وفاة جراء فيروس كورونا.
وحذر عدد من المسئولين والخبراء من الحديث عن تراجع عدد الإصابات والوفيات حتى لا يشعر البعض بالأمان ولم يلتزموا بالاجراءات المشددة للوقاية من فيروس كورونا، ولزيادة فرص البلاد للخروج من الوباء بشكل أسرع، وسعت الحكومة مجددا تدابير الاحتواء، وأمرت بوقف صناعة الإنتاج غير الضرورية بالكامل ومنع الإيطاليين من الانتقال من منطقة إلى أخرى، باستثناء حالات "الاستعجال المطلق "أو" لأسباب صحية ".
وحذر سيلفيو بروزافيرو، مدير المعهد العالى للصحة فى إيطاليا، بأنه من الخطأ الحديث عن انخفاض عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، الذى كان بشكل طفيف فى اليوميين الماضيين، وذلك لأننا نرى اليوم آثار ما حدث قبل أسبوعين، فى إشارة إلى الأرقام المعلنة عن عدد الإصابات وحالات الوفاة بالفيروس.
وقال بروزافيرو خلال المؤتمر الصحفى اليومى للدفاع المدنى حول تطور فيروس كورونا، إن "القيود التصاعدية التى فرضتها الحكومة على المواطنين ووقف الأنشطة الإنتاجية غير الأساسية بـ"الإجراءات الناجحة" ولكن اعتبر أنه "من السابق لأوانه الحديث عن اتجاه هبوطى للمنحنى، حتى لا يهمل البعض فى الالتزام فى اتباع تلك الإجراءات، حسبما قالت وكالة "آكى" الإيطالية.
ونوه المسؤل الإيطالى بأن "منحنى بيانات الأقاليم الجنوبية لا يزال يبدو أنه ليس تصاعديا، وهذا مبعث ارتياح بالنسبة لنا"، إلا أنه أضاف "لكننا قلقون بشأن صور نشرتها بعض الصحف المحلية التي أظهرت شوارع مليئة بالناس".
وأشارت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية إلى أن المسؤولين عززوا من تطبيق القانون، في كل مكان في الشوارع، من ضبط الأشخاص الذين يتحركون بحرية دون امتلاكهم وثائق عمل أو صحة تثبت ضرورة تحركهم فى الشوارع أثناء حالة الطوارئ، والهدف من هذه الإجراءات الجديدة هو وقف حركة الناس قدر الإمكان ومنع ما حدث في نهاية الأسبوع يومي 7 و 8 مارس بعد الأمر الذي فرض الحجر الصحي على 15 مليون نسمة في الشمال.
وترى الصحيفة الإيطالية، أن عدم التزام الإيطاليين بقرار البقاء فى المنازل والحجر الصحى هو الأمر الذى جعل فيروس كورونا ينتشر بشكل أسرع، وكان لابد من فرض حظر التجول وفرض عقوبات على من يقوم بخرق تلك الإجراءات المشددة، ويبدو أن هذه الإجراءات أتت بثمارها بعد أن انخفضت حالات الإصابة والوفيات.
وتعترضت إيطاليا لخسائر فادحة نتيجة تفشى فيروس كورونا فى أنحاء البلاد ،وصلت إلى 100 مليار دولار شهريا بسبب الإجراءات المشددة التى اتخذتها البلاد وتوقف النشاط الاقتصادي من الأنشطة التجارية والصناعية وكافة الأنشطة الإنتاجية نتيجة تفشى الفيروس فى جميع أرجاء البلاد .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة