"خليك إيجابى علشان صحة أبناء بلدك".. بهذه الكلمات المقتضبة التى هى أقرب إلى الشعار يمكن لها تلخيص روح المبادرات الشبابية الجديدة بمحافظة البحيرة والتى تعمل على أرض الواقع لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
فرغم الجهود الحكومية اللافتة للنظر وخطة الدولة للتصدى للوباء الجديد الذى تفشى فى العالم كله إلا أن شباب البحيرة لم يكتفوا بذلك وانطلقوا طوعا فى الشوارع والميادين للمساهمة فى التوعية بمخاطر الفيروس القاتل خاصة فى القرى والنجوع والمساعدة فى عمليات التطهير والتعقيم للمؤسسات والأماكن المختلفة.
ففى مدينة دمنهور دشن عدد من الشباب مبادرة جديدة تحت عنوان "سلامتك قبل مرتبك" وذلك بهدف توعية المواطنين باتخاذ الإجراءات الصحية قبل شروعهم فى صرف مرتباتهم من ماكينات الصرف الآلى حرصا على سلامتهم .
وقال أحمد سليمان طالب جامعى إنه تم إطلاق هذه المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعى واحتفى بها عدد كبير من الشباب الجامعى بمدينة دمنهور وقرروا المساهمة فى مواجهة انتشار فيروس كورونا، مضيفا أنه تم تقسيم الشباب إلى مجموعات لتوعية المواطنين بمخاطر الزحام أمام ماكينات صرف النقود التابعة للبنوك ومكاتب البريد وكذلك وضع علامات إرشادية على الأرض للحفاظ على مسافة كافية بين المواطنين بالإضافة الى توزيع المطهرات والمناديل المعقمة لاستخدامها قبل وبعد عمليات الصرف.
كما قام عدد من شباب دمهور بتحديد علامات للتباعد الآمن بين المواطنين، لمنع الزحام والتجمعات للوقاية ومواجهة فيروس كورونا المستجد.
وفى مدينة كفر الدوار أطلق عدد من شباب "جمعية صوت كفر الدوار مبادرة جديدة لتوعية الأهالى بمخاطر فيروس كورونا واهمية اتخاذ الإجراءات الصحية للوقاية من الأمراض والأوبئة .
وأكد هيثم عبد العزيز المحامى أن هذه المبادرة تستهدف الشق التوعوى بمخاطر انتشار عدوى فيروس كورونا والتى لا يلقى بها الكثير من المواطنين اى اعتبار بالإضافة إلى توزيع المطهرات والكمامات ومستلزمات التعقيم مجانا على الأهالي خاصة السيدات فى المناطق الشعبية، مضيفا أن هذه المبادرة لاقت تفاعلا كبيرا من المواطنين اللذين استشعروا الخطر لأول مرة منذ بداية أزمة فيروس كورونا.
وأوضح عبد العزيز أنه سيتم تطوير المبادرة لتجوب كافة الأحياء والمناطق بالتزامن مع الإجراءات الحكومية الجديدة ومنها حظر التجول لمواجهة انتشار العدوى بين المواطنين.
وفى مركز أبو المطامير نظم عدد من شباب قرية كوم الفرج مبادرة لتطهير الشوارع والمبانى وذلك لمواجهة تفشى عدوى فيروس كورونا.
وقال الإعلامى محمود عبد الصبور أحد نشطاء الحملة إن هذه المبادرة التى انطلقت بشكل عفوى تعكس مستوى وعى الشباب بقضايا وأزمات بلاده وضرورة التصدى للأخطار التى تواجه الشعب المصرى، مضيفا أنه تم تعقيم عدد من المبانى الحكومية والأهلية بالإضافة إلى رش الشوارع بالمطهرات بالتنسيق مع الوحدة المحلية، كما تم توزيع المطهرات مجانا على الأهالى خاصة فى المناطق الفقيرة حفاظا على أرواحهم.
وفى هذا السياق، أكد اللواء هشام آمنه محافظ البحيرة تكثيف الجهود لمواجهة انتشار عدوى فيروس كورونا وأهمية التزام المواطنين بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة وعدم التواجد بها، وذلك حرصا على سلامتهم .
ووجه محافظ البحيرة بتوزيع ماسكات وجوانتيات طبية على المواطنين المترددين على ماكينات الصراف الآلي "ATM" ومكاتب البريد، بالتزامن مع توقيت صرف المرتبات الشهرية للعاملين بالدولة ، مضيفا انه فى إطار تنفيذ سلسلة الإجراءات الوقائية والاحترازية لمواجهه فيروس كورونا المستجد تم تزويد بوابات الديوان العام للمحافظة بكاشف للحرارة حيث يتم قياس درجة الحرارة لكافة المترددين على الديوان العام قبل دخولهم من البوابة، للتأكد من استقرار درجة الحرارة .
وشدد محافظ البحيرة على استمرار أعمال تطهير وتعقيم المصالح الحكومية والشوارع العامة، وأماكن التجمعات، واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة والتوعية، والتنسيق مع أجهزة المحافظة، لافتاً إلى استمرار غرفة العمليات الرئيسية تلقى بلاغات المواطنين للإبلاغ عن أي مخالفات للإجراءات الاحترازية على الخط الساخن 114على مدار اليوم .
وأشار محافظ البحيرة الى التنسيق والمتابعة المستمرة مع مديرية الصحة بالبحيرة لمتابعة أي حالات اشتباه أو إصابة بالمرض، و أنه تم رفع درجة الاستعداد بالقطاع الصحي بنطاق المحافظة لمواجهة أى مستجدات وفقاً للخطة الموضوعة فى هذا الشأن ، مشددا على استمرار الحملات الرقابية حفاظاً على صحة وسلامة المواطنين مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية الرادعة حيال المخالفين بالتزامن مع القرارات الحكومية الجديدة بحظر التجول واغلاق المطاعم والمقاهى وإلغاء كافة الاحتفالات والفعاليات والاجتماعات بنطاق المحافظة والتي يترتب عليها أي تجمعات للمواطنين .
يذكر أن مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، قد أعلن عن عدة قرارات جديدة بتكليفات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسى لتطوير الإجراءات الاحترازية المتبعة على مستوى الدولة لمجابهة انتشار فيروس " كورونا" المستجد؛ وذلك للحفاظ على سلامة المواطنين، وتحقيق أعلى معدلات الأمان لهم.
وتضمنت قرارات رئيس مجلس الوزراء حظر التجول أو التحرك على جميع الطرق لكافة المواطنين من الساعة السابعة مساءً وحتى الساعة السادسة صباحًا؛ درءًا لأية تداعيات محتملة لفيروس كورونا المستجد، مع السماح بالحركة الضرورية المرتبطة بالاحتياجات الطارئة التى يُقدرها مأمورو الضبط القضائى.
كما قرّر الدكتور مصطفى مدبولى توقف جميع وسائل النقل الجماعى العامة والخاصة من الساعة السابعة مساءً وحتى الساعة السادسة صباحًا، ويُستثنى من هذا القرار السيارات التى تنقل المواد والسلع الغذائية والخضراوات بكافة أنواعها.
كما تقرر إغلاق كافة المحال التجارية والحرفية، بما فيها محال بيع السلع وتقديم الخدمات، والمراكز التجارية " المولات التجارية"، ابتداءً من الساعة الخامسة مساءً وحتى الساعة السادسة صباحًا أمام الجمهور، وذلك خلال أيام الأسبوع فيما عدا يومى الجمعة والسبت، فيكون الغلق على مدار الأربع والعشرين ساعة، ولا يسرى ذلك على المخابز، ومحال البقالة، والصيدليات، والسوبر ماركت المتواجدة خارج المراكز التجارية.
وتضمنت حزمة القرارات التى أصدرها رئيس الوزراء إغلاق جميع المقاهى والكافيتريات، والكافيهات، والكازينوهات، والملاهى، والنوادى الليلية، والحانات، وما يماثلها من المحال والمنشآت، والمحال التى تقدم التسلية أو الترفيه، كما تُغلق أمام الجمهور جميع المطاعم، وما يماثلها من المحال والمنشآت التى تقدم المأكولات، ووحدات الطعام المتنقلة، على أن يقتصر العمل بها على خدمة توصيل الطلبات للمنازل حتى الساعة السابعة مساءً.
وفى الوقت نفسه، قرّر رئيس مجلس الوزراء تعليق تقديم جميع الخدمات التى تقدمها الوزارات والمحافظات للمواطنين مثل: خدمات الشهر العقارى، والسجل المدنى، وتراخيص المرور، وتصاريح العمل، والجوازات، ولا يسرى ذلك على الخدمات التى تقدمها مكاتب الصحة، وكذا خدمات صرف الرواتب والمعاشات من مكاتب البريد.
وأكد رئيس الوزراء على امتداد سريان المستخرجات الرسمية الصادرة عن الجهات المُشار إليها، التى تنتهى صلاحيتها فى اليوم السابق على تاريخ العمل بهذا القرار، أو خلال فترة سريانه طوال مدة العمل به، وذلك دون أية أعباء مالية على المواطنين، كما شملت القرارات إغلاق جميع الأندية الرياضية والشعبية، ومراكز الشباب وصالات الألعاب الرياضية بكافة أنحاء الجمهورية.
وأوضح رئيس الوزراء أن أحكام القرارات السابقة تسرى لمدة خمسة عشر يومًا من تاريخ العمل به.
كما أعلن رئيس الوزراء، تعليق الدراسة فى جميع المدارس والمعاهد والجامعات؛ أيًا كان نوعها، وكذلك أى تجمعات للطلبة بهدف تلقى العلم تحت أى مسمى، وحضانات الأطفال؛ أيًا كان نوعها، وذلك لمدة أسبوعين اعتبارًا من يوم الأحد الموافق 29 من مارس عام 2020، وكذا تعليق حركة الطيران.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولى استمرار العمل بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 719 لسنة 2020، بشأن (بعض التدابير الاحترازية المتخذة بوحدات الجهاز الإدارى للدولة وشركات القطاع العام وشركات قطاع الأعمال العام)، وذلك لمدة خمسة عشر يومًا اعتبارًا من يوم الأربعاء الموافق الأول من إبريل عام 2020، كما قرر استمرار العمل بقرارى رئيس مجلس الوزراء رقمى 606 لسنة 2020 بشأن تعليق جميع الفعاليات التى تتطلب تواجد أية تجمعات كبيرة للمواطنين، و724 لسنة 2020 بشأن تعليق العروض التى تقام فى دور السينما والمسارح؛ لحين إشعار آخر.
ونصت القرارات التى أصدرها رئيس الوزراء على أنه مع عدم الإخلال بأى عقوبة أشد تنص عليها القوانين المعمول بها، يُعاقب كل من يخالف أحكام هذا القرار بالسجن وبغرامة مالية لا تجاوز أربعة آلاف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
كما تضمنت القرارات بأن تستمر المستشفيات والمراكز الطبية والعاملون بها فى تقديم الخدمات العلاجية دون التقيد بأى من المواعيد المقررة بهذا القرار.