هدد فيروس كورونا شركات الطيران فى العالم بالإفلاس، بعد فرض كل الدول قيودا صارمة على السفر لمنع انتشار الفيروس، مما خلق حالة من الشلل التام فى جميع خطوط الطيران بالعالم، وقد علقت العديد من شركات الخطوط الجوية رحلاتها، فمنها من سرح العمال واعتمد خطوات شديدة بهدف الحفاظ على السيولة، وسط تزايد حظر السفر وانخفاض الطلب على الرحلات.
وقالت صحيفة "الإكونوميستا" الإسبانية إن التقديرات تشير إلى أن خسائر قطاع الطيران سيتكبد أكثر من 113 مليار دولار ، وهو غير مسبوق فى تاريخ القطاع، ولذلك فإن شركات الطيران فى العالم تمر بأسوأ أزمة لها على الإطلاق، حيث إنه تم تسريح عدد كبير من العمال بشركات الطيران وانخفاض عدد رحلات التنقل لأكثر من 50%، ولجأت الكثير من الدول إلى تعليق الطيران لحين إشعار آخر.
وقالت الصحيفة إن الخطوط الجوية الإسبانية انخفضت إيراداتها 70% بسبب القيود التى فرضتها الحكومة بعد إعلان حالة الطوارئ فى البلاد بسبب فيروس كورونا، وتواجه شركات الطيران حاليا الكثير من التحديات الصعبة بسبب أزمة فيروس كورونا وتأثيرها المباشر على أعمال شركات القطاع، حيث قدر اتحاد النقل الجوي إياتا أن خسائر الشرق الأوسط، بأكثر من 7 مليارات دولار.
وفى محاولة من الحكومة الإيطالية لإنقاذ شركات الطيران، قامت بتخصيص 500 مليون يورو لضخها فى شركة أليتاليا لمنع إفلاسها بسبب انتشار فيروس كورونا .
وأعلنت شركات طيران أخرى مثل يونايتد إيرلاينز ، ومجموعة الخطوط الجوية الدولية (IAG) ، والخطوط الجوية البريطانية ، وأير لينجس وإيبيريا ، وإيزي جيت ، وفن إير ، ونيوزيلندا ، وأيروفلوت ، عن تدابير صارمة لخفض التكاليف بعد أن أصدرت عدة دول مرسومًا بالإغلاق. وبالتالي ، سيتم إلغاء مئات الرحلات الجوية اليومية.
وفى هذا السيناريو الكارثي، قالت شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا إنه لن تتمكن أي شركة في هذا القطاع من البقاء بدون مساعدة الدولة إذا استمر جائحة الفيروس التاجي لفترة طويلة.
كما أعلنت شرطة الطيران المكسيكية أنها ستخفض 40% من رحلاتها إلى أوروبا ، مما يعنى خسارة بنسبة 20% من الإيرادات لشركة الطيران، ومن المتوقع أن تنخفض الإيرادات بشكل أكبر لمدة عام كامل.
وأعلنت شركة الخطوط الجوية التشيلية تعليق رحلاتها حتى 30 أبريل وذلك بسبب فيروس كورونا، وقامت بتسريح 5000 موظف، وذلك بسبب فيروس كورونا.
وفى السياق نفسه، قال البنك الامريكى الاستثمارى جى بى مورجان إن "توقف شركات الطيران فى أمريكا اللاتينية، أدى إلى خسائر مادية واضحة، والوضع سيكون أكثر تشاؤما مع استمرار الشلل التام للرحلات الجوية فى دول أمريكا اللاتينية، فيمكن لشركات الطيران فى القارة اللاتينية البقاء على قيد الحياة بين 3 و10 أشهر وفقا لمراجعة السيولة التى أجراها محللون فى عدة بنوك استثمارية".
وقال بنك جى بى موجان فى تقريره إن "من أهم النقاط التى تم مناقشتها هى تكاليف العمالة، حيث هناك العديد من شركات الطيران قامت بتخفيض الرواتب بين 15% و20 %، كما فعلت شركتى Azul و GOL.
وأشارت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية إلى أن خطوط كوبا الجوية تعتبر واحدة من أكثر الشركات التى تأثرت بفيروس كورونا، فى جميع أنحاء العالم ، حيث اضطرت الشركة إلى تعليق 80% من طاقتها إلى أجل غير مسمى.
وقامت باراجواى، وبيرو ، والارجنتين ، وبوليفيا ، وتشيلى وكولومبيا والاكوادور بتعليق دخول الاجانب ، كما حظرت فنزويلا الرحلات الجوية من أوروبا وبنما والجمهورية الدومينيكية وأيضا الصين وسنغافورة وكوريا الجنوبية.
انتشر فيروس كورونا فى دول أمريكا اللاتينية وتسبب فى حالة من الذعر بعد ارتفاع حالات الوفيات فى بعض الدول، سجلت أمريكا اللاتينية أكثر من 300 حالة وفاة و25 ألف مصاب، بالإضافة إلى أنه تم إغلاق المطارات المختلفة فى بعض الدول.
وتعتبر البرازيل من أكثر الدول التى انتشر بها الفيروس مع 1604 حالة إصابة ، بينهم مسئول برازيلى، و18 حالة وفاة، وذلك بسبب استهتار الرئيس البرازيلى جايير بولسونارو فى بداية الأمر لدرجة اتهامه لوسائل الإعلام بمحاولة تهويل الأمور وتأكيده أن الفيروس ليس خطيرا بهذا الشكل، مما أدى إلى انتشار الفيروس سريعا فى البلاد.
فيما تعد إيطاليا أخطر الدول الأوروبية التى تعانى من أزمة فيروس كورونا، وقال رئيس وكالة الحماية المدنية في إيطاليا إن عدد الوفيات بفيروس كورونا ارتفع بواقع 602 إلى 6077 شخصا في المجمل وذلك في أقل زيادة منذ يوم الخميس مما يدل على توجه واضح للانخفاض.