يقف الأطباء والممرضات فى خط الدفاع الأول لمواجهة كورونا، ويعانون من ضغط نفسى هائل فى كل لحظة يتعاملون فيها مع المصابين والضحايا الذين يفقدون حياتهم كل يوم أمام أعينهم بالرغم من محاولتهم المستمرة لإنقاذ حياتهم، إلا أن فيروس كورونا يحصد أرواح المئات يوميًا على مستوى العالم، وليس الضغط النفسى وحده هو ما يعانى منه فرق الرعايا الصحية ولكن هم أكثر الفئات عرضة لالتقاط العدوى بالفيروس وهو ما حدث فى المئات أيضًا من الحالات على مستوى العالم.
كل هذه الضغوط والإصابة بالمرض دفعت بعض الممرضات للتخلص من حياتهن لعدم قدرتهن على تحمل ما يرونه كل يوم.
ففى إيطاليا التى ما زالت تعانى بشدة من تفشى وباء كورونا، حيث ما زال الفيروس، يحصد آلاف الأرواح، كذلك تستمر حصيلة الاصابات اليومية فى ارتفاع كبير، وهو ما أضفى أجواء حزينة ومأساوية على واحدة من أجمل بلدان أوروبا.
نقابة الممرضات الإيطاليات، كشفت عن أن ممرضة إيطالية انتحرت بعد أن ثبتت إصابتها بفيروس كورونا، خوفًا من إصابة الآخرين، حيث كانت دانييلا تريزي صاحبة الـ34 سنة، تعمل في الخط الأمامي لأزمة فيروس كورونا في لومباردى، وهى المنطقة الأكثر تضررًا فى إيطاليا، بحسب "ديلى ميل"
وأكد الاتحاد الوطني للممرضات في إيطاليا وفاتها وأعرب عن "ألمه وفزعه" في بيان الذى صدر أمس، وقال الاتحاد، إن الممرضة كانت تعاني من ضغوط شديدة لأنها كانت تخشى من انتشار الفيروس أثناء محاولتها السيطرة على الأزمة.
جاء ذلك مع ارتفاع عدد الوفيات فى إيطاليا مرة أخرى أمس مع تسجيل 743 حالة وفاة جديدة فى يوم واحد، ومع ذلك، ارتفع عدد الإصابات الإجمالية بنسبة 8% وهو أدنى مستوى منذ أن سجلت إيطاليا أول حالة وفاة في 21 فبراير.
وقال رئيس خدمة الحماية المدنية أنجيلو بوريلي لصحيفة "لا ريبوبليكا" اليومية قبل ظهور الأرقام الجديدة: "الإجراءات التي اتخذناها قبل أسبوعين بدأت تؤتي ثمارها".
كانت دانييلا تريزى تعمل في جناح العناية المركزة فى مستشفى سان جيراردو في مونزا، على بعد حوالي 9 أميال من ميلانو، لكنها كانت في الحجر الصحى بعد ظهور أعراض فيروس كورونا عليها وثبوت إيجابية الاختبار.
كما كشفت مجموعة التمريض عن أن حالة مماثلة حدثت قبل أسبوع فى البندقية، مع نفس الأسباب، قال الاتحاد، كل واحد منا اختار هذه المهنة للخير وللأسف أيضا للشر.. نحن ممرضات".
وقال المدير العام لمستشفى سان جيراردو، ماريو ألباروني، إن دانييلا كانت مريضة فى المنزل منذ 10 مارس، ولم تكن تحت المراقبة، وبحسب وسائل الإعلام المحلية، فإن السلطات القضائية تحقق الآن فى وفاتها.
أما فى بريطانيا انتحرت ممرضة عناية مركزة في العشرينات من عمرها تعمل في مستشفى كينجز كوليدج في لندن بعد رؤيتها لثمانى أشخاص من مصابى فيروس كورونا يفقدون حياتهم أثناء محاولة انقاذهم فى المستشفي ولم تتحمل الممرضة الضغط النفسى الهائل وقررت التخلص من حياتها.
ووفقًا لتقرير صحيفة ديلى ميل البريطانية فإن الممرضة التى قتلت نفسها في العشرينات من عمرها وعملت كممرضة في وحدة العناية المركزة في King's College، ولكن التقرير لم يشير الى الطريقة التى انتحرت بها الممرضة، وتم العثور عليها ملقاة فى الأرض ولا تستجيب لأحد في مستشفى جنوب لندن وأكدوا أن قتلت نفسها بعدما توفي ثمانية أشخاص من فيروس كورونا مع حصيلة القتلى في المملكة المتحدة في 422.
حاول الأطباء إسعاف الممرضة التى قتلت نفسها لكنها فارقت الحياه وقد تم إبلاغ أقاربها بوفاتها.
يذكر أن القسم التى كانت تعمل فيه الممرضة المنتحرة يتم بداخله علاج أولئك الذين هم يحتاجون إلى دعم الحياة أو الذين يحتاجون إلى رعاية حرجة في وحدة العناية المركزة في المستشفى.
وقال متحدث باسم مستشفى King's College "تم العثور على أحد أعضاء هيئة التدريس غير مستجيب في المستشفى، وعلى الرغم من أفضل جهود الفريق الطبي، ماتت للأسف، قائلا: "نحن نقدم الدعم لعائلاتهم في هذا الوقت العصيب ونطلب احترام خصوصيتهم".
وشهدت لندن حالات إصابة بالفيروس التاجي أكثر من أي مكان آخر في البلاد، حيث تم الإبلاغ عن 2872 من أصل 8077 في العاصمة، وكان هناك ما مجموعه 143 حالة وفاة في المدينة، مع مخاوف مديري الصحة من أن يتضاعف العدد يوميًا.
وحذرت هيئة الصحة الوطنية فى بريطانيا من نفا أسرة العناية المركزة فى ظل تفاقم أعداد الإصابات بفيروس كورونا، وقام مسئولو الجيش بزيارة مركز إكسل في دوكلاندز، الذين يفكرون في تحويله إلى مستشفى ميداني.
وقال الأطباء والممرضات في جميع أنحاء بريطانيا إن العاملين بمجال الصحة العامة في إنجلترا (PHE) يخاطرون بحياتهم بالرغم من عدم منحهم بدلات خطر كاملة لعلاج مرضى فيروسات التاجية، بما يتماشى مع إرشادات منظمة الصحة العالمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة