قالت صحيفة جارديان البريطانية إن المفاوضات بشأن علاقة المملكة المتحدة مع الإتحاد الأوروبي بعد انتشار وباء كورونا توقفت مع استمرار حكومة بوريس جونسون في وضع نص قانوني شامل يعمل الجانبان عليه، فضلاً عن إصابة رئيس المفوضية الأوروبية ميشيل بارنيه بوباء كورونا.
وتم إخبار مبعوثين رسميين عن دول الاتحاد الاوروبي خلال مؤتمر للمفوضية الاوروبية بأن عقد المفاوضات عبر مؤتمرات الفيديو قد ثبت أنه مستحيل حتى الآن.
ويحاول الجانبان إيجاد طريقة للحفاظ على الحوار في الأسابيع والأشهر المقبلة لبدء المحادثات، ولكن تم التخلي عن جدول زمني سابق لجولات المفاوضات، وقالت مصادر في الاتحاد الأوروبي إن حقيقة أن المملكة المتحدة كانت ولا تزال تقدم نصًا قانونيًا أضاف من صعوبة الأمر.
يذكر أن المملكة المتحدة غادرت الاتحاد الأوروبي في 31 يناير وكان أمامها حتى نهاية العام للاتفاق على علاقات اقتصادية وأمنية جديدة أو العمل بشروط منظمة التجارة العالمية مع التعريفات الجمركية الكبيرة على السلع، ونشرت المفوضية الأوروبية مسودة اتفاق في 13 مارس تغطي كل جوانب العلاقة المستقبلية.
وعلى الرغم من إصرار داونينج ستريت على طرح نص شامل في وقت سابق من هذا الشهر ، قالت مصادر الاتحاد الأوروبي إن المملكة المتحدة قدمت أربعة وثائق فقط تغطي التجارة والنقل والطيران والتعاون النووي ولم تقدم لندن نصًا قانونيًا حول قضايا مهمة بما في ذلك التعاون الأمني أو اماكن صيد الأسماك كما أنها لم تجعل نصوصها علنية.
واضافت مصادر بالاتحاد الأوروبي إن مواقف المملكة المتحدة في النصوص كانت في "مجرة مختلفة" عن مواقف بروكسل.
وفي نفس السياق قال دبلوماسي كبير بالاتحاد الأوروبي: "أول اختلاف كبير هو أن لدينا اقتراحًا كاملاً يتماشى مع الإعلان السياسي بينما قدم البريطانيون بضعة أشياء فقط ،النطاق أضيق بكثير مما كنا نعتقد مما سيجعل الامر صعبا في التعامل هذه هي المشكلة الأساسية ".
ويعمل المسؤولون من كلا الجانبين على إيجاد طريقة لبدء المفاوضات في ظل التخلي عن خطط إجراء اجتماعات في لندن وبروكسل بسبب ازمة كورونا.
وقالت مصادر بالاتحاد الأوروبي إن الموقف يائس. وقال أحد المصادر: "لا يمكننا حتى الخروج من بروكسل إلى عواصمنا للتحدث عنها.. كل شيء في حالة تجمد، وما زاد من صعوبة الموقف دخول كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ، ميشيل بارنييه ، في الحجر الصحي بعد أن أصيب بفيروس كورونا.
ويحتاج الجانبان إلى الاتفاق على ما إذا كان سيتم تمديد الفترة الانتقالية أم لا "حتى عام أو عامين" قبل 1 يوليو. وأصر جونسون على أن المملكة المتحدة ستغادر السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي والاتحاد الجمركي بحلول نهاية العام المقبل.
ومن جامبه اوضج وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ديفيس في الأيام الأخيرة أن ازمة وباء كورونا ستحد من الأضرار التي لحقت بالفشل في تأمين صفقة لأن التجارة كانت ستخفض بالفعل إلى الحد الأدنى.
تبقى النقاط الشائكة الرئيسية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن ما يسمى بالالتزامات على مستوى اللعب لضمان أن كلا الجانبين يحتفظان بمعايير عالية في مجالات اللوائح البيئية والاجتماعية والعمالية حيث تسعى بروكسل إلى عدم التراجع عن معايير الاتحاد الأوروبي ، وإلى "تنسيق" المملكة المتحدة مع بروكسل بشأن قواعد مساعدة الدولة التي تحد من الدعم.
