محمد عبدالرحمن زغلول

"إن هلكنا فهو العدل"

الجمعة، 27 مارس 2020 07:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"رب ضارة نافعة، وتتغير بعد هذه الأزمة حياة المصريين، شكل حركة المرور، والاهتمام بالقراءة يصبح بعدها هناك أسلوب الحياة جديد" بهذه الكلمات اختتم الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية حديثه مع الإعلامية قصواء الخلالى، خلال حديثه عن أزمة تفشى فيروس كورونا والدور الثقافي الذى يقام في ظل هذه الأزمة.

 

ربما كانت حالة الخوف من المصير المجهول المحتوم على كل العالم الآن بسبب تفشى فيروس كورونا، هى الحالة المسيطرة على الجميع، الكل يتهيب من ذلك الفيروس المجهول، الجميع يفكر في النجاة والخلاص من مصير لا يحمد عقباه، لكن ربما الناس الأكثر تفاؤلا ينظرون للوضع الحالى على أنه فرصة لأسلوب جديد لحياة المصريين، فرصة لتغيير سلوكياتنا وتعاملنا مع الحياة، وأرى أن العالم كله أمام فرصة أخرى يعيد فيها نظرته ورؤيته لهذا الكوكب المأزوم.

 

الجميع نظر إلى "كوفيد 19" على أنه ملاك الموت الذى يتوشح بالسواد ليأخذ ملايين الأرواح، ورغم أن الواقع يؤيد بشكل أو بآخر تلك النظرة المتشائمة، لكن ربما هذا الفيروس جاء ليحمي الأرض وما عليها من كائنات، ليجعلنا نتعامل مع الحياة بطريقة أكثر إنسانية وأكثر رحمة لكل ما هو كائن على هذه الكوكب.

 

منذ سنوات طويلة اختفت الحياة البحرية فى قنوات "لا سيرينيسيما" المائية، بفعل الإنسان التى تسابق من أجل نحر الكائنات والحياة فى المجرى المائى، لكن مع اختفاء القوارب والسفن السياحية وإقفال أكشاك الهدايا التذكارية، تحولت رؤية المياه لمظهر آخر أكثر روعة، فستطيع أن ترى القاع الجميل من بين صفحات المياه الصافية، وتجد الكائنات المياه بدأت تدب بالحياة مرة أخرى داخل هذا العالم الأزرق الساحر، ما يعني أن الفيروس أحدث تحولا بيئيا وطبيعيا إيجابيا في المدينة الشهيرة.

 

الفيروس الذى لم يتوصل العالم بعد إلى مصل أو علاج ينجى البشرية منه، جاء بوجه باسم إلى حياة هذا الكوكب، أعتقد أن الأرض أكثر سعادة بوجود "كوفيد 19" لما لا وخطر الاحتباس الحرارى قد انخفض إلى درجات كبيرة، بسبب توقف المصانع المنتجة للغازات الضارة وتراجع حركة الطيران، الأرض الآن تتنفس بحرية.

 

حتى فى مصر الحياة رغم صعوبتها، لكن ربما لم نجد منذ سنوات طويلة أداءً حكوميًا بمثل هذا الأداء المميز، كما أننا تخلينا الآن عن عادات سيئة طالما كانت أسلوبا فى حياتنا، وأصبح أكثر انفتاحا على ثقافة النظافة الشخصية، وثقافة المصافحة والتعامل المباشر مع الجميع، الآن أصبحت أكثر بعدا فى المسافات وأكثر ودا.

 

الطبيعة الآن أصبحت تتنفس والكائنات الأخرى وجدت بابا يعيدها للحياة بعيدًا عن قسوة الإنسان، وأعتقد الآن ونحن نفكر فى الخلاص من كورونا  الآتي لا ريب أن نعيد ترتيب احتياجاتنا، ولعلني وأنا أؤمن بهذا الخلاص أتذكر كلمة أديبنا الكبير نجيب محفوظ عندما قال "إن خرجنا سالمين فهى الرحمة، وإن خرجنا هالكين فهو العدل" فإن نجونا من "كوفيد 19" فهى رحمة الله الواسعة التى ستنجينا من هذا المجهول لابد بعدها أن نعيد نظرتنا للتعامل مع مكتسبات الطبيعة وثورتها بنظرة أخرى، أما وإن هلكنا فهو العدل الذى سندفعه نتيجة تصرفات البشرية الأكثر حماقة مع كل مظاهر الحياة على هذه الأرض.


 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة