تصاعدت المخاوف من تحول السجون التركية إلى بؤر لانتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، لاسيما بعد إعلان أطراف من المعارضة عن اكتشاف حالات إصابة بين نزلاء السجون، وكذلك التحذيرات الدولية من استمرار حالة التكدس داخل السجون فى إطار انتهاكات حقوق الإنسان المنسوبة لنظام أردوغان.
ونقلت صحيفة زمان التركية ع نائب حزب الشعوب الديمقراطى الكردى، وعضو لجنة حقوق الإنسان فى البرلمان، عمر فاروق جرجيرلى أوغلو، تأكيده أن نتيجة التحليل الخاص بأحد المعتقلين فى سن 70 عامًا، ظهرت إيجابية.
البرلمانى عمر فاروق جرجيرلى أوغلو أوضح أن المصاب تم التأكد من إصابته بفيروس كورونا، وهو فى سن 70 عامًا، ويقبع فى سجن سنجان بالعاصمة أنقرة قائلًا: “نحن نتحرك فى كل مكان منذ أسبوعين من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة. ولكن نسمع تصريحات لا مبالية".
عمر فاروق جرجيرلى أوغلو، سبق أن قال إنه تم فرض حجر صحى بسجن أدرنة بعدما جاءت نتائج تحاليل ثلاثة من أفراد الشرطة إيجابية.
يأتى ذلك بالرغم من إعلان وزير العدل عبد الحميد جول اتخاذ بعض التدابير داخل السجون لتجنب انتشار الفيروس.
وفى ظل انتشار وباء كورونا فى تركيا واقتراب عدد الإصابات إلى نحو 2000، صدرت مناشدات عدة من برلمانيين وحقوقيين بضرورة الإفراج عن المعتقلين فى تركيا لمنع إصابتهم بفيروس كورونا الآخذ فى الانتشار، وتحول السجون إلى بؤرة لانتشار المرض.
النائب المعارض جيهانجير إسلام، المستقيل مؤخرا من حزب السعادة التركى، حذر من أن فيروس كورونا قد ينتشر بين المعتقلين والمسجونين بسرعة كبيرة، مع استمرار انتشاره فى الشارع التركى بوتيرة كبيرة.
قال جيهانجير إسلام: “يجب أن يخضع المعتقلون إلى معاملة مختلفة فى مواجهة هذا التهديد الخطير، بموجب مبدأ احترام حقوق الإنسان. هناك من هم مصابون بالسرطان، ومن هم يعانون من أمراض مزمنة، ومن هم فى سن أكثر من 40 عاما، كذلك يوجد داخل السجون الحوامل، والأطفال، وهناك من لا يجب محاكمتهم. يجب الإفراج بشكل عاجل عمن لا يوجد خطر من هروبهم".
إلى ذلك قال ياوز ايدين الكاتب التركى أن فيروس كورونا يفرض ضرورة إطلاق السجناء فورا؛ وأشار فى مقال نشره عبر صحيفة "أحوال تركية" إلى أن المخاطر الناتجة عن جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) تجعل الإفراج عنهم الآن أولوية ملحّة.
وأوضح أن المشرّعين الأتراك سارعوا إلى إعداد مشروع قانون، قد يسمح بالإفراج عن نحو ثلث السجناء القابعين فى السجون التركية حالياً، والبالغ عددهم نحو 300 ألف سجين.
وأضاف: "إذا وضعنا حرّاس السجون ومنتسبى الدرك فى الحسبان – ويصل عددهم إلى نحو 150 ألفاً – فإننا نتحدث عن نحو 450 ألفا معرّضين لخطر العدوى الجماعية فى منشآت السجون."
وتابع السجون التركية مكتظة بشدة، وتعمل حالياً بأكثر من طاقتها الاستيعابية عند نحو 136 فى المئة. وذكر تقرير المفوضية الأوروبية لعام 2018 حول تركيا أن "اكتظاظ السجون وتدهور أوضاعها ما زال مصدر قلق كبير". لكن الإجراءات التى اتخذتها السلطات فى الآونة الأخيرة لإخلاء بعض الزنازين من أجل الحجر الصحى بسبب فيروس كورونا، تعنى أن السجون باتت مكتظّة أكثر من أى وقت مضى، حيث وصل عدد السجناء فى زنازين مصممة لاستيعاب سبعة سجناء فقط إلى 45 سجيناً فى الزنزانة الواحدة."
وأضاف: "ألغت وزارة العدل الزيارات المفتوحة والمغلقة فى جميع السجون التركية، بسبب انتشار فيروس كورونا. بيد أن حرّاس السجون ما زالوا يحتكون بالمجتمع الأوسع خارج السجون، وهو الأمر الذى يزيد مخاطر انتشار الفيروس، خاصة فى ظل ظروف الاكتظاظ الراهنة."