أكرم القصاص - علا الشافعي

سكن الليل .. اقرأ قصيدة "الكوليرا" لـ نازك الملائكة تعاطفا مع مصر

الجمعة، 27 مارس 2020 03:00 ص
سكن الليل .. اقرأ قصيدة "الكوليرا" لـ نازك الملائكة تعاطفا مع مصر الشاعرة نازك الملائكة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عام 1947 كتبت الشاعرة العراقية نازك الملائكة قصيدتها الشهيرة (الكوليرا) صيدة الكوليرا لنازك الملائكة التى نظمتها على وزن البحر المتدارك، وصوّرت فيها مشاعرها وأحاسيسها نحو مصر حين داهمها وباء الكوليرا، وحاولت التعبير عن وقع أرجل الخيل التى تجر عربات الموتى من ضحايا المرض فى الريف المصرى.
 
سكَن الليلُ
 
أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ
 
فى عُمْق الظلمةِ، تحتَ الصمتِ، على الأمواتْ
 
صَرخَاتٌ تعلو، تضطربُ
 
حزنٌ يتدفقُ، يلتهبُ
 
يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ
 
فى كل فؤادٍ غليانُ
 
فى الكوخِ الساكنِ أحزانُ
 
فى كل مكانٍ روحٌ تصرخُ فى الظُلُماتْ
 
فى كلِّ مكانٍ يبكى صوتْ
 
هذا ما قد مَزّقَهُ الموتْ
 
الموتُ الموتُ الموتْ
 
يا حُزْنَ النيلِ الصارخِ مما فعلَ الموتْ
 
طَلَع الفجرُ
 
أصغِ إلى وَقْع خُطَى الماشينْ
 
فى صمتِ الفجْر، أصِخْ، انظُرْ ركبَ الباكين
 
عشرةُ أمواتٍ، عشرونا
 
لا تُحْصِ أصِخْ للباكينا
 
اسمعْ صوتَ الطِّفْل المسكين
 
مَوْتَى، مَوْتَى، ضاعَ العددُ
 
مَوْتَى، موتَى، لم يَبْقَ غَدُ
 
فى كلِّ مكانٍ جَسَدٌ يندُبُه محزونْ
 
لا لحظَةَ إخلادٍ لا صَمْتْ
 
هذا ما فعلتْ كفُّ الموتْ
 
الموتُ الموتُ الموتْ
 
تشكو البشريّةُ تشكو ما يرتكبُ الموتْ
 
الكوليرا
 
فى كَهْفِ الرُّعْب مع الأشلاءْ
 
فى صمْت الأبدِ القاسى حيثُ الموتُ دواءْ
 
استيقظَ داءُ الكوليرا
 
حقْدًا يتدفّقُ موْتورا
 
هبطَ الوادى المرِحَ الوُضّاءْ
 
يصرخُ مضطربًا مجنونا
 
لا يسمَعُ صوتَ الباكينا
 
فى كلِّ مكانٍ خلَّفَ مخلبُهُ أصداءْ
 
فى كوخ الفلاّحة فى البيتْ
 
لا شىءَ سوى صرَخات الموتْ
 
الموتُ الموتُ الموتْ
 
فى شخص الكوليرا القاسى ينتقمُ الموتْ
 
الصمتُ مريرْ
 
لا شيءَ سوى رجْعِ التكبيرْ
 
حتّى حَفّارُ القبر ثَوَى لم يبقَ نَصِيرْ
 
الجامعُ ماتَ مؤذّنُهُ
 
الميّتُ من سيؤبّنُهُ
 
لم يبقَ سوى نوْحٍ وزفيرْ
 
الطفلُ بلا أمٍّ وأبِ
 
يبكى من قلبٍ ملتهِبِ
 
وغدًا لا شكَّ سيلقفُهُ الداءُ الشرّيرْ
 
يا شبَحَ الهيْضة ما أبقيتْ
 
لا شيءَ سوى أحزانِ الموتْ
 
الموتُ، الموتُ، الموتْ
 
يا مصرُ شعورى مزَّقَهُ ما فعلَ الموتْ









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة