منذ بدء انتشار فيروس "كورونا" فى فلسطين، تحاول حكومة الاحتلال الإسرائيلى استغلال هذه الأزمة بأشكال متعددة، وتُسخر كل إمكانياتها لأجل تحقيق أطماعها الخبيثة بحق المسجد الأقصى المبارك، ولا يتوقف الاحتلال للحظة ما عن مساعيه الرامية إلى تفريغ الأقصى من رواده وحراسه، مستخدمًا كافة الوسائل لتحقيق ذلك، بما فى ذلك قمع المصلين وملاحقتهم واعتقالهم والتحقيق معهم وإبعاد العشرات منهم عنه لفترات متفأوتة، ومؤخراً رفض اليهود المتطرفين في إسرائيل قيام السلطات الإسرائيلية بإجراءات التعقيم لحائط المبكي ( البراق) بزعم أن بيت الرب لا يحتاج لتطهير.
وقالت د. إيمان الطيب أستاذ الدراسات اليهودية في تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع"، إن اليهود الحريديم يعترضون على إجراءات تعقيم حائط البراق وتخفيض عدد الزوار فيه ، موضحة أن هذا الإجراء يساعد على انتشار الفيروس في دولة الاحتلال في ظل صمت منظمة الصحة العالمية .
وأوضحت أستاذ الدراسات اليهودية أن جماعة ( حوزريم لهار ) كانت قد تجمعت بالعشرات منذ ايام امام حائط المبكى لأداء الصلوات لرفع البلاء وللاعتراض على قرار الحكومة ، مشيرة إلى أنهم يعتقدون ان الحائط جزء من بيت الرب ولا يحتاج لتعقيم، وهذا يتناقض مع اعتقاد اليهود بانه لا يجوز اعادة بناء الهيكل الثالث الا بعد ظهور البقرة الحمراء التى تساعدهم في طقوس التطهير قبل الشروع في بنائه، والتى تشمل ذبح وحرق بقرة حمراء بمواصفات معينة فوق الجبل الشرقي المقابل لجبل الهيكل - الجبل الذي يقام فوقه المسجد الاقصى وقبة الصخرة الآن - ثم اضافة رمادها الى ماء ونباتات عطرية معينه ويرش منها على اماكن اقامة الهيكل والاشخاص الذين سيشرعون في بنائه وكذلك الكهنة او الحاخامات الذين سيقومون بإقامة الطقوس فيه .
وتابعت أن الرفض ليس بسبب شرعي بقدر ما هو إثبات للوجود الحريدى على الأرض في إسرائيل، واجبار الحكومة للانصياع لهم مثل انصياعها لعدم تطبيق قانون التجنيد الإجباري الجديد لليهود الحريديم، حيث أجبر اليهود المتدينين الدولة على عدم انضمام أبنائهم للجيش منذ اقامة الدولة في عام 1948.
في المقابل ، أغلقت شرطة الاحتلال بعض أبواب المسجد الأقصى، وفرضت قيودًا على دخول المصلين للمسجد، بحجة الإجراءات الوقائية لمكافحة فيروس "كورونا"، فى المقابل سسمحت لعشرات المستوطنين المتطرفين باقتحامه وتدنيس باحاته.
وللوقاية من انتشار "كورونا"، قرر مجلس الأوقاف والشئون الإسلامية بالقدس المحتلة تعليق حضور المصلين للصلاة بالمسجد الأقصى لفترة مؤقتة، ما دفع عشرات المصلين لأداء الصلوات على عتبات أبواب الأقصى المغلقة مع الالتزام بالتعليمات والإجراءات الوقائية للحد من ألفيروس.
وهذه الأزمة الصحية الراهنة وإغلاق الأقصى، تثير مخاوف حقيقية لدى المقدسيين من نوايا خبيثة للاحتلال تستهدف فرض وقائع جديدة فى المسجد، وتنفيذ مخطط تقسيمه زمانيًا ومكانيًا.
وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا فى القدس المحتلة الشيخ عكرمة صبرى لوكالة "صفا" إن الاحتلال قد يستثمر الحالة الراهنة وانتشار فيروس "كورونا" من أجل تنفيذ أهدافه العدوانية بحق المسجد الأقصى.
وأضاف: "ندرك أن سلطات الاحتلال تحأول تسخير مرض كورونا لخدمة مصالحها وأهدافها، كما يحصل من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الذى يحأول تثبيت موقعه ومنصبه".
وأكد أن المقدسيين ملتفون جميعهم حول الأقصى، ومدركون تمامًا لما يخطط له الاحتلال بشأنه، مشيرًا إلى أنه ومنذ زمن طويل وحتى الآن والصراع مستمر على المسجد.
ومنذ مجزرة الحرم الإبراهيمى بالخليل عام 1994، أكد الشيخ صبرى أن الاحتلال يوجه أنظاره نحو الأقصى، وحينها قلنا ولا زلنا أن" مأساة الإبراهيمى لن تتكرر فى الأقصى".
ويحأول الاحتلال بشكل حثيث تنفيذ مخطط التقسيم الزمانى والمكانى بالأقصى، وتخصيص مكان محدد لليهود بالمسجد، قائلًا: "نحن فى صراع طويل وعميق مع الإسرائيليين، لأن أطماعهم تنصب فى الجهة الشرقية للأقصى بما فى ذلك مصلى باب الرحمة، لكننا لن نمكنهم من تحقيق ذلك".
وحول كيفية حماية المسجد الأقصى فى ظل تعليق الصلوات وانتشار "كورونا"، أكد الشيخ صبرى استمرار حراس وسدنة المسجد وعمال النظافة والأذنة والأئمة وسائر موظفى دائرة الأوقاف فى أعمالهم، رغم إغلاق الأبواب الخارجية للمسجد.
وأوضح أن كوادر العمل جاهزة ومستمرة فى عملها داخل الأقصى، ولن تتركه فارغًا ولقمة سائغة للاحتلال، فكافة الأمور ستكون فى أمن وحماية المسجد من أى تجأوز أو تعدى إسرائيلي.
وحول قرار تعليق الصلاة بالأقصى، قال الشيخ صبري: إن" القرار كان واضحًا فى إغلاق جميع أبواب المسجد الأقصى، بما فى ذلك باب المغاربة الذى تسيطر عليه شرطة الاحتلال، وكان شرطنا إغلاقه أيضًا أمام اقتحامات المستوطنين للأقصى، وفى حال أى تجأوز من الاحتلال بفتح الباب، سيتم فتح كافة الأبواب الخارجية للمسجد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة