هند أبو سليم

الشيخ زايد فى زمن الكورونا

السبت، 28 مارس 2020 01:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دخلت "سوبر ماركت" وإذ بى أفاجأ أنه (مليان رجالة!!!) أيوة يا افندم... قريتها صح... رجالة.

 

اختلط على الأمر وظننت لبرهة أنى فى مكان خطأ... وحين نظرت حولى مرة أخرى، أيوة "....." مليان رجالة بتشترى (مش ستات البيوت اللاتى تعودت على وجوههن دون أن أعرفهن)... غزو ذكورى لعالم السيدات فى ".....".

 

أعلم أن هذه الجرثومة اللعينة غيرت شكل شوارع وميادين كبرى مدن الكوكب.

 

وأعلم أنه لم يفرق بين ذوى الصيت وذوى السلطة وبين مطحونى ومعدومى الأرض.

 

وأعلم أنه يعيش فينا بدور ثانوى (العملاق الفضائى الذى قرر أن يغير الكون بأن يتخلص من نصف كائناته) من سلسلة أفلام Avengers.

 

وأعلم أيضاً كم الـmemes والفكاهة الأصيلة فينا سواء على مواقع التواصل أو فى المعاملات اليومية البسيطة الباقية التى مازالت تعلو فوق القلق والخوف من المجهول.

 

وأعلم أننا نواجه الجرثومة بالأكل (آه والله) كل ما بنخاف كل ما بنشترى أكل.... وناكل.

 

 

ولكن... على الرغم من كل ذلك الشيخ زايد احلوت.... فى مشاويرى القليلة هذه الأيام أرى الرياضيين بعد غلق صالات الرياضة فى الشوارع، (بعض الأحيان من نافذتى فى الـ6 صباحاً) يمشون، ويركضون... والأمهات مع الأبناء يتمشون، والأزواج.... والأصدقاء (اللى ساكنين قريب من بعض).

 

أرى نافذات جيرانى مضيئة، غرف المعيشة، المطابخ... البيوت مساء تلبس أنوراً دافئة ... عاد أهلها ليستكينوا بها.... (ولم أرها مضيئة على مدار أعوام).

 

تخبرنى صديقتى أنها تطهو الغداء لزوجها وابنها، وهى امرأة عاملة حتى النخاع (وأنها تدخل المطبخ ده محتاج زفة بلدى) والأهم.... أن الأكل من إيديها حلو!!!! (تسلم إيدك يا ست الستات).


إن ابنتى ذات التسعة اعوام تجلس في المنزل دون (زن وأن) بعد أن كان طوال الوقت يجب.... يجب أن يكون هناك مخططات خروج طوال اليوم... ( تمارين، احتياجات للمدرسة... اعياد ميلاد نهاية الاسبوع، النادي كل خميس... الخ).

 

أرى نفسى أشاهد حفل عمرو خيرت على قناة الأوبرا online ... ولازالت رغم حضورى لها أكثر من مرة live ...تغمرنى حالة أسميها سلطنة عمر خيرت.

 

تعجبنى محال البقالة الكبيرة وهى تضع مصلحة الإنسان فوق كل اعتبار... بالاهتمام بالتعقيم والنظافة، واعداد دخول الناس.

 

أحمد الله أن مصر بخير ( بعد أن أرسل لى أخى صورا لأكثر من سوبرماركت فى مدينته الأوروبية ينهشها فراغ أرففها).

 

أجد وقتاً لمهاتفة أخوتى وأصدقائى... وليس لخمس دقائق سريعة، بل لمحادثة يتخللها كوب شاي، و الحديث في مواضيع مختلفة عن الأخبار الشخصية فقط (مش نميمة والله).

وراكبي الدراجات النارية يجوبون الشيخ زايد مستمتعين بالشموسة ( بعد اجواء العاصفة التي اسميناها التنين).

 

ومحدش اتطلق... على الرغم من كل الخوف من تواجد كائن الزوجة وكائن الزوج فى محيط واحد، إلا أنه إلى الآن غلب الخوف من المجهول على المناهدة والخناق والنكد (إلى الآن عزيزى المواطن، يكملها بالستر).

 

الشيخ زايد زيها زى أى مكان فى مصر، حيث احتاجت فيه السماء للحظات تتوقف فيه الدنيا... لتتنفس... وتسمع صوت طيورها على مدار النهار (حصل يا افندم).... وتاخد شوارعها قيلولة.... ويشم ساكنى بيوتها رائحة الطعام المطهو (مش جرس الديلفرى).

لم يخطئ التاريخ بعظاته عن أن كل ما هو قبيح له وجه آخر جميل، وأن هناك دائما نصف كأس ممتلئ.

 

عودة للرجالة اللى نزلوا "....."، أعزائى..... إحنا فاهمين إنكم زهقانين... وإن السوبر ماركت بقى فسحة، (والستات تاخد بريك منكوا فى البيت) بس دى فسحتنا احنا من زمان.... اول ما تنزاح الغمة.... كله يعود لأماكنه لو سمحتم....

 

شكرا

 

آخر الكلام:

احذروا كل الحذر من غضب الطبيعة الأم، فمقتل آخر زرافة بيضاء وابنها على يد صيادين بشر .... ليس ببعيد عن جرثومة الكورونا (كلها أحداث مربوطة ببعض زى جلد البنى آدم) فما نقوم به بعبث فى ميزان الطبيعة سيرد لنا يوما، بدل الصاع عشرة أضعاف.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة