"لا صوت يعلو فوق صوت كورونا"، فلأول مرة منذ إطلاق أهم المبادرات العالمية التى أطلقها الصندوق العالمى للطبيعة " WWf" بمدينة سيدنى، فى 2007، والمعروفة بـ"ساعة الأرض"، وإحياء 172 دولة لتلك المبادرة، بشكل سنوى فى السبت الأخير من شهر مارس، بإطفاء أنوار أبرز المعالم السياحية، كإجراء رمزى لحث المواطنين لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ، لن تتمكن أغلب الدول من المشاركة خلال هذا العام، فلم يعد تحدى التغيرات المناخية، هو التحدى الوحيد أمام البشرية فى 2020، بعد انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد، فى دول العالم.
ومن المنتظر أن يحل موعد إحياء تلك المبادرة العالمية، اليوم السبت، واعتادت مصر منذ بداية مشاركتها بها، فى عام 2009، فى إغلاق أضواء عدد من المعالم السياحية الهامة بالمحافظات، مثل: الأهرامات وأبو الهول وبرج القاهرة ومكتبة الإسكندرية وقلعة قايتباى وبعض المعابد الأثرية بالأقصر كالكرنك، وبعض الفنادق الكبرى، لمدة 60 دقيقة، تمام الساعة 8:30، وحتى 9:30، لكن هذا العام لن تحتفل وزارة البيئة فى مصر بتلك المبادرة، كأغلب الدول، نظرا لظروف انتشار هذا الوباء.
وتعد المبادرة أكبر حدث بيئي عالمى، حيث شارك به 2 مليون شخص فى 2007، لتتنامى المشاركة خلال الأعوام الماضية وتصل إلى 3,5 مليار شخص حول العالم، ليصبح احتفالا سنويا يتم خلاله التأكيد على دور المشاركة المجتمعية في مواجهة مشكلات البيئة وخاصة آثار التغيرات المناخية وأهمية ترشيد الاستهلاك فى مصادر الطاقة للحد من الانبعاثات المؤدية لظاهرة تغير المناخ.
بلغ مقدار الوفر المحقق فى الطاقة الكهربائية خلال الساعة التى تم إطفاء الأنوار خلالها من الساعة 8:30 الى الساعة 9:30 مساء، فى عام 2019، نحو 425 ميجا وات/ ساعة، والمقدر بنحو 508 ألف جنيه مصرى مقارنة بكمية وفر 242 ميجا وات/ ساعة خلال عام 2018، مقابل 50 ميجا وات فقط فى أول عام للمشاركة بشكل رسمى أى فى 2009، ووصلت فى عام 2010 إلى 100 ميجاوات/ الساعة، مما يشير إلى تنامى الوعى لدى المواطنين بأهمية المشاركة الإيجابية فى هذا الحدث العالمى الهام.
وأكدت وزارة البيئة، فى تقارير لها أنه عند تغيير مليون لمبة 100 وات إلى اللمبة الموفرة 23 وات سيتم توفير ثمن محطة كهرباء قدرتها 60 ميجاوات، كما أن كل مليون كيلو وات ساعة يتم توفيرها توفر 220 طن بترول، وتحد من انبعاث 560 طنا من ثانى أكسيد الكربون وهو ما يساوى وزن طائرة اير باص 380.
وتطالب وزارة البيئة، كافة المواطنين بترشيد استهلاك الكهرباء، خاصة لزيادة فترات الجلوس بالمنازل، وزيادة الاعتماد على الكهرباء، لظروف انتشار فيروس كورونا، وارتفاع معدلات استخداماتها، بما يعود بالسلب على البيئة.
وللاحتفال بساعة الأرض، يتم إطفاء أنوار المعالم السياحية بالعالم، ويحمل الجميع الشموع، كرسالة تعبيرية ورمزية بضرورة وجود وعى لدى المواطنين بضرورة ترشيد استهلاك الطاقة، ويرجع اختيار الكهرباء كرمز للمبادرة العالمية، إنطلاقا من كون توليد الكهرباء من الأنشطة التى تؤثر سلبا على المناخ، حيث تساهم وحدها بأكثر من 48% من غازات الاحتباس الحرارى، ومن ثم فهى من القطاعات الأساسية فيما يخص التأثير على التغيرات المناخية، وهناك ضرورة لترشيد استخدام الطاقة فى الصناعة، والذى من الممكن أن يوفر 30% من انبعاثات قطاع الصناعة وحده، والذى بدوره يؤثر ايجابيا على الاقتصاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة