معركة مفتوحة تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية بكل هيئاتها ومؤسساتها لمواجهة وباء كورونا المنتشر فى البلاد، والذى سجل أعلى معدلاته واقترب من حاجز الـ 100 ألف مصاب، متجاوزاً فى ذلك الصين الموطن الأصلى لانتشار كورونا، إلا أن تحرك كافة المؤسسات فى تلك المعركة لم يخلو من الشك وسط قلق من احتمالات عدم وجود ما يكفى من أطباء للتعامل مع تلك الأزمة.
الانتشار الضخم لوباء كورونا فى الولايات المتحدة دفع الإدارة الأمريكية إلى التحرك فى جبهات عدة، فبخلاف ضعوط الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على الشركات المختلفة للمساهمة فى إنتاج المعدات والأجهزة الطبية، أقدمت وزارة الخارجية على تعديل اشتراطات السفر، لتفتح أبواب الولايات المتحدة أمام الأطباء الأجانب الراغبين فى الهجرة بتسهيلات استثنائية.
وتضمنت التعديلات الجديدة التى أدخلتها وزارة الخارجية قبل يومين، تسهيلات تسهيلات بشأن تأشيرات العمل والزيارة لأراضيها، للأجانب العاملين فى القطاع الصحى، مشيرة بحسب بيان على موقعها إلى أن أمريكا تشجع قدوم العاملين فى المجال الصحى للحصول على تأشيرة عمل أو تأشيرة زيارة خاصة أولئك الراغبين فى العمل على أرضيها، وخصت السلطات الأمريكية بالذكر أولئك الذين يعملون فى مجال مكافحة وباء كورونا.
وحثت الوزارة فى بيانها الأطباء والممرضين وغيرهم من ذوى الاختصاص، فى حال وجود رغبة لديهم فى العمل بالولايات المتحدة، الاتصال بأقرب سفارة أو قنصلية أمريكية لتحديد موعد للحصول على التأشيرة.
القلق من نقص الأطقم الطبية وعدم كفايتها لمواجهة التحدى الذى يفرضه وباء كورونا، خاصة فى ظل انضمام أطباء فى دولاً عدة لقوائم ضحايا الوباء كما هو الحال فى إيطاليا، دفع ولاية نيويورك للإقدام على إجراء آخر من شأنه تأمين المزيد من الأطباء وأطقم التمريض القادرة على التعامل مع الأزمة.
ويحاول مسئولو الولاية تغزيز القوى العاملة فى مجال الرعاية الصحية فى ظل انتشار فيروس كورونا السريع وارتفاع الاصابات الجديدة بمعدلات قياسية يوميا، وفقا لتقرير نشرته سان فرانسيسكو كرونيكل، ففى الوقت الذى تتلقى الولاية فيه كافة أنواع الدعم اللازمة فى المجال الصحى من أجهزة طبية ومعدات وقائية فإن اقتراب موعد إحالة دفعة من العاملين بالقطاع الطبى إلى التقاعد تثير القلق.
وقررت الولاية استدعاء كافة العاملين فى الرعاية الصحية من طلاب الطب والتمريض ذوى الخبرة القليلة حيث يطلب من الاطباء والمتخصصين الاكثر خبرة تدريبهم على مهارات محاربة الفيروس والتعامل مع المصابين.
وقالت جويس ليمون، ممرضة متقاعدة تبلغ من العمر 67 عامًا: "قلقى الكبير هو أنك تجلب مجموعة عالية المخاطر من المتقاعدين.. كل من تقاعد كان قد تقدم فى السن أو تقاعد طبيًا. كلا المجموعتين لا يجب أن تطلب العودة إلى المستشفى فى هذا الوقت. إذا مرضوا، فإنهم يستخدمون رعاية صحية قيمة للأشخاص الذين تجلبهم ".
وضاعف حاكم نيويرك اندرو كومو من دعوة الأطباء فى جميع أنحاء البلاد "للتجنيد" فى القوى العاملة الاحتياطية بالولاية التى ستعمل على التعامل مع مرضى فيروس كورونا المتزايدون وتخفيف المخاطرة على عمال الخط الأمامى الذين يصابون بالفيروس.
وقد استجاب أكثر من 50000شخص لدعوة الحاكم للمساعدة ومن بينهم 16300 ممرضة مسجلة، و4000 ممرضة عملية مرخصة، و2300 طبيب، و2400 ممرض ممارس، و900 مساعد طبيب، و300 طبيب تخدير، و160 معالجًا تنفسيًا، و8600 متخصصًا فى الصحة العقلية.
ولا يزال من غير الواضح متى وكيف سيحدث ذلك. حتى صباح الخميس، أصيب أكثر من 37000 شخص وتوفى 385 فى جميع أنحاء نيويورك وفقا لمكتب كومو. ارتفع عدد القتلى بنسبة 100 فى غضون 24 ساعة.
وقال آرت فوجنر، رئيس الجمعية الطبية فى ولاية نيويورك، أن القوة العاملة الاحتياطية يجب أن تنشر خريجى الطب الدوليين والأطباء الجدد الذين لم يتطابقوا مع المؤسسات الطبية قبل التحول إلى المتقاعدين، شيرا إلى أن وضع العمال عديمى الخبرة فى الميدان يأتى مع مخاطر خاصة بهم.
ووفقا للتقرير أعلنت جامعة نيويورك هذا الأسبوع أنها ستسمح لطلاب الطب الذين استوفوا جميع المتطلبات اللازمة للتخرج مبكرًا إذا تطوعوا للعمل فى قسم الطب الداخلى أو قسم الطوارئ فى نظام مستشفى جامعة نيويورك.
قال راندال مور، الرئيس التنفيذى للرابطة الأمريكية لأطباء التخدير، أن التغييرات التنظيمية فى نيويورك تسمح الآن لمقدمى الممارسة المتقدمة، مثل أطباء التخدير الممرضين فى الولاية البالغ عددهم 1700، "برعاية المرضى بأكثر طريقة فعالة ممكنة".
مع وجود ممرضات من بين مقدمى الخدمات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس، قال مور أن استخدام القوى العاملة الاحتياطية، بما فى ذلك الممرضات الطلاب البالغ عددهم 270، يمكن أن يساعد فى منع النقص فى رعاية الجهاز التنفسى.