يبدو أن الأزمة الراهنة التى تواجه دول العالم ستضع عدد كبير من الدول وخاصة الدول العربية إلى التكاتف خلال تلك المرحلة الدقيقة التى يعيشها العالم، والعمل على خلق جبهة موحدة تكون قادرة على مواجهة أى تحديات اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية.
ومنذ تفشى فيروس كورونا المستجد بشكل كبير فى القارة الأوروبية بدأت دول القارة العجوز فى التكالب والصراع على المساعدات الطبية التى ترسلها الصين إلى تلك الدول، ووصل الأمر إلى سطو بعض البلدان على المساعدات المرسلة إلى دولة عضو فى الاتحاد الأوروبى وهو ما يهدد بتفتيت هذه الكيان القوى.
ووسط تصاعد أزمة انتشار فيروس كورونا، أجرى ولى عهد أبو ظبى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أول اتصال هاتفى مع الرئيس السورى بشار الأسد منذ إندلاع الأزمة السورية، وهو ما يشير إلى وجود اتجاه عربى لكسر الحصار الأوروبى المفروض على دمشق.
اتصال الشيخ محمد بن زايد، مساء الجمعة، مع الرئيس السورى بشار الأسد له عدة دلائل خاصة بعد تمكن الجيش السورى من القضاء على جزء كبير من التنظيمات الإرهابية، ومواجهة البلاد لاستعمار تركى شمال البلاد وسعى من أنقرة لنهب وسرقة النفط السورى وضم جزء من الأراضى السورية إلى أنقرة.
وحرص الديوان الأميرى فى أبو ظبى بالتنسيق مع الرئاسة السورية على الخروج ببيان مشترك يحمل نفس الصيغة التى نشرتها وكالة الأنباء السورية "سانا" ووكالة الأنباء الإماراتية "وام"، حيث نص البيان كالآتى " جرى اتصال هاتفي بين الرئيس بشار الأسد ومحمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تم خلاله بحث تداعيات انتشار فيروس كورونا، وأكد ولي عهد أبو ظبي دعم الإمارات ومساعدتها للشعب السوري في هذه الظروف الاستثنائية مشيراً إلى أن سورية العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة."
يأتى اتصال ولى عهد أبو ظبى فى توقيت دقيق للغاية تعيشه سوريا فى ظل ضعف البنية التحتية والصحية فى البلاد وهو ما يمكن أن يفاقم أى أزمة تتعرض إليها البلاد فى الوقت الراهن، ويتجدد الاتصال الآمال لدى أبناء الشعب السورى وعدد لا بأس به من الدول العربية باعادة سوريا إلى مقعدها فى الجامعة العربية.
وأغلقت دولة الإمارات سفارتها في دمشق عام 2012 تزامنا مع إجراءات مماثلة من قبل دول عربية وأجنبية. وفي ديسمبر عام 2018، أعادت الإمارات العربية المتحدة فتح سفارتها في دمشق بعد سبع سنوات من قطع علاقاتها مع سوريا واعتبرت من ضمن مؤشرات غير رسمية أخرى لإعادة تفعيل العلاقات مع حكومة دمشق.
ويقول مراقبون، إن تواصل عدد من الزعماء والقادة العرب مع مؤسسات الدولة السورية سواء الرئاسة أو الجيش أو أجهزة الاستخبارات يؤكد مدى ترابط الدول العربية رغم بعض الاختلافات السياسية من قبل بعض الدول تجاه حكومة دمشق، مؤكدين أن الأزمات والمحن الكبرى تجمع الدول العربية وتدفعها للتنسيق المشترك بعكس دول القارة الأوروبية التى تخوض معارك على النفوذ، وأثبتت أزمة فيروس كورونا مدى الفجوة الكبيرة بين دول القارة الأوروبية.
وتخشى دول الجوار السورى من تفشى فيروس كورونا داخل الأراضى السورية التى ترتبط بحدود مباشرة مع دمشق وخاصة دول العراق والأردن ولبنان التى تعانى بشكل كبير من تفشى الوباء داخل أراضيها، وعدم قدرة هذه الدول على انتقال أى إصابات جديدة من الأراضى السورية التى تعانى من ضعف كبير فى القطاع الصحى.
وتؤيد ما يقرب من 8 بلدان عربية عودة سوريا إلى مقعدها فى الجامعة العربية بعد سنوات من تعليق عضويتها، وذلك لتفعيل الدور العربى بشكل كبير لحل الأزمة السورية سياسيا والحفاظ على وحدة وسيادة واستقلالية البلاد، فى ظل أطماع تركية تهدف إلى نهب ثروات أبناء الشعب السورى الشقيق.
وتمكن الجيش السورى من تحرير مساحات واسعة من الأراضى السورية والقضاء على عدد كبير من الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى تقليل نفوذ تنظيم داعش الإرهابى وملاحقته فى عدد البلدات الصغيرة داخل التراب السورى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة