تسببت أزمة كورونا في مشكلات صحية واقتصادية عديدة، وجعلت العالم كله مترقب التأثيرات السلبية المتتابعة للفيروس، ولكن البيئة كانت المستفيد الوحيد من هذه الأزمة، حيث انخفض تلوث الهواء بشكل كبير يصل إلى النصف في بعض البلاد حول العالم، وهنا نرصد أبرز ما كشفت عنه بيانات الأقمار الصناعية من زيادة فى جوة الهواء في الدول التي كانت من الأكثر تلوثا على الإطلاق.
قال بيتر ديكارلو، الأستاذ المساعد لهندسة الصحة البيئية بجامعة جونز هوبكنز، لمجلة نيوزويك: "مستويات تلوث الهواء كما لاحظها القمر الصناعي تُظهر تحسينات جذرية في العديد من المناطق التي خضعت للعزلة الذاتية بسبب فيروس كورونا".
وكشفت الأقمار الصناعية عن انخفاض المستويات إلى النصف في بعض البلاد، منها لندن وروما وميلانو بينما انخفض بنسبة تصل إلى 30% في باريس بعد توقف عدد كبير من المركبات عن الحركة بالطرق وغلق المصانع المسببة لتلوث الهواء.
كما أظهرت بيانات الأقمار الصناعية للاتحاد الأوروبي انخفاضًا في تلوث الهواء بنسبة 30% في كمية انبعاثات PM2.5 فى الصين، حيث أجبر تفشي فيروس كورونا البلاد على إيقاف رحلات الطيران وغلق المصانع مع حجز الكثير في الحجر الصحى، فيما أغلقت الحكومة أيضا الكثير من نشاطها الصناعي.
وتعد PM2.5 بمثابة جزيئات صغيرة أصغر بنحو 25 مرة من عرض شعر الإنسان الذي يدخل داخل الجسم ويرتبط بقضايا الجهاز التنفسي، وهذه الجسيمات، سواء كانت صلبة أو غازية أو سائلة في تكوينها، لديها القدرة على إحداث أو تفاقم الأمراض المزمنة وغيرها من مشاكل الجهاز التنفسي.
كما قال لوري ميلليفيرتا، كبير المحللين في مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف في هلسنكي بفنلندا، إن مستويات ثاني أكسيد النيتروجين انخفضت بنسبة 35% فوق الصين خلال فترة الإغلاق مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.
فيما انخفض تلوث الهواء في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وشهدت لوس أنجلوس ومدينة نيويورك انخفاضات ضخمة في مستويات ثاني أكسيد النيتروجين، كما حصلت كاليفورنيا على أكبر تحسن في جودة الهواء، فيما أظهرت المناطق الحضرية الأخرى، بما في ذلك سياتل وشيكاغو، انخفاضًا بعد مطالبة السكان بالبقاء في منازلهم للحد من انتشار الفيروس.
كما تم تحديد هذه المستويات باستخدام بيانات تم التقاطها خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر مارس من الأقمار الصناعية Sentinel-5P، حيث ينبع هذا التلوث من حرق الوقود وانبعاثات المركبات ومحطات الطاقة.