خطر فيروس كورونا الذى يواجه العالم كله لاتزال إجراءات الدولة الاحترازية للحد من انتشاره تتواصل على كل شبر من أرض مصر، وهى اجراءات وصلت حتى عمق سيناء ومناطق سكنية شبه معزولة عن العالم وسط الجبال.
المناطق الجبلية التى تتركز فى مركزى الحسنة ونخل بوسط سيناء، كان سكانها أسرع استجابة لتعليمات الدولة بالجلوس فى المنازل وفرضوا على انفسهم عزلة ذاتية واطلقوا مبادرات ذاتية للعودة لموروثهم فى عدم التصافح بالأيدي.
كما الغى السكان من أبناء مناطق الجبال مناسبات الافراح وجلسات القضاء العرفى وقللوا بقدر المستطاع الخروج للمدن وقاطعوا اسواقها إلا للضرورة.
أجهزة الدولة بدورها وصلت بخدمة الاجراءات الاحترازية لهذه المناطق ، وجهزت بكل وحدة صحية قروية فريق جاهز للتعامل والتوعية المبكرة .
وقال سليمان فرج، رئيس مركز ومدينة نخل بوسط سيناء لـ"اليوم السابع"، أن ما يتم فى كل مصر من تنفيذ لتعليمات قيادات الدولة يجرى تطبيقه فى مناطقهم، مشيرا إلى أنه يتواجد فريق من الطب الوقائى بمداخل مدينة نخل عند كمين النقب لتسجيل كل الداخلين الى المدينة ومتابعتهم مع وضعهم تحت الملاحظة للتأكد من عدم حملهم لفيروس كورونا.
وأضاف رئيس مركز ومدينة نخل بوسط سيناء، أنه كى نضع كل فرد فى المكان تمام مسئولياته اينما وجد تم إطلاق مبادرة "احمي نفسك.. احمي بلدك"، وتقوم على وجود فريق متطوعين من مسؤولين وأهالي يقومون بشراء أجهزة الرش والمطهرات المطلوبة على نفقتهم الخاصة، وتحت إشراف مديرية الصحة في شمال سيناء، لافتا إلى أنهم قاموا بتطهير المباني والحدائق العامة، على سبيل المشاركة المجتمعية، حفاظا على سلامة وصحة المواطنين في مواجهة فيروس كورونا المستجد، وتعظيم دور المجتمع المدنى فى التفاعل مع أجهزة المحافظة التى تقوم بها بوسط سيناء وأهمها توفير مستلزمات الوقاية وتوفير السلع للمواطنين بالأسعار المناسبة ، واستمرار تنظيم حملات الرقابة الدائمة على الصيدليات وجميع محلات الاغذية لضبط الأسعار تخفيفًا العبء عن المواطنين ومتابعة تعليق أنشطة المراكز التعليمية والحضانات بنطاق المركز واتخاذ الإجراءات الفورية حيال المخالفين.
وقال إن أهالي مركز نخل كانوا مبادرين للاستجابة لنداء الدولة بتجنب النزول إلى الشوارع والبقاء فى المنازل قدر الإمكان والالتزام بالقرارات الصادرة بهذا الشأن ضمن الاجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد والابتعاد عن أماكن التجمعات.
وقال إنه تفقد نقطة إسعاف قرية رأس النقب على مشارف حدود محافظة شمال سيناء وجنوب سيناء ، وتابع تعقيم السيارات المجهزة لمكافحة العدوى، والمخصصة لنقل الحالات المرضية والمشتبه في إصابتها بالفيروسات المعدية ومنها كورونا، لافتا ان جميع السيارات بها كافة التجهيزات الوقائية اللازمة من وماسكات وواقى رأس وقفازات ، والسيارات يتم تعقيمها ذاتياً ، وهى مخصصة لنقل الحالات المرضية والمشتبه في إصابتها بالفيروسات المعدية ومنها كورونا في حالة الاشتباه في حالة، وتعمل السيارات في إطار خطة التأمين الطبي الاحترازية لوزارة الصحة والسكان، ومجهزة لمكافحة العدوى، وكل سيارة مجهزة بوحدة رعاية مركزة.
وقال رئيس مركز ومدينة نخل بوسط سيناء، أنه فى هذا السياق تم تنفيذ حملات على أسواق المدينة للتأكد من توافر السلع ومتابعة الأسعار المقررة لها ، لافتا لاكتفاء المدينة من أصناف الخضروات والفاكهة وعملية بيعها بالأسعار المقررة، وتم توجيه مفتشى التموين بعمل محاضر لمن لم يعرض قائمة أسعار فى المنفذ الخاص به، مع تطبيق المحلات قانون الإغلاق والفتح فى المواعيد المقررة فى توقيت حظر التجوال .
وأوضح رئيس مركز ومدينة نخل ، أنه تم تحت اشراف صبرى عبد الغنى محمد مدير عام الإدارة ، تطهير وتعقيم مدارس بالقرى.
وقال أحمد عبد الحليم ، رئيس مركز ومدينة الحسنة بوسط سيناء ، أنه فور انطلاق الإجراءات الاحترازية التى تتخذها الدولة ضد فيروس كورونا، تم تنفيذ هذه الإجراءات بنطاق مركز الحسنة فى المدينة والقرى .
وأشار إلى أن فرق طبية قامت بحملات تطهير وتعقيم شملت المقرات الحكومية داخل المدينة والوحدات القروية ومراكز الشباب والوحدات الصحية، عن طريق فرق طبية بإدارة الحسنة الصحية.
وقال رئيس مركز ومدينة الحسنة، أن مشاركة مجتمعية واسعة يشهدها المركز بتكاتف الأهالي مع كل الجهات المسؤولة لافتا انه فى القرى وفر الأهالي سيارات نقل وجهود تطوعية بأعمال الرش والتعقيم.
وأوضح أن حملات توعية المواطنين المترددين على الوحدات الصحية مرض كورونا المستجدCOVID-19 تجرى باستمرار .
وبدورهم فضل كثير من الأهالي فى قرى وسط سيناء الجبلية، عدم مغادرتها، وقال سالم صباح أحد الأهالي بنخل، أن حياتهم فى القرى تعتمد على شراء متطلباتهم الأساسية من المدن والأسواق ومنها محلات البقالة فى نخل، وسوق الحسنة، وسوق البرث جنوب رفح ، وسوق العريش ، والمعتاد أن يذهب الشخص منهم ليتسوق ما يكفيه لمدة اسبوع واكثر .
وتابع قائلا أنهم مع مستجدات ما يسمعونه عن مرض كورونا ومخاطر انتقاله فضلوا الاكتفاء بحياتهم التقليدية البسيطة وعدم الذهاب للأسواق لحين استقرار الأمر.
وأشار إلى أنه فى هذا السياق كثيرا من مناسباتهم التى كانت تجمع اشخاص ألغيت ومنها الافراح والولائم للمناسبات والزيارات المعتادة وكذلك جلسات القضاء العرفى ، وجميعهم فى مجالسهم يرفعون شعار " السلام بالعين" وهى عادة قديمة عادوا اليها منعا للتصافح بالأيدى، والأجواء لتكميم بغطاء الرأس واتخاذه لثاما .
وقال إنهم أيضا فعلوا كثير من عادات صحية بسيطة للتطهير والغسول باستخدام رمل الارض مع التزود بما يتاح من المطهرات.
وأوضح أنه يأمل ان يتم تسيير حملات للقرى لأشخاص يتم فحصها مسبقا ويقومون بتزويد الأهالي بكميات من ادوات وسوائل التطهير .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة