تواجه ألمانيا مخاطر كبيرة بسبب تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، فى ظل عدد الإصابات الكبير الذى وصل إلى 48582 حالة إصابة حتى صباح السبت، فيما وصلت الوفيات حتى مساء الجمعة إلى 253 حالة، وهو أمر مطمئن نسبيًا، ومع هذه الأرقام الكبيرة من ضحايا الفيروس، تعيش المدن الألمانية فى حالى طوارئ وعزل منزلى مفروض على المواطنين لتجنب زيادة انتشار المرض.
وفى محاولة لتجنب حالة الملل التى تصيب الجميع بسبب عدم القدرة على مغادرة المنزل لأيام طويلة متصلة، إضافة إلى الخوف من الاختلاط المجتمعى لتجنب الإصابة بالفيروس القاتل، قامت إنجريد إهنن هاس، فى غرفة معيشة فى برلين التى غمرتها أشعة الشمس، بأداء وتسجيل أغانى إديث بياف، بميكروفون من داخل منزلها، لتكون مبادرتها الترفيهية هذه جزء من جهد جماعى للمساعدة فى ترفيه المواطنين المعزولين فى منازلهم بسبب جائحة الفيروس التاجى.
ومن جهتها قالت إهنن هاس، البالغة من العمر71 سنة "خاصة بالنسبة لكبار السن الذين يضطرون للبقاء فى المنزل، فإن مفهوم الحفلات الموسيقية فى غرفة المعيشة الخاصة بك يكون رائع"، وقد انضمنت إنجريد إهنن هاس، وزملائها من سكان "مستعمرة الفنانين" فى جنوب غرب برلين إلى الأصوات لتسجيل الألبومات أو الكتب المسموعة أو القراءات للمشاركة عبر الإنترنت، وقامت الأخصائية الاجتماعية السابقة - إهنن هاس - التى تغنى بانتظام فى أماكن صغيرة عبر العاصمة، بتحويل غرفة جلوسها الآن إلى استوديو تسجيل.
بدروه، قال شوينوالد، الذى أفرغ تقويمه بسرعة عندما وصلت الحياة الثقافية فى برلين إلى طريق مسدود خلال الأسابيع القليلة الماضية: "ليس لدى الآن أى حجوزات"، ولكن بعيدًا عن رثاء مصيرها، فهى مقتنعة أن هناك فوائد فى هذا الوقت عندما يضطر الجميع إلى رفع قدمهم عن الدواسة.
وتأسست مستعمرة الفنانين فىWilmersdorf فى عام 1927 عندما اشترت جمعيتان للفنانين ثلاثة مبانٍ وحولتها إلى أماكن إقامة بأسعار معقولة للموسيقيين والممثلين والكتاب فى المدينة، وفى ذلك الوقت، كانت الفنون مزدهرة فى برلين، حيث كانت المسارح والنوادى الليلية تعج بمشاهد مثل تلك الموجودة فى الملهى الموسيقى.
وتضم المجموعة المكونة من 80 منزلاً ساحات داخلية حيث تضيف أزهار النرجس الأصفر اللامع دفقة من اللون إلى الهندسة المعمارية فى عشرينيات القرن الماضى، وعاشت الكاتبة الألمانية الحائزة على جائزة نوبل جينتير جراس، فى مكان ليس ببعيد عن مستعمرة الفنانين، كما عاشت فى المستعمرة أيضًا الفيلسوف هانا أرندت، قبل طردها من قبل النازيين.
وعلى الرغم من مخاوفهم الخاصة، سيستمر سكان المجمع فى دعم بعضهم البعض وتقديم الخدمات الصغيرة التى تشكل نسيج حياة المجتمع، وقالت جيردا شولز، وهى راقصة فلامنكو متقاعدة تبلغ من العمر 82 عامًا، وهى تخرج حاليًا مرة واحدة فقط يوميًا فى نزهة فى الصباح الباكر: "آخر شخص دخل إلى المنزل أحضر لى بعض المشروبات".
وفى هذه الأثناء ، تواصل إهنن هاس، أداء الأغانى من غرفة المعيشة الخاصة بها، وهى تطل بالنظارات الزرقاء والشعر المكشوف لتكمل مظهرهان وقد لا تكون هناك عروض حية، ولا ليالى فى النادى ولا فتيات فى برلين اليوم، ولكن فى Wilmersdorf ، على الأقل، لا تزال الحياة كملهى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة