أصدرت مديرية أوقاف دمياط ، تعليمات مشددة بمنع إستقبال الموتى وتغسيلهم بالمغاسل الملحقه بالمساجد إلا بتصريح رسمى من إدارة الأمن بمديرية الأوقاف ، وشددت على العمال على تنفيذ القرار بكل دقه وحزم وعلى الائمة المتابعة كل فى منطقتة والتبليغ فورا حال حدوث أى جديد، كما شددت مديرية الأوقاف على الائمة ومديرى الإدارات بإستمرار تعليق الصلاة بالمساجد
وكان الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، قد صرح بأنه بناء على ما تقرر من تعليق إقامة الجمع والجماعات وغلق جميع المساجد والزوايا والمصليات غلقا تاما مؤقتا ، فى إطار تحقيق المقاصد الشرعية فى الحفاظ على النفس التى أحاطها الإسلام بكثير من سياجات الحفظ والحماية .
وقد أكدنا أن دفع الهلاك المتوقع عن النفس البشرية أولى من دفع المشقة ، فقد روى الشيخان الإمام البخارى فى صحيحه والإمام مسلم فى صحيحه واللفظ له عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِى اللَّهُ عَنْهُمَا : ” أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ فِى رَمَضَانَ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ – وهو موضع بين مكة والمدينة- فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمْ الصِّيَامُ ، وَإِنَّمَا يَنْظُرُونَ فِيمَا فَعَلْتَ ، فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ بَعْدَ الْعَصْرِ ، فَرَفَعَهُ حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ ، ثُمَّ شَرِبَ . فَقِيلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ : إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ قَدْ صَامَ . فَقَالَ : أُولَئِكَ الْعُصَاةُ ، أُولَئِكَ الْعُصَاةُ “.
وإذا كان ذلك لمجرد دفع المشقة عن الناس فما بالكم بالعمل بالرخصة لدفع الهلاك المتوقع عنهم ؟. وإذا كان إجماع خبراء الصحة على أن التجمعات أخطر سبل نقل عدوى فيروس كورونا مع ما نتابعه من تزايد أعداد المتوفين بسببه فإن دفع الهلاك المتوقع نتيجة أى تجمع يصبح مطلبا شرعيا ، وتصبح مخالفته معصية ، فدفع الهلاك أولى من دفع المشقة .
وإذا كان رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) قد بادر بنفسه إلى الأخذ برخصة الإفطار فى السفر ( وهو رسول الله الذى نهى أصحابه عن الوصال فى الصوم فقيل له إنك تواصل ، فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : ” إنكم لستم مثلى فى ذلك ؛ إنى أبيت يطعمنى ربى و يسقين” ) ، فقد أخذ ( صلى الله عليه وسلم ) برخصة الإفطار مع قدرته الشخصية على الصوم دفعًا للمشقة عن أمته وأصحابه الكرام ، فما بالكم بدفع ما هو مؤد إلى الهلاك أو مسبب له ؟ ، إن الأخذ بالرخصة فيه أولى وألزم ، بل هو واجب شرعى ومخالفته معصية . وعليه قررنا تمديد تعليق إقامة الجمع والجماعات بالمساجد مع غلقها غلقا تاما لحين زوال علة الغلق من خلال التنسيق مع وزارة الصحة .
ونؤكد أن مخالفة العمل بتعليق الجمع والجماعات فى الظرف الراهن لحين زوال علة الغلق إثم ومعصية ، ومخالفة تستوجب المساءلة والمحاسبة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة