أيام عصيبة يعيشها العالم وتعيشها مصر ولكن نحن على ثقة ويقين تام بأن مصر ستعبر هذه الأيام العسيرة، وستكون بداية انطلاقة جديدة للدولة المصرية وللمصريين أجمع.
فلو تخيلنا جميعا أن مصر عبرت تلك الأزمة بأقل الخسائر طبقا للبيانات اليومية التى تصدر من وزارة الصحة المصرية والتى أبهرتنى كثيرا لدرجة جعلتنى أتشكك فى بعض الأحيان ولا أصدق أننا تفوقنا على كبرى دول العالم التى تمتلك أكبر الأنظمة الصحية العالمية المجهزة على أعلى مستوى، ولكن دعنا نتخيل لو مرت الأزمة على بلدنا الحبيبة مصر كما هى تمر الآن، فهل ستختلف مصر عن ما قبل إعصار كورونا الذى هز العالم، ودعونا نطلق عليه إعصار لأنه فى الحقيقة إعصار شديد هز عرش كبرى القوى السياسية فى العالم، وأظهر أن قوة الدول والشعوب لا تقاس أحيانا بكثرة دبابتها وطائراتها العسكرية بل تقاس بثقافة شعوبها وتفوقها العلمى، نعود مرة أخرى ونتخيل ماذا سيطرأ على مصر بعد مرور إعصار كورونا الفتاك؟.
هل ستستمر الأسرة المصرية فى الحفاظ على نظافتها وعاداتها الشخصية داخل المنازل وخارجها، فما حدث من اهتمام بعملية النظافة الشخصية داخل المنازل باستخدام كافة وسائل التطهير والتعقيم ونقل تلك العادات الجيدة لاطفالنا وابنائنا الأعزاء، هل سنبتعد عن العادات المصرية القديمة فى تحيتنا لبعضنا البعض كالأخذ بالأحضان وتبادل القبلات فيما بيننا وعدم ترك مسافات كافية بيننا عند التحدث لبعضنا البعض؟.
هل ستكف بعض الشخصيات عن ممارسة تسلطها ورغبتها الجامحة فى الظهور فى فى تلك النوعية من الأزمات لكى يخطفوا الأضواء ويظهرون كأنهم العارفين ببواطن الأمور ويوجهون النصائح يمينا وشمالا للآخرين وفى بعض الأحيان تصل لهجتهم للتهديد والوعيد بغرض الظهور أمام الناس وأمام الدولة بصورة تمكنهم من تحقيق أهدافهم المستقبلية، أريد توجيه كلمة لهؤلاء لقد خسرتم هذه المرة كل شيء، وفشلت كل مخططاتكم الهاوية، لأن الشعب المصرى العظيم فى جميع مدن وقرى مصر أثبت باليقين أنه لا يحتاج لوصاية أحد ولا يحتاج لنصائح أحد، وأنه يلتزم بما تقره حكومته من قرارات فتلك الثغرة المتمثلة فى حالة عدم الثقة بين المواطن وحكومته والتى كان يستغلها البعض تم القضاء عليها تماما خلال أزمة كورونا والتزم وانصاغ الشعب لقرارات حكومته التزاما مثل مرحلة جديدة لعلاقة تاريخية جديدة بين الشعب وحكومته دون وصاية من أحد، والرهان الجديد الآن هو هل ستستغل الدولة هذه الثقة التاريخية التى لن تسنح كثيرا؟.
هناك أسئلة كثيرة من الممكن أن نطرحها ولكن من المؤكد أن مصر نالت استحسان واحترام الشعوب الأخرى حتى الآن، ولنا شواهد كثيرة على ذلك فبعض السائحين الذين تم التأكد من إصابتهم بفيروس كورونا وتم علاجهم داخل مستشفيات الحجر الصحى وعند عودتهم لبلادهم أقروا بالإجراءات الجيدة التى اتخذتها مصر، بل وأثنوا كثيرا على الدولة المصرية، وقالوا إن مصر تعاملت بطريقة احترافية مع الأزمة فاقت الطرق التى تعاملت بها حكوماتهم مع أزمة كورونا، وغيره من الشواهد على حسن تعامل الدولة المصرية وكلنا ثقة أن مصر بعد تلك الأزمة ستصبح الوجهة السياحية الأولى لجميع مواطنى العالم.
فى النهاية تحية كبيرة للشعب المصرى الذى يتحمل كل التبعات الصعبة لتلك الأزمة العسيرة، ولكنه أثبت باليقين أنه بداخله جينات جيدة لم تسنح الظروف والأزمات لإظهارها، ولكنها تخرج وتظهر بشدة فى الأوقات الصعبة وحفظ الله بلدنا العزيز مصر من كل سوء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة