سمير العصفورى: الفوضى فى المسرح جعلتنى أشعر برعب من خوض أى تجربة مسرحية

الأحد، 29 مارس 2020 10:00 ص
 سمير العصفورى: الفوضى فى المسرح جعلتنى أشعر برعب من خوض أى تجربة مسرحية المخرج سمير العصفوري
ِحوار : شيماء منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المخرج الكبير سمير العصفوري ولد في الثلاثينات بمحافظة بورسعيد، تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج، وأخرج العديد من المسرحيات التي أثرت في المشاهدين ولاقت نجاحا كبيرا، مثل " إنها حقا عائلة محترمة، كدا أوكيه، العيال كبرت، حزمني يا “كما شارك كممثل في العديد من المسلسلات التلفزيونية وفي حوار خاص لليوم السابع كشف المخرج الكبير سمير العصفوري عن ذكرياته المسرحية، وسبب بعده عن الإخراج المسرحي لفترة كبيرة، والمزيد من التفاصيل الأخرى، وإليكم الحوار..

ما سبب غيابك عن الإخراج المسرحي منذ عام 2008؟

في الحقيقة منذ أحداث ثورة يناير والجو العام للمسرح المصري يسوده نوع من أنواع الاضطراب، فهناك اضطراب كبير في البنية المسرحية والبنية الثقافية، فالحرية المطلقة صنعت الفوضى، فوجئنا بوجود نجوم على الساحة الفنية كل علاقتهم بالفن أنهم قدموا أغنية في الميدان أثناء الثورة ولكنهم استطاعوا أن يجتاحوا الميديا والإعلانات والمسلسلات ، استطاعت اللغة العامية أن تزيح اللغة الخاصة بالمثقفين بقوة ، أصبح هناك فوضي عارمة ، ظهرت البرامج والإسكتشات علي قنوات التلفزيون والتي حلت محل المسرح ولكنها دمرت جزء محكم من الأشكال الثقافية ، فمسرح الدولة إنتاجه أصبح ضعيف جدا ، أما المسرح الخاص فأعتقد أنه انتهي منذ أخر ستار أسدل لعادل إمام ، فعندها أدرك عادل إمام أنه في حالة فوضي ، واحتراما لذاته قرر البقاء في البيت أو الذهاب للتلفزيون ، كما حدث ركود كبير في السياحة العربية والتي كانت تمثل 75 % من تنمية المسرح الخاص ، حتي الاحتفاء بالمسرح عن طريق المقالات النقدية أختفي ، فالنقاد أصابهم شيء من الملل ، وبسبب البرامج التلفزيونية وتضخم عدد المسلسلات والإعلام وفروا علي الجمهور النزول ، فهم يستطيعون أن يشاهدوا كل عروض العالم وهم أمام التلفاز ، كل هذه الأسباب تجعلني أشعر بالرعب من خوض أي تجربة مسرحية جديدة ، فمن الصعب أن تحقق فريق عمل حسب الخطة الموسيقية للعمل المسرحي ، فكل هذا تفكير وإرهاق عندما أنوي الخوض في أي تجربة عندها أقوم بالمقارنة بين أخر عمل مسرحي قدمته والمشروع الجديد فلا أجد قرار سوي التراجع .

كيف أختلف فن اليوم عن زمنكم؟ وهل بالفعل نعيش في زمن الفن الردئ؟    

زمننا كان زمن الفن الجميل، كانوا فيه حرصين على تقديم  الثقافة العربية والهوية المصرية، وكانوا يقوموا بتعريف الناس من هم إحسان عبد القدوس ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم وغيرهم من العظماء، وكان كبار الفنانين متفرغين للفن فقط، ويقدموا كل ما هو راقي ، أما في هذا الزمن كل الموضوعات المعروضة لا تعني المشاهد ولا تخصهم ، وما يعرض علي شاشات التلفزيون لا يشبه أحد ، وما هو إلا فوضي وعنف وصراع كل هذه الأشياء المعروضة تدمر العلاقة بين المنتج الفني والمشاهد ، فلو سألنا أحد المشاهدين الكبار في السن عن أفضل ما يعرض هذه الأيام ، لا تجد إجابة ، فهو قد تربي علي ثقافة منضبطة تربوا علي الكوميديا من سمير غانم وعادل إمام وفؤاد المهندس ، تربوا علي فريد شوقي وفاتن حمامة ، لكن النماذج البلهاء  الموجودة حاليا  تمارس حالة من الفن الغريب والعنف الإجرامي والفتونه ،كل هذا يجعلك تعجز عن تحديد الفن الجيد ، وهذا لا ينفي وجود بعض الفنانين الحقيقين الذين يقدموا عمل فني مناسب للحظة الراهنة ويبذلون جهدا كبيرا للوصول إليه .

في الفترة الأخيرة شاركت في العديد من المسلسلات التلفزيونية، ما الذي دفعك إلى ذلك؟

عندما بدأ المسرح في الانقراض والضعف ، استرجعت ذكرياتي طيلة السنوات الماضية ، وكيف كان النجاح حليفي ، وهذا النجاح لم أكن أنا السبب فيه فقط ، بل شارك فيه أطقم العمل من الفنانين البارعين والمثقفين ، وكذلك الجمهور المتذوق الذي يمتلك وعي كبير وعاشق للفن المسرحي ، وعندما جاءتني بعض الدعوات للعمل في بعض الأعمال الدرامية ، ووجدت أن هذه الأدوار فيها إشباع فني وتعويض عن فقد اللحظة ، ووجدتني سأكون وسط فنانين كبار، لم أتردد في الذهاب لتلك الأعمال بخبرتي المسرحية ودراستي لفن التمثيل دراسة وافية ، فمن حقي الاندماج في إطار العمل تعويضا للبطالة التي تصيب المسرحيين بلا نجاه ، والتي تكمن سببها في قلة الميزانيات المسرحية وقلة خشبات المسارح وبطيء الموسم المسرحي .

في إحدى لقاءاتك التلفزيونية قلت إن المسرحية عبارة عن نوته موسيقية، وتحدثت عن أهمية الموسيقي في العمل المسرحي، فكيف تري ذلك؟

الموسيقي نظام لها مقامات ونوته موسيقية ولها إيقاع، والمسرح أيضا كذلك نظام وإيقاع في التمثيل، حتي الارتجال في المسرح يشبه الارتجال في الموسيقي ولا أعني بالارتجال الخروج علي النوتة الموسيقية بل عمل ارتجال بانضباط ودقة وشكل راقي، فالمسرح نظام به قدر من الحرية ولكنه ليس فوضوي، ولكن عندما نري فوضي وعدم التزام بالنص المسرحي وكل ممثل يقول ما يحلو له هنا يسمي الخروج عن النوتة المتفق عليها، فإذا دخل الجمهور قاعة العرض وهي في حالة من الانضباط ستغمره السعادة والامتزاج ، فحتي الاتهام الذي كان يوجه لمسرح القطاع الخاص أنه فوضوي أو غير ذلك، فسنجد أنه بالرغم من أنه مسرح تجاري ، إلا أن جميع الأعمال التي قدمت من قبل بما في ذلك أعمالي هي أعمال منضبطة هدفها إطلاق حالة من السعادة للجمهور الذي يريد الترفيه ، والترفيه من وجهة نظري دور من أدوار المسرح ، والموسيقي عنصر هام في قيادة العمل المسرحي لذا وجب فيه التخصص الدقيق في العمل الموسيقي والذي يماثل التخصص الدقيق في العمل المسرحي .

قدمت العديد من العروض المسرحية الناجحة، ما اقربهم إلي قلبك ؟

بالتأكيد كل الأعمال قريبة إلي قلبي ، وهم بمثابة أبنائي ، وعن أفضل عمل مسرحي  كنت أترك الرأي للجمهور وليس لي، فنحن صناع العمل مثلنا مثل البوسطجي الذي يقوم بتوصيل رسالة ما ، فالجمهور هو صاحب الحق الحقيقي للإدلاء برأيه ، وفي الحقيقة الجمهور منشق في رأيه عن أهم أعمالي فمنهم من يري أن أفضل أعمالي بالقطاع الخاص مسرحية " كدا أوكيه " لأحمد السقا ومني زكي وشريف منير ، وأعتقد أن هذا رأي الجيل الصغير ، والأكبر سنا يري أن مسرحية " إنها حقا عائلة محترمة " لفؤاد المهندس هي الأفضل ، وهناك فئة من الجمهور تري أن " حزمني يا " لفيفي عبده هي الأفضل أيضا ، أما بالنسبة للقطاع العام فيروا أن أفضل ما قدمت مسرحيات " مأساة الحلاج " ، و " العسل عسل والبصل بصل " ، والست هدي أحمد شوقي بيه " .

مسرحية-كده-اوكيه-مشاهدة-اونلاين-بجودة-عالية-min 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة