في سباق مع الزمن، وتمهيدا لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المصابين بفيروس كورونا، تكثف السطات فى فرنسا والطواقم الطبية جهودها فى مكافحة تفشى الوباء رغم النقص فى بعض المستلزمات الطبية.
وتعمل القطارات المجهزة طبيا إلى جانب الطائرات العسكرية، لنقل المصابين من الشمال إلى المناطق الأقل تفشيا للوباء، وقد حذرت الحكومة الفرنسية من أن الأسبوعين القادمين سيكونان الأصعب حتى الآن، فيما أكدت أنها طلبت من الصين تزويدها بـ"أكثر من مليار" كمامة.
تتواصل في فرنسا، اليوم، الأحد، عمليات إجلاء المصابين بفيروس كورونا في قطارات وطائرات عسكرية من مناطق الشمال الأكثر تضررا بالفيروس خصوصا في منطقة "إيل دو فرانس" و"الشرق الكبير" باتجاه المناطق الأقل تفشيا للوباء، فى مسعى لتفادي استنفاد قدرات المستشفيات.
وذكرت قناة فرانس 24 ، أن النظام الصحى الفرنسى يستعد لتلقى صدمة قوية جراء تفشى وباء كورونا، حيث من المتوقع أن تزداد أرقام الإصابات بشكل كبير خصوصا في منطقة "إيل دو فرانس"، حيث تقع العاصمة باريس، وقال المدير العام للصحة جيروم سالومون مساء الجمعة إن منطقة "إيل دو فرانس لم تستنفد قدراتها في المرحلة الراهنة" لكن "علينا استباق الوضع".
وتزامنا مع هذه الإجراءات، حذر رئيس الوزراء الفرنسى، إدوار فيليب، مساءأمس، من أن الأسبوعين المقبلين سيكونان الأصعب حتى الآن في الحرب على فيروس كورونا في فرنسا فيما تسابق حكومته الزمن لزيادة عدد الأسرّة في أقسام العناية المركزة وجلب معدات الوقاية.
وأضاف فيليب "في الوقت الذي اتخذنا فيه قرار العزل التام، كان هناك على التراب الوطني أقل من ثمانية آلاف إصابة وأقل من مئتي وفاة".
"319 وفاة جديدة"
إلى ذلك، نشرت الحكومة الفرنسية السبت على موقعها الإلكتروني حصيلة وفيات السبت التي وصلت إلى 319 وفاة جديدة جراء فيروس كورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى 2314 منذ بدء الجائحة.
وبهذه الأرقام ترتفع حصيلة الإصابات المؤكدة بكوفيد-19 في فرنسا إلى 37,575، علما أن 17,620 مصابا يتلقون العلاج في المستشفيات (أي بزيادة 1,888 حالة استشفاء) بينهم 4,273 في العناية المشددة.
يذكر أن الأرقام المعلنة متعلقة فقط بالمرضى المتوفين في المستشفيات، إذ يتعذر في الوقت الراهن تحديد الرقم الفعلي للوفيات التي تقع في أماكن أخرى كدور العجزة.
من جهة أخرى، صرح وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران السبت أن بلاده طلبت من الصين تزويدها بـ"أكثر من مليار" كمامة واقية لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد.
ولفت الوزير إلى "قيام جسر جوي وثيق ومكثف بين فرنسا والصين بشكل يسهل دخول الكمامات الواقية إلى أراضينا"، مذكرا بأن بلاده بحاجة إلى 40 مليون كمامة أسبوعيا،وأوضح الوزير أن فرنسا تنتج أسبوعيا ثمانية ملايين كمامة، مشيرا إلى أن المخزون لن يكفي.
حول هذا الموضوع، أكد رئيس الوزراء أن "هناك طريقة أخرى للتعامل مع حجم الطلب الكبير وهي محاولة تصنيع منتجات جديدة، من خلال استخدام غنى الشركات الفرنسية وابتكارها على صعيد الأقمشة والورق من أجل صناعة كمامات جديدة تلائم استعمالات معينة".