يبدو أن وباء كورونا فضح الدولة التركية وأظهر كل ما بها من جوانب ضعف، فقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن أنقرة قررت فرض الحجر الصحي لمدة 14 يومًا على العديد من جنود القوات المسلحة، بعد تسريحهم وفقًا للقواعد، كما حذر الشعب من صعوبة الفترة المقبلة، قائلًا "سيتعين علينا تقديم المزيد من التضحيات".
وقال الرئيس التركي، في كلمته بشأن فيروس كورونا، بعد انتهاء اجتماعه باللجنة العلمية لمكافحة الوباء الناتج عن الفيروس الجديد، نقلها موقع تركيا الآن، إن تركيا ستضع جنودها في حجر صحي لمدة 14 يومًا، وإنهم سيخضعون للاستدعاء والتسريح بطريقة مضبوطة، وفقًا لقاعدة الحجر الصحي.
وأضاف أردوغان أن الحكومة التركية اتخذت جميع أنواع التدابير، وعلى الشعب اتباع جميع القواعد والاستماع إلى التحذيرات، وتابع أن مؤسسات الدولة تعمل بروح التعبئة، لقد دخلنا فترة يتعين علينا فيها تقديم المزيد من التضحيات للتغلب على هذه الأزمة.
تضارب البيانات
ومن جهة أخرى قال موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، أن نائب معارض بالبرلمان التركي، طالب بتفسير حول تضارب البيانات الواردة من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ووزير الصحة فخر الدين كوجا، بشأن حالات الإصابة والوفيات بفيروس كورونا.
وقال نائب حزب الشعب الجمهورى فى اسطنبول جورسل تيكين، فى طلبه للحصول على رد من نائب الرئيس فؤاد أوكتاي: "أعلن وزير الصحة أن 26 شخصًا خرجوا من المستشفى، بينما أعلن الرئيس أردوغان أن 797 قد خرجوا من المستشفى. وأعلن أردوغان أن عدد الحالات 8 آلاف 554، وبعد ساعتين أعلن وزير الصحة أن الحالات المصابة أصبحت ألفان و433 فهل لدى أردوغان ووزير الصحة بيانات مختلفة؟".
وعرض نائب حزب الشعب الجمهورى جورسل تكين قضية اختلاف البيانت على جدول أعمال مجلس النواب التركي، مشيرًا إلى وجود تضارب بين المعلومات التى قدمها رئيس الجمهورية فى خطابه أمس، بخصوص تفشى فيروس كورونا، والمعلومات التى قدمها وزير الصحة فخر الدين كوجا عبر حسابه على تويتر بعد ساعتين من إعلان أردوغان. وتساءل تيكين عن سبب الاختلاف بين الأرقام التى قدمها الرئيس ووزير الصحة: "هل هناك فرق بين المعلومات التى فى يد رئيس الجمهورية والتى مع وزير الصحة؟!".
فى وقت سابق ذكر موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، أن الكاتب الصحفي، أحمد نسين، تساءل حول الوضع الذى ستكون عليه تركيا إذا أصيب الرئيس رجب أردوغان بفيروس كورونا، حيث قال نسين أن بعض الإجراءات التى تتخذها الحكومة التركية تؤدى إلى نشر فيروس كورونا فى البلاد، فى ظل انعدام الشفافية.
وتساءل: أليس من الخطر إرسال اللاجئين السوريين إلى الحدود مع اليونان بهذا الشكل وسط انتشار فيروس كورونا عالميًا؟ ألا يشكل هذا خطرًا على تركيا واليونان أيضًا؟ لماذا إذًا؟، وفى مقاله الذى حمل عنوان "هل المصاب بفيروس كورونا هو أردوغان نفسه"، قال الكاتب التركى: السلطات تخفى المريض المصاب بالفيروس وكذلك مدينة الإصابة! لماذا؟
وقال الكاتب التركى إنه يستبعد أن تبادر السلطات التركية إلى إخفاء إصابة أحد المواطنين أو حتى الطيارين الذين يجرون زيارات خارجية دومًا بالمرض الجديد، متابعا: إخفاء بيانات المريض أثار لدى شكوكا كبيرة وتساءلت فى نفسي: من هو الشخص الذى يتكتم على اسمه إذا أصابه كورونا فى بلد متخلف مثل تركيا؟ ومن هو الشخص الأكثر قابلية للإصابة بهذا الفيروس؟ ولماذا يصيب هذا الفيروس بعض الأشخاص بشكل أسهل مقارنة بالآخرين؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة