حالة من الشلل تضرب السياسة البريطانية بعدما طالب فيروس كورونا العديد من المسؤولين البريطانيين، أبرزهم بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، وبعده بدأ عدد من الوزراء في حكومة جونسون الإعلان عن إصاباتهم بالفيروس، حيث بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إصابته بفيروس كورونا يوم الجمعة، قال وزير الصحة إنه مصاب بالفيروس، وأعلن كبير المستشارين الطبيين في انجلترا أيضا ظهور أعراض المرض عليه.
وكالة رويترز البريطانية أكدت أنه لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كان المسؤوليين البريطانيين نقلوا العدوى إلى بعضهم أم أنهم أصيبوا بها من شخص أو أشخاص آخرين لكن طبقا لبرنامج جونسون اليومي الرسمي فقد التقى الثلاثة بضع مرات بصفة شخصية خلال الأيام العشرة المنصرمة لتحديد سبل الرد على تفشي الفيروس في البلاد.
وكشفت الوكالة البريطانية، أنه يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، شارك معظم الوزراء في اجتماع للحكومة عبر الفيديو، جلس وزير الصحة مات هانكوك وكبير المستشارين الطبيين كريس ويتي في غرفة واحدة مع جونسون، كما وقف ويتي بجانب رئيس الوزراء خلال ثلاثة من بين 11 مؤتمرا صحفيا عن فيروس كورونا منذ 16 مارس.
والسؤال الذي يجري على ألسنة الكثيرين في مقر الحكومة داونينج ستريت وخارجه هو: كم شخصا آخر خالطهم رئيس الوزراء قبل أن تُظهر الفحوص إصابته بالفيروس؟، موضحة أن جونسون هو أول زعيم في العالم يعلن إصابته بمرض كوفيد-19 الذي يصيب الجهاز التنفسي ويسببه فيروس كورونا المستجد.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس البرازيلي جايير بولسونارو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن نتائج الفحوص التي أجريت لهم للتحقق من عدم إصابتهم بالفيروس جاءت سلبية، بينما عزل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو نفسه بعدما أظهرت الفحوص إصابة زوجته بالفيروس، كما أظهرت الفحوص إصابة ميشيل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بالعدوى، وكذلك عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي.
وبالنسبة للسياسيين، الذين قد يلتقون مئات الأشخاص يوميا، تتطلب أزمة فيروس كورونا الموازنة بين الظهور علنا لقيادة شعوبهم مع الإبقاء على التباعد لمسافة آمنة، فيما قال المتحدث باسم جونسون، الذي سئل مرارا عن مخالطة رئيس الوزراء للآخرين، للصحفيين يوم الجمعة إن جونسون لم يقترب بشدة من أي أحد "منذ لحظة ظهور الأعراض عليه".
وبحسب تصريح جونسون، فإن هذا يعني يوم الخميس الماضي، ووفقا لجدول أعماله العام، خفض جونسون عدد الاجتماعات التي يحضرها بنفسه منذ يوم الاثنين 23 مارس الجارى تنفيذا لقواعد الإغلاق الأوسع نطاقا التي فرضتها البلاد لكن العلماء يقولون إن التقديرات تفيد بأن فترة حضانة الفيروس تتراوح بين يوم واحد و14 يوما، وإن هناك روايات عن أشخاص نقلوا المرض من دون أن تظهر عليهم أي أعراض.
يأتي هذا فيما أفادت صحيفة "ذا صن" البريطانية أن أحد الخادمين لدى الملكة إليزابيث الثانية أثبتت إصابته بفيروس كورونا، الأمر الذي يثير المخاوف على صحة الملكة وسط تفشي الوباء في البلاد.