قبل "الثلاثاء الكبير".. كيف يدير قيادات الحزب الديمقراطى معركتهم للانتصار لـ"بايدن" على حساب ساندرز؟.. قيادات الحزب دفعوا بمرشحين "كرتونيين" لتقسيم الكتلة المؤيدة لـ"العجوز".. وانسحابهم لخدمة نائب الرئيس السابق

الثلاثاء، 03 مارس 2020 04:00 م
قبل "الثلاثاء الكبير".. كيف يدير قيادات الحزب الديمقراطى معركتهم للانتصار لـ"بايدن" على حساب ساندرز؟.. قيادات الحزب دفعوا بمرشحين "كرتونيين" لتقسيم الكتلة المؤيدة لـ"العجوز".. وانسحابهم لخدمة نائب الرئيس السابق بيرنى ساندرز - جو بادين
تحليل يكتبه: بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خطة محكمة يخوضها قيادات الحزب الديمقراطى، قبل انطلاق موقعة "الثلاثاء الكبير"، والذى يتحدد على إثرها المرشح الذى ينافس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة والمقررة في نوفمبر المقبل، والتي يرى قطاع كبير من المحللين أنها ستكون الأشرس في تاريخ الولايات المتحدة، وذلك بهدف الانتصار لنائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، في مواجهة أقوى خصومه بالحزب، وهو بيرنى ساندرز، والذى يصف نفسه بـ"المرشح الاشتراكى"، خاصة مع تنامى شعبية الأخير، في ظل الدعم الكبير الذى يحظى به من قبل القاعدة الشبابية، بالحزب، بالإضافة إلى حالة الزخم الكبير الذى اكتسبه في الأسابيع الأخيرة، بعد فوزه بعدد من الولايات، وعلى رأسها نيوهمبشاير، ونيفادا، بالإضافة إلى حصوله على المركز الثانى في ولاية أيوا بفارق ضئيل عن المرشح الشاب بيت بوتجيج.

نتائج ساندرز الكبيرة مع انطلاق الجولات التصويتيه ربما خفتت بعد الجولة الأخيرة، والتي فاز بها بايدن، في ولاية ساوث كارولينا، بفارق كبير عن المرشح العجوز، ليعيد الزخم لحملته الانتخابية، بعد انتكاساتها الأولى، ليضع نفسه قبل انطلاق جولة "الثلاثاء الكبير" باعتباره المنافس الأقوى لساندرز، لتبقى جولة التصويت الأخيرة والحاسمة محتدمة إلى حد غير مسبوق، ليس فقط لأنها ستحدد طبيعة المرشح الفائز، ولكن لكونها مصيرية فيما يتعلق بمستقبل الحزب لسنوات طويلة قادمة، في ظل انشقاقات غير مسبوقة، وحالة من الاستقطاب بين أجيال متنافرة، بدأت منذ انتخابات الرئاسة في عام 2016، على خلفية اختيار كلينتون لمنافسة ترامب، وامتدت بعد ذلك في انتخابات التجديد النصفى للكونجرس، لتصل إلى ذروتها مع انطلاق الانتخابات التمهيدية الراهنة.

خطة الديمقراطيين.. تقسيم كتلته التصويتية بـ"مرشحين كرتونيين"

وتدور خطة قيادات الحزب الديمقراطى، والذين يعتمدون بايدن ممثلا لهم في الانتخابات الأمريكية، حول إقصاء ساندرز، عبر تحويل الصراع إلى صيغة "رجل لرجل"، وذلك بعد انسحاب مرشحين، وهما بيت بوتجيج، و آيمى كلوبوشار، وإعلان دعمهما لنائب الرئيس الأمريكي السابق، في معركته الانتخابية أمام المرشح، المدعوم من قبل شباب الحزب، وهو الأمر الذى يمثل صفعة قوية له، في مرحلة تبقى حساسة، خاصة وأنها في جاءت في توقيت صعب، قبل انطلاق أقوى الجولات التصويتية في إطار الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى، والتي تؤهل الفائز لمواجهة ترامب.

ساندرز يواجه مؤامرات بايدن ورفاقه
ساندرز يواجه مؤامرات بايدن ورفاقه

ولعل انسحاب بوتجيج تحديدا يمثل دفعة قوية للغاية لبايدن، ويمثل انعكاسا صريحا للهدف من وراء ترشيحه منذ البداية كـ"مرشح كرتونى"، يحمل وجها شابا، لإثارة الانقسام داخل المعسكر الداعم لساندرز، بالإضافة إلى حالة التعاطف التي حظى بها بين فئات في المجتمع الأمريكي، باعتباره "مثلى الجنس"، ليحظى بتأييدهم، وهو الأمر الذى ترجمته الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية، عندما حقق الرجل نتائج مفاجئة بالفوز بأغلبية الأصوات، في ولاية أيوا، ليحل بعده ساندرز ثانيا، في حين تبدلت الأدوار بينهما في ولاية نيوهمبشاير، في الوقت الذى ابتعد فيه بايدن عن الواجهة، قبل انقضاضه لاحتلال الصدارة في "ساوث كارولينا" في الجولة الماضية، ليعود من جديد إلى الواجهة.

خطر داهم.. ساندرز يواجه طعنة من الخلف

وهنا يمكننا القول بأن ساندرز يواجه خطرا داهما، ربما لا ينتهى بانتهاء الجولة التمهيدية، حيث سيمتد إلى ما بعد ذلك، إذا ما نجح في الانتصار على مخططات القيادات الحالية للحزب الديمقراطى، حيث يبقى مستبعدا تماما أن يدعموه في الانتخابات الرئاسية المقبلة أمام ترامب، في ظل مخاوف كبيرة من السياسات التي سوف يتبناها، داخل الحزب الديمقراطى، والتي سوف تصل إلى إعادة هيكلته، وإقصاء القيادات القديمة، ليحل محلها وجوها شابة من المؤمنين برؤيته، التي يعتبرها البعض انقلابا على المبادئ والرؤى التي طالما تشدق بها الحزب منذ عقود طويلة من الزمن، وبالتالي فإن بقاء الوضع الراهن، والقائم على استمرار ترامب على عرش البيت الأبيض، لأربعة سنوات قادمة هو بمثابة الخيار الأفضل بالنسبة لهم.

بوتجيج لم يكن أكثر من مجرد ورقة لكسر الحشد الداعم لساندرز
بوتجيج لم يكن أكثر من مجرد ورقة لكسر الحشد الداعم لساندرز

إلا أن رؤية الديمقراطيين المناهضة لساندرز، ربما لا تكلفهم مجرد خسارة السباق الرئاسي لصالح خصمهم اللدود ترامب، في ظل حالة التمرد التي يشهدها الحزب، والتي تنذر بانهياره في حالة استمرارها، والتي لم تقتصر في نطاقها على مجرد الانقسام حول ساندرز، وإنما تمتد إلى السياسات التي تبناها الحزب في السنوات الماضية، والتي فشلت تماما في مجاراة رؤى الرئيس الأمريكي، في العديد من القضايا، بدءً من الهجرة، مرورا بالاقتصاد، وحتى حملة "عزل الرئيس"، التي أطلقتها رئيسة مجلس النواب، بهدف تشويه الرئيس الأمريكي، بينما ساهمت في تعزيز شعبيته في الشارع الأمريكي، في الوقت الذى اتسعت فيه فجوة الشقاق الديمقراطى، على خلفية قرار نائب ديمقراطى، وهو جيف فان دورو،  بالخروج من الحزب، إعلانه الانضمام للحزب الجمهورى.

انشقاقات محتملة.. مؤامرة الديمقراطيين تقوض مستقبل الحزب

مؤامرة الديمقراطيين على ساندرز، كانت محل رصد من قبل الرئيس ترامب، والذى أعرب عنها صراحة في تغريدة، والذى كتب في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، قبل يومين، كشف خلالها أن الحزب المناوئ له يسعون لتدمير وتشويه ساندرز "المجنون"، لمنعه من الترشح للرئاسة في الولايات المتحدة، في انعكاس صريح لإدراكه لألاعيب خصومه، والتي سبق وأن استخدموها في مواجهته منذ بداية حقبته، بعد انتصاره المدوى على مرشحتهم السابقة هيلارى كلينتون.

تصريحات ترامب كشفت نوايا الديمقراطيين، وكيفية إدارتهم للمعركة الانتخابية، أمام المواطنين الأمريكيين، وعلى رأسهم أنصار الحزب الديمقراطى، وبالتالي فهى بمثابة تحريض غير مباشر على مزيد من الانشقاقات، خاصة بين أبناء الجيل المتمرد الرافض للسياسات التي يتبناها القيادات الحالية، والتي تصل إلى حد الخيانة للحزب بأكمله من أجل الاحتفاظ بمقاعدهم في قيادة الحزب.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة