جاءت مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة مساء الأحد لتكون أول مباراة بين الفريقين منذ فترة كبيرة الذى يتقارب فيها مستوى القطبين، ولكن في النهاية نجح لاعبو ريال مدريد الشباب في الفوز على برشلونة بكامل نجومه وعلى رأسهم الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي.
وكشفت الـ 90 دقيقة التي لعبت فيها المباراة، صفقات برشلونة الفاشلة التي أبرمها في الفترة الأخيرة، وقد أثرت عدم ظهور مواهب جديدة من أكاديمية "لاماسيا" على الفريق بشكل سلبي.
في المقابل، فإن ريال مدريد يسير في أفضل اتجاه ممكن ونحو النجاح مع فريق كونه زيدان من أجل المستقبل ، وقد شاهدنا خير دليل على ذلك مسجلا الهدفين هما فينيسيوس جونيور وماريانو دياز.
يتصاعد نجم فينيسيوس جونيور ببطء ولكن بثبات ليكون لاعبًا مهمًا لريال مدريد ، وفي سن التاسعة عشرة فقط ، وبلا شك سيصبح البرازيلي أفضل تحت قيادة زيدان، جونيور ليس هو الموهبة الشابة الوحيدة في الفريق الملكي المليء بالمواهب، حيث أن ريال مدريد قام خلال الانتقالات الصيفية ، في شراء لاعبان فقط فوق سن 24 هما إدين هازارد وألفونس أريولا.
الموهوب فينسيوس وسط لاعبو برشلونة
على النقيض تماما، لم يكن نظام الإنتقالات في برشلونة نموذجياً، حيث كلفهم الكثير من الوقت والمال، فقد أنفق بطل الدوري الإسباني الحالي أكثر من 200 مليون يوروعلى اللاعبين تجاوزوا سن 25 عامًا في السنوات الثلاث الأخيرة، وهم اللاعبون الذين فشلوا في تقديم الأداء المنتظر منهم.
الفرنسي أنطوان جريزمان هو أكبر مثال على ذلك، كلف اللاعب البالغ من العمر 28 عاما خزائن برشلونة 125 مليون يورو في الصيف ولم يسجل سوى 8 أهداف في 25 مباراة بالدوري الأسباني.
وتم التعاقد مع الفرنسي لتشكيل خط هجومي ناري مع المهاجم لويس سواريز وليونيل ميسي، ولكن اضطر برشلونة الاعتماد على أهداف ميسي وحده في الفترة الأخيرة لتحقيق الإنتصارات، وهو الأمر الذى سيكلف البارسا كثيرا مع تراجع أداء ميسي على مر السنين، حيث أن مسألة اعتزال ميسي هو أمر لم يخطط له برشلونة بعد، حيث لا يوجد بديل حقيقي في هذه المرحلة سواء من الأكاديمية أو من خلال صفقة إنتقالات.
إلى جانب ذلك، اعتاد برشلونة الاعتماد على أكاديميتهم للحصول على نجوم الجيل القادم ومع ذلك في الوقت الحالي ، فإن خريجي أكاديمية لا ماسيا الشهيرة هما سيرجي روبرتو ومؤخرا أنسو فاتي فقط.
وبلا شك سيكون هذا مصدر قلق لبرشلونة الذي فشل في إنتاج مواهب جديدة على غرار تشافي هرنانديز واندريس إنييستا، وهذا يوضح كيف انعكست الأدوار بين برشلونة وريال مدريد، لقد أصبح برشلونة يعتمد على الصفقات أكثر من اللاعبين الشباب أما اللوس بلاكوس فبدأ الاهتمام باللاعبين الشباب على حساب الصفقات الكبرى.
في النهاية، لم تكن الكلاسيكو مجرد مباراة نجح خلالها ريال مدريد في إعتلاء صدارة الدوري الاسباني فقط، بل كشف أيضًا عن الاتجاهات المتناقضة التي يسير خلالها كلا الناديين حاليًا.