عقدت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث ومجلس علماء الإمارات، اجتماعاً مشتركاً لبحث سبل تسخير البحث العلمي فى احتواء فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19".
ووفقا لصحيفة الرؤية الإماراتية، حضر الاجتماع، وزيرة دولة المسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة رئيس مجلس علماء الإمارات سارة بنت يوسف الأميري، ونائب مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث سيف محمد أرحمه الشامسى، وأعضاء المجلس ومجموعة من العلماء والباحثين وممثلين عن القطاع الصحي في الدولة.
وأكدت سارة بنت يوسف الأميري أن دولة الإمارات قادرة على مواجهة تحدي فيروس كورونا الجديد «كوفيد - 19» بتوجيهات القيادة الرشيدة وبتضافر جهود جميع الجهات، مشددة على أن الجميع يعملون بروح الفريق الواحد لتحقيق هذا الهدف.
وقالت: إن المجتمع العلمي الإماراتي يمثل جزءاً من فريق عمل الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث وفرق العمل التي تم تشكيلها للتصدي لفيروس كورونا المستجد، وأن عمل المجتمع العلمي في هذا المجال يغطي 3 جوانب، هي: مرحلة مكافحة انتشار الفيروس، والسيطرة عليه عن طريق بحوث قصيرة المدى تساهم في وضع آليات وحلول علمية تخص نموذج انتشاره في الإمارات ودعم التحليل الحالي لانتشار العدوى والتوقعات للحد منها وتحويل المختبرات البحثية إلى مختبرات تشخيص وتكوين خريطة جينية كاملة للفيروس وسلالاته المختلفة، ومواصلة اختبار مستوى مناعة المجتمع وتزويد الهيئة بتحليل للأبحاث لدعم صناعة القرار.
وأضافت أن الجانب الثاني يتمثل في مرحلة ما بعد السيطرة على الوباء والإجراءات التي سيتم اتباعها لفتح الأماكن العامة والأسواق إذ سيساهم المجتمع العلمي في دولة الإمارات بتقديم توصيات لكيفية فتح هذه المرافق بطريقة علمية تمنع انتشار الوباء مرة أخرى.
وأشارت إلى أن الجانب الثالث لمساهمة المجتمع العلمي يركز على التعاون مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث وتعزيز الشراكة الاستراتيجية معها، لبناء وتهيئة قدرات علمية وطنية للتصدي للأوبئة في المستقبل واستشراف تداعياتها، إضافة إلى تطوير نموذج على المدى البعيد، للوقاية من تحول أي وباء إلى جائحة.
وشكرت وزيرة الدولة المسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة، خط الدفاع الأول المتمثل بالكوادر الطبية والإدارية والعاملين في القطاع الصحي بالدولة لتضحياتهم وجهودهم في حماية ووقاية وإنقاذ أرواح الناس.. مثمِّنة مبادرات مختلف القطاعات والمؤسسات وجهود فريق عمل الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والمجتمع العلمي لمواجهة هذا التحدي العالمي.
من جانبه، أكد سيف محمد أرحمه الشامسي، في كلمته خلال الاجتماع، أن هذا الاجتماع المشترك مع مجلس علماء الإمارات يأتي انطلاقاً من الحرص على العمل معاً والتكاتف والتعاون والتنسيق وبذل الجهود الوطنية، كل في اختصاصه.
وقال: إن ما تبذله الهيئة من جهود وطنية كبيرة منذ بداية ظهور فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19» ومراقبة مدى انتشاره جاء وفق توجيهات القيادة الرشيدة، وذلك من خلال تواصل الهيئة وتنسيقها مع الجهات المعنية بالدولة كافة، والإشراف والمراقبة وإدارة جميع القدرات الوطنية والمحلية والقطاع الخاص لمواجهة هذا الوباء بالإمكانات الوطنية، للمحافظة على الأرواح والممتلكات وتحقيقاً للهدف الاستراتيجي المتمثل في «دولة آمنة.. قادرة على الصمود».
وأشار إلى أن الهيئة تعمل على مراقبة الأحداث على المستوى الوطني، عن طريق مركز العمليات الوطني واتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل وتنفيذ خطط الاستجابة الوطنية وإنشاء قاعدة بيانات للموارد الوطنية على مستوى الدولة وإدامتها وتنسيق إدارة هذه الموارد أثناء الطوارئ والأزمات والكوارث، ودعم تنفيذ خطط الاستجابة الوطنية الميدانية داخل الدولة وخارجها، والتنسيق بين المستويين الوطني والمحلي في كل ما يتعلق بمنظومة إدارة الطوارئ والأزمات المتكاملة من خلال المراكز المحلية الموجودة في كل إمارة من إمارات الدولة.
و أضاف أن دولة الإمارات لا تزال تواصل جهودها الحثيثة في مجال تطوير المعرفة والاستفادة من التطور العلمي المتسارع في مختلف المجالات في مسيرة التنمية الشاملة وتحقيق رؤيتها في أن تكون في مصافِّ الدول المتقدمة وأفضلها في مختلف المجالات، منها الريادة في إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.
وأشار إلى أن تقدم العلوم وتطور البحث العلمي ركيزة أساسية ومهمة في صياغة مستقبل دولة الإمارات، وذلك تحقيقاً لرؤى قيادتنا الرشيدة في استدامة التنمية وصناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة.. واصفاً العلوم بأنها المحرك الرئيس لتقدم المجتمع وتطوره وتحقيق رؤية الإمارات 2021 ومئوية الإمارات 2071 في بناء مجتمع علمي تنافسي ومستدام.
و قال: إن هذا الاجتماع الذي يشهد حضور نخبة من الخبراء في مجال العلوم والتكنولوجيا وبحوث علم الأحياء والكيمياء والهندسة الطبية الحيوية وعلوم الفضاء، خير دليل على أهمية العمل الجماعي المشترك وفق منهجية البيت الواحد وروح الفريق الواحد وتكامل الجهود الوطنية.
وأضاف: «نتطلع إلى العمل جنباً إلى جنب» مع مجلس علماء الإمارات «لتعزيز دور العلماء والخبراء في صياغة حلول علمية للتحديات الحالية، خاصة فيروس كورونا المستجد، وأن نترجم مخرجات هذا الاجتماع إلى تطبيق يلامس حياتنا اليومية ومجتمعنا وتوفير بيئة محفزة للبحث العلمي وتهيئة جيل من العلماء والباحثين الإماراتيين، لإعداد قاعدة وطنية من علماء وخبراء مختصين، وأن نسخر البحث العلمي والتطوير بمجالاته الحيوية كافة، لتعزيز الجهود الوطنية وتكاملها وربطها لمواجهة فيروس كورونا المستجد والاتفاق على الخطوات المستقبلية، للنهوض بمجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة وحمايته من المخاطر والتهديدات بأنواعها المختلفة».
من جهته قال المتحدث الرسمي للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث الدكتور سيف الظاهري: إن الاجتماع عكس أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الجهات المختلفة خلال التعامل مع «فيروس كوفيد - 19»، مشيراً إلى أن الاجتماع شهد طرح العديد من الآراء والمقترحات الثرية واعتماد تشكيل بعض اللجان البحثية والعلمية.
و أكد أن الجانب العلمي والبحثي مهم للغاية في التعامل مع فيروس كورونا المستجد، لافتاً إلى أنه سيتم عقد المزيد من الاجتماعات المشتركة بين مختلف الجهات الفترة المقبلة.
من جانبها، أكدت المتحدث الرسمي للقطاع الصحي في دولة الإمارات الدكتورة فريدة الحوسني، أهمية هذا الاجتماع المشترك بين الهيئة ومجلس علماء الإمارات وممثلي القطاع الصحي في الدولة، والذي تم خلاله مناقشة الأولويات البحثية لفيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19».
وأضافت أنه تم استعراض بعض البحوث التي أُجريت في الفترة السابقة ومناقشة الأولويات البحثية وآليات العمل المشترك بين الفرق العلمية البحثية والقطاع الصحي، مشددة على أهمية مواجهة «كوفيد -19» عبر العلم والمعرفة، واللذين يعدان أساساً علمياً نتشارك فيه مع دول العالم.