انطلقت فى مالى، أمس الأحد، الانتخابات التشريعية لاختيار أعضاء البرلمان، وسط أجواء من انعدام الأمن في مناطق واسعة من البلاد، وانتشار وباء «كورونا» المستجد، حيث تأتى تلك الانتخابات فى وقت اتخذت فيه دول العالم إجراءات بمنع التجمعات والفعاليات السياسية والاقتصادة والاجتماعية أيضا.
ورغم خطر تفشى فيروس كورونا عاليما، إلا أن الرئيس المالي إبراهيما ببكر كيتا، أصر على إجراء الانتخابات التشريعية في موعدها رغم أنها تأجلت مرتين، منذ نهاية عام 2018، فكانت النتيجة أن نسبة المشاركة بالكاد وصلت إلى 7%، وفقا لتقارير إعلامية إفريقية رغم الجهد الكبير الذي بذلته الحكومة والأحزاب السياسية من أجل إقناع الماليين بالتصويت.
إحدى الصحف المالية كتبت أن «كورونا منع الماليين من التصويت» وهو أمر كان متوقعاً، بالنظر إلى الحملة الانتخابية الباهتة لعدة أسباب أولها انتشار فيروس كورونا، مع انعدام الثقة في الطبقة السياسية والخطر الأمني المحدق.
السلطات المالية أعلنت عن احتياطات للوقاية من الفيروس، على غرار توفير مواد معقمة أمام مكاتب التصويت، وفرض الالتزام بمسافة الأمان الاجتماعى في الطوابير، إلا أن الكثير من مكاتب التصويت غابت عنها هذه الإجراءات، وبعضها حضرت فيه ولم يكن الالتزام بها كبيراً.
وشوهدت في باماكو، أكبر مدن البلاد وعاصمتها السياسية والاقتصادية، حافلات تنقل الناخبين نحو مكاتب التصويت، ولم تتقيد هذه الحافلات بتعليمات السلامة من انتقال العدوى، وهو ما ساهم بشكل كبير في خوف الماليين من التوجه نحو مكاتب الاقتراع.
ويدور نقاش فى مالى حول مستقبل الانتخابات في حالة لم تتجاوز نسبة المشاركة 10%، إذ يرجح أغلب المتابعين ضرورة إلغاء نتيجة الانتخابات وإعادتها في ظروف أحسن، لأن هذه النسبة تعني أن الانتخابات لا تعكس إرادة الشعب المالي، على حد تعبير أصحاب هذا الرأي.
الرئيس إبراهيما ببكر كيتا الذي أدلى بصوته رفقة السيدة الأولى في الساعات الأولى من صباح أمس في أحد مكاتب التصويت بضاحية العاصمة باماكو، تفقد الإجراءات الاحترازية من العدوى، وغسل يديه في برميل معقم قبل أن يدخل مكتب التصويت.
إلا أن الرئيس المالي استخدم نفس الأدوات الموجودة في المكتب، والتي تعاقب على استخدامها جميع الناخبين، من قلم وحبر وأوراق طبعت عليها اللوائح الانتخابية، وعندما خرج ليدلي بتصريح للصحفيين كان السؤال الأول هو «ماذا فعلتم لتحرير زعيم المعارضة؟»، فرجل المعارضة الأول مختطف من طرف مجهولين منذ عدة أيام.
ورد كيتا باختصار: الدولة لن تدخر أي جهد من أجل تحرير سوميلا سيسي، وعودته سالماً معافاً.
وعلى الرغم من اختطاف زعيم المعارضة، ولكن ستة مرشحين آخرين تم اختطافهم، بل إن الحركات المسلحة اقتحمت العديد من مكاتب التصويت واختطفت رؤساء المكاتب وبعض ممثلي الأحزاب والمسؤولين المحليين، وصادرت معدات الاقتراع.
وفي منطقة تمكبتو، حيث اختطف زعيم المعارضة قبل عدة أيام، دخلت وحدات الجيش المالى فى مطاردة مع بعض المسلحين صادروا معدات مكتب تصويت، ونجح الجيش في استعادة المعدات واعتقال المسلحين.
وأكدت عدة تقارير إعلامية، أن الناخبين تغيبوا عن هذه الانتخابات الناخبون، بل حتى أن المرشحين أنفسهم غابوا، بعضهم كان مختطفاً والآخر عزف عن التصويت بسبب الخوف من فيروس «كورونا»، على غرار السواد الأعظم من الشعب.