رغم المأساة الحقيقية التى يعيشها الأمريكيين فى ظل تفشى وباء كورونا فى بلادهم، لكن يبدو أن هناك أبطالا يولودون من رحم تلك الأزمة، وربما لن تكون هناك مبالغة فى القول بأن أحد هؤلاء الأبطال ربما يدخل يوما البيت الأبيض، بعد أن يسطر فى تاريخه قصة نجاحه فى التعامل مع تداعيات أزمة فيروس كورونا.
من بين هؤلاء حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو، الذى لمع اسمه فى إدارته للأمور فى الولاية الأكثر تضررا من الوباء، والتى يوجد بها نصف حالات الإصابة فى الولايات المتحدة كلها بحوالى 60 ألف حالة وأكثر من ألف وفاة.
وليس هناك أدل على بروز اسم كومو أكثر من تصريح الرئيس دونالد ترامب فى مقابلة له مع فوكس نيوز، اليوم الاثنين، قال فيه إنه لا يمانع أن يخوض سباق الرئاسة ضد حاكم نيويورك، مضيفا أنه يعتقد أن كومو سيكون مرشح أفضل من نائب الرئيس السابق جو بايدن، الأوفر حاليا للفوز بالترشيح الديمقراطى.
وفى المقابلة، سأل ترامب عن رد فعله بشأن التكهن بأن كومو سيكون مرشح أفضل للديمقراطيين.
وقال ترامب: لو ترشح كومو فلا بأس، لا أمانع أن أترشح أمامه، لقد عرفت أندرو منذ وقت طويل، ولا أمانع ذلك، لكن سأكون صادقا أعتقد أنه مرشح أفضل من جو النائم، فى إشارة إلى جو بايدن.
وأضاف ترامب أنه لا يمانع أن يترشح ضد جو بايدن، أعتقد أن أندرو سيكون أفضل على الأرجح، وأقول لك الآن، أنت تعرف، أريد شخص لهذا البلد يقوم بمهمة رائعة، لكن أمل أن أفوز.
ولن يترشح كومو للرئاسة، وأصبح السباق الديمقراطى الآن محصورا بين بايدن وسيناتور فيرمونت بيرنى ساندرز.
لكن البعض أشار، بحسب ما قالت قناة NBC News، إلى أنه ربما كان ينبغى على كومو أن يخوض سباق البيت الأبيض لأنه يدير أزمة فيروس كورونا فى نيويورك بشكل جيد، وكتبت الكاتبة الصحفية فى صحيفة نيويورك تايمز مورين داود، قائلة إنها سألت كومو ما إذا كان الوضع الحالى قد أحيا أحلامه بخوض سباق الرئاسة، فقال لها إنه لا يريد، فهو يعرف السياسات الرئاسية، وكان فى البيت الأبيض مع الرئيس بل كلينتون ومع نائبه ال جور، لكنه متصالح مع وضعه الحالى وما يفعله.
وقالت مورين داود إن أصدقاء كومو يقولون إنه سيكون مواليا لبايدن، لكن لو تممت إعادة انتخاب ترامب، فيمكن أن يخوض انتخابات الرئاسة فى 2024.
وقد ساهمت أزمة كورونا فى ارتفاع شعبية كومو بين سكان ولاية نيويورك، ففى فبراير الماضى، أظهر استطلاع للرأى، بحسب موقع ذا ويك، أن 44% فقط من سكان الولاية ينظرون إليه بشكل إيجابى، لكن معدل شعبيته وصل إلى 71% فى مارس فى ظل الإشادة التى حظى بها لإدارته الهادئة والممتازة لأزمة الوباء بعدما تحولت نيويورك إلى بؤرة تفشى فى الولايات المتحدة.
وبذلك ارتفعت شعبيته إلى أعلى معدل لها منذ انتخابه حاكما فى عام 2011.
ومن بين الأسباب التى دفعت بشعبية كومو إلى معدلات مرتفعة هو تحديه الواضح للرئيس دونالد ترامب ووقوفه فى وجه محاولته لفرض حجر صحى فى نيويورك، فبعد أن تحدث ترامب عن اقتراح لفرض الحجر فى الولاية ومناطق أخرى، رد عليه كومو قائلا إن فرض الحجر الصحى على نيويورك مناف للعقل وإجراء معاد للولايات المتحدة.
وقال كومو: "حال تطبيق ذلك، سوف تتحول الولاية إلى ووهان فر الصين، وهو ما لا يبدو منطقيا"، مرجحا أن إجراءات إغلاق الولاية سوف تتسبب فر "انهيار أسواق الأسهم إلى حدٍ يجعل من المستحيل للاقتصاد الأمريكر أن يتعافى لأشهر، إن لم يكن لسنوات طويلة، مضيفا أن هذه الإجراءات سوف نصيب القطاع المالى بالشلل.
وحذر من أنه سوف يقاضى السلطات فر ولاية رود أيلاند، القريبة من نيويورك، إذا استمروا فى تهديد سكان نيويورك بعقوبات لخرق قواعد الحجر الصحي.
وينتمى كومو الديمقراطى لعائلة سياسية، فقد كان والده ماريو كومو ايضا حكما لنيويورك لثلاث فترات، ودرس كوكو القانون وعمل فى إدارة كلينتون كمساعدا لوزير التخطيط المجتمعى، ثم وزيرا للإسكان والتنمية الحضرية، وفى عام 2006، عمل مدعيا عاما لنيويورك قبل أن يفوز بمنصب الحاكم منذ عام 2010، وأعيد انتخابه مرتين.
