أصحاب البالطو الابيض من كتيبة الأطباء والممرضين لم يتخلوا عن مصر فى كافة الأزمات الصحية التى مرت بها على مدار تاريخها الحديث ولم يتخلوا عن اداء الواجب الوطنى فى الحروب والمعارك وقدم منهم العديد أرواحهم للشهادة فداء للوطن ونداء الواجب كما قدموا أرواحهم فى مواجهه الامراض
فى صمت عمل أصحاب البالطو الأبيض أو جيش مصر الأبيض كما يروق لنا ان نطلق عليهم فى الحرب الحالية ضد فيروس كورونا رغم الصعاب والمشاكل والازمات الادارية والمادية التى عانوا منها وعدم الاستماع الى مطالبهم العادلة طوال السنوات الماضية.
لكن "ما ضاع حق وراءه مطالب" ووراءه ضمير وطني وفدائي يقدم الوطن قبل أي مصالح شخصية ويلبى نداء وطنه دون تقاعس أو تخاذل حتى لوكانت حياته هي الثمن.. وأخيرا جاء الوقت والزمن الذى يجد فيه الجيش الأبيض وهو يواجه الحرب على الفيروس على خطوط المتقدمة لجبهات القتال قائد وزعيم يقدر ويثمن هذا الدور وينتصر للبالطو الأبيض جنود وأبطال معركة كورونا.
لم ينتظر الرئيس السيسي حتى تنتهي المحنة والأزمة والحرب لتكريم وتقدير الابطال بل سارع بحكمة وذكاء سياسي وانساني الى اصدار توجيهاته على الفور بزيادة بدل المهن الطبية بنسبة 75% عن القيمة الحالية، بما يشمل الأطباء العاملين بالمستشفيات الجامعية، بتكلفة إجمالية قدرها حوالي 2,25 مليار جنيه، فضلاً عن إنشاء صندوق مخاطر لأعضاء المهن الطبية.
ووجه الرئيس بصرف مكافآت استثنائية لكافة العاملين حالياً بمستشفيات العزل والحميات والصدر والمعامل المركزية على مستوى الجمهورية، على أن تصرف تلك المكافآت الاستثنائية من صندوق تحيا مصر.
وطالب الرئيس السيسي كذلك باستكشاف إمكانية التصنيع المحلي للمستلزمات والأجهزة الطبية التي تواجه نقصاً حاداً على المستوى العالمي، وذلك وفق المعايير الدولية، فضلاً عن العمل على استكمال أي نقص في المستلزمات الطبية والكوادر البشرية الطبية في مختلف مراكز تقديم الخدمات الصحية في مصر.
قرارات وتوجيهات لم تثلج صدور أبطال "الجيش الأبيض" فقط بل اثلجت صدور المصريين جميعا الذين يلمسون حجم المجهودات الكبيرة للأطباء والممرضيين وكافة الطواقم الطبية الذين يصلون الليل بالنهار فى سبيل صحة المصريين حتى اصبحوا مضربا للمثل فى العطاء وفى تقديم صورة مشرفة ومشرقة ونموذجية فى محاربة الفيروس أمام العالم المتقدم الذى تطالب شعوبه بالاقتداء بالتجربة المصرية فى مواجهه كورونا
حتى ان الدكتور جون جبور ممثل مكتب منظمة الصحة العالمية بالقاهرة قدم شهادته الدولية واشادته بجهود مصر الهائلة في مكافحة كورونا، ويجري العمل على قدم وساق، لا سيّما في مجالات الكشف المبكر، والفحص المختبري، والعزل، وتتبع المُخالِطين، وإحالة المرضى.
الجيش الأبيض يستحق بالفعل الاشادة والتكريم والتقدير وأظن أن توجيهات الرئيس ليست الا بداية لمنح التقدير الكامل لهؤلاء الأبطال الذين استشهد منهم كبار الأطباء خلال المعركة ضد كورونا .
حان الوقت أن ينال كل مجتهد من أجل الوطن فى أزماته مكانته الحقيقية فى السلم الاجتماعى المصرى وابطال البالطو الأبيض فى المقدمة و يستحقون منا التكريم، ما يحققوه ا الان لمساعدة البشرية
فى إيطاليا وقف المواطنون الطليان فى الشرفات ليغنوا ويحيوا الطواقم الطبية ، وفى سويسرا قرر المواطنون الوقوف فى الشرفات والتصفيق للأطباء ، وفى فرنسا وألمانيا تعددت صور التكريم الشعبي والاعلامى.
نحتاج الى اعادة صورة ملاك الرحمة الى المصريين مرة آخرى –كما كانت وكما نراها فى أفلام الابيض والاسود- بما فيهم الأطباء و الممرضين والفنيين والمسعفين وباقي الطواقم الطبية المساعدة. وبالطبع قيادة وزارة الصحة من معالي الوزيرة هالة زايد ومعها كتيبة المسئوليين.
وحتى يعرف الشعب المصريين حجم المجهود ويقدره، فمن يقاتل فى هذه الحرب 30 فريقا طبيا، كل فريق مكون من 320 طبيبا ومسعفا ومرضا داخل المستشفيات المخصصة لعزل المرضى، ضد الفيروس لعلاج المصابين ومتابعة الحالات المشتبهه بها، للحد من انتشاره في مصر والاحتياطى الطبى قوامه تقريبا ربع مليون طبيب كما تقول سجلات نقابة الأطباء، لتحقيق معدلات شفاء تبيض وجه مدرسة الطب المصرية، أقدم مدرسة طب في الشرق الأوسط والذي يشهد العالم أجمع بمهارتها.