حنجرة وأحبال صوتية كآلة موسيقية ليست موجود منها إلا واحدة أعطيت لحليم، من تحتها جسد أكله بل افترسه المرض، هذا هو العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ابن قرية الحلوات بمحافظة الشرقية، الذى تمر اليوم الذكرى الـ43 على رحليه، حيث رحل عن عالمنا فى 30 مارس 1977، عن عمر ناهز 48 عاماً.. "اليوم السابع" زار قريته بالشرقية والتقى عددا من الأهالى الذين سردوا مواقفه الإنسانية نحو أهل قريته.
"كان نافع الأهل والخلان" قالها عبد العزيز على السيد الغمري، أحد أهالى القرية وروى موقفا إنسانيا للعندليب قائلا إنه فى ليلة من الليالى عقب الصلاة التقى المطرب عبد الحليم حافظ وهو لا يعرفه شخصياً، حيث إن العندليب حضر فى المساء والقرية كانت مظلمة لم يدخلها الإنارة بعد، وكان العندليب يرتدى كوفيه وغطاء للرأس، حيث كنا فى فصل الشتاء، وطلب منى أن أجمع له منازل الفقراء فى ليلة عيد الأضحى فى إحدى السنوات، وأرافقه فى زيارة لكل منازل الفقراء، وكان يعطى لهم ما يستطيع، حيث زار 45 منزلا وقدم لهم الهدايا والدعم لهم ليلة العيد.
وأضاف: "العندليب الأسمر عزمنى على مشروب القهوة فى منزله، وطلب تقديم عيديات لأطفالى بمبلغ 20 جنيها، وده كان مبلغ كبير فى الوقت ده، ولم أره بعدها حتى أحضر ماكينة النور للقرية بالكامل على نفقته الخاصة، وحضر افتتاح الإنارة بالقرية رئيس الوزراء على صبرى الذى رافق عبد الحليم حافظ فى حفل كبير بالقرية وقتها، وبعدها لم يره ثانية، وتوجهت لحضور جنازته فور علمى بوفاته"، مؤكدا أنه كان خيّرا لأهله وأهل البلد وقريته الحلوات.
"الورثة باعوا بيته بـ45 ألف جنيه" قالها العم سيد على داوود مزاع من أهالى قرية الحلوات مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية وأحد الذين عملوا مع العندليب قبل وفاته، إنه تم بيع منزل الفنان الراحل عبد الحليم حافظ بالقرية بمبلغ 45 ألف جنيه، قبل وفاة الحاجة علية على شبانة الشقيقة الكبرى للعندليب.
وأوضح أنه عاصر الفنان الراحل منذ أن كان عمره 20 سنة، مؤكدا أنه تبرع للقرية ببناء مسجد ووحدة صحية، مؤكدا أنه اشترى مكنة توليد كهرباء للقرية، لتصبح أول قرية بالمحافظة يتم إدخال فيها الكهرباء، وأضاف أنه كان يأتى الى القرية وقت زيارتها، ويجلس معهم، ويتناقش معهم فى أمورهم الشخصية، مؤكدا أن شقيقته كانت تحى ذكراه فى القرية حتى وفاتها، كان يتم إقامة حفل كبير فى مركز شباب القرية ويحضره عدد من الفنانين، وبعدها وفاتها توقفت الاحتفالات ونتمنى من وزارة الثقافة إعادتها مرة ثانية لكى يعى الجيل الجديد من القرية التاريخ الحافل للعندليب الأسمر، مطالبا الأجهزة التنفيذية بزيارة القرية والعمل على تلبية مطالبهم من رصف مدخل القرية وإصلاح أعمدة الإنارة، موضحا أن القرية تم أهملها بعد وفاة العندليب الأسمر، حيث كان جميع المسئولين يأتون للقرية ويعملون على تلبية كافة الخدمات للأهالى.
"كان عنوانا مشرفا للقرية، وبارا بأهله وأبناء القرية".. قالها محمد على حسن 75 سنة أحد أبناء قرية الحلوات، إنه عاصر فترة نزول العندليب الأسمر للقرية، وكان يشاهده فى المناسبات الطيبة للقرية، وكان يوزع اللحوم فى الأعياد على البسطاء من الأهالى وساهم فى العديد من الأعمال فى القرية، وكان بسيطا جدا لم يشعر بنجوميته الكبيرة وهو وسط أهالى قريته.
وطالب العديد من أبناء القرية، الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، بتكليف الوحدة المحلية التابعة لها القرية بإصلاح أعمدة الإنار بالطريق العام، وإعادة التيار الكهربائى لها، ورصف الطريق العام بمدخل القرية.
وتمر اليوم الاثنين الذكرى الـ43 على رحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الذى رحل عن عالمنا فى 30 مارس 1977، عن عمر ناهز 48 عاماً، ولد عبد الحليم حافظ فى قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية فى 21 يونيو 1929، وكان الابن الأصغر بين أربعة أخوة هم إسماعيل، ومحمد، وعلية، وقد توفيت والدته بعد ولادته بأيام، وقبل أن يتم عامه الأول توفى والده ليعيش يتيم الوالدين، وعاش فى بيت خاله الحاج متولى عماشة وكان دائم اللعب مع أولاد عمه فى ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا، الذى عانى منه كثيرا، وعاش فترة من حياته فى ملجأ أيتام الزقازيق، وساهم فى بناء جامعة الزقازيق ومسجد الفتح بمنطقة المبرة الذى يعرفه الأهالى باسم مسجد عبد الحليم حافظ.
العندليب تألق كثيرا فى عالم السينما والغناء وقدم للسينما 16 فيلما مع أجمل بطلات السينما المصرية، وقدم 250 أغنية، ومن أبرز أعماله التى ظلت بصمة ورمز مصري: "أغنية الوداع"، "بائعة الخبز"، "بعد الوداع"، "فجر"، "أيام وليالي"، "أيامنا الحلوة"، "ليالى الحب"، "لحن الوفاء"، "دليلة"، "موعد غرام"، "بنات اليوم"، "الوسادة الخالية"، "فتى أحلامي"، "شارع الحب"، "حكاية حب"، البنات والصيف"، "يوم من عمري"، "الخطايا"، "أدهم الشرقاوي"، "معبودة الجماهير"، "أبى فوق الشجرة"، "أرجوك لا تفهمنى بسرعة"، "إحنا الشعب"، "الله يا بلدنا"، "الوطن الأكبر"، "حكاية شعب"، "الجزائر"، "صورة"، "عدى النهار"، "أحلف بسماها"، "البندقية اتكملت"، "عاش اللى قال"، "النجمة مالت على قمر"، "قارئة الفنجان"، "أهواك"، "على قد الشوق"، "النجمة مالت على قمر"، "أنا من تراب"، "ورق الشجر"، "بين صحبة الورد"، "خلينى كلمة