الآن هدأت أرواح الشهداء، وفاحت الدماء الذكية أرجاء الوطن، واطمأنت قلوب الأمهات المكلومة، لأن مصر وقضاءها لا تنسى حق أولادها، وذلك عقب تنفيذ السلطات المختصة حكم الإعدام على الإرهابى هشام عشماوى، صباح اليوم الأربعاء، فى قضايا إرهاب، وذلك بعد رفض الطعن وتأييد حكم الإعدام الصادر ضده فى القضية المعروفة إعلامياً بـ"قضية الفرافرة"، بعد إدانته بعدة جرائم، تمثلت فى المشاركة فى استهداف وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم عبر رصد موكبه وتصويره والتخطيط لاغتياله، على أن يتولى أحد أفراد التنظيم الإرهابى تنفيذ العملية كفرد انتحارى يستقل السيارة المفخخة ويقوم بتفجيرها أثناء مرور الموكب.
254 يوما لعشماوى أمام المحكمة
مسيرة هشام عشماوى مع الإرهاب بدأت مع إحالته فى بداية حياته للتحقيق بعد التنبيه عليه أكثر من مرة عقب توبيخه لأحد قراء القرآن نتيجة خطأ غير مقصود فى التلاوة"، ذلك الأمر الذى كان يشكل إرهاباَ معنوياَ فى بادئ الأمر على زملائه حيث بلغت 274 يوماَ بالتمام والكمال خضع فيها هشام عشماوى للتحقيق معه معترفا بالدوافع والتفاصيل حول عملياته الإرهابية فى مصر وخارجها، منذ ترحيل السلطات الليبية له وتسليمه للسلطات المصرية، برفقة الإرهابى "بهاء على"، وذلك فى غضون 28 مايو 2019، إلا أن جلسات محاكمة عشماوى دامت 254، لكنه لم يظهر ولو لجلسة واحدة فى أى محاكمة منذ ظهوره عبر شاشات التلفزيون أثناء ترحيله وتسليمه لمصر من ليبيا، إلا بعد تنفيذ حكم الإعدام عليه مرتدياَ البدلة الحمراء وذو لحية كثة.
كيف يستغل الإخوان مسألة المرض النفسى لعشماوى؟
وبعيداَ عن التاريخ الإجرامى والسجل الجنائى للإرهابى هشام عشماوى الذى يعلمه القاصى والدانى بداية من أسرته والمقربين له من أهله وأصدقائه حتى الأجهزة الأمنية والمختصة التى رصدت تحركاته منذ انضمامه للقوات المسلحة وظهور تشدده وتطرفه على زملائه، إلا أن هناك وجه آخر كشف عنه عدد من المقربين له والمتهمين معه فى عدد من القضايا الإرهابية، وهو محاولة هشام عشماوى الادعاء أكثر من مرة مسألة مرضه النفسى للخروج من مأزق استبعاده من الجيش، وهو الأمر الذى تستغله جماعة الإخوان الإرهابية بشكل دائم لمحاولة تشويه صورة الدولة فى محاكمة عشماوى.
الوثائق وأوراق التحقيقات – كشفت أن الإرهابى هشام عشماوى بدأ تطرفه بتوبيخه لأحد قارئ القرآن الكريم بسبب خطأ فى التلاوة أثناء الصلاة فى الجيش ثم استبعاده من القوات المسلحة نتيجة ذلك التشدد وتكوينه لأخطر الخلايا الإرهابية فى مصر عقب ثورة 25 يناير، وسفره إلى تركيا وسوريا وليبيا لتلقى تدريبات على طريقة تنفيذ العمليات الإرهابية، ثم عودته إلى مصر عقب ثورة 30 يونيو ومشاركته فى اعتصام الإخوان برابعة العدوية.
14 عملية إرهابية لهشام عشماوى
وكذا إعلانه وخليته الانضمام لداعش فى يوليو 2015، ثم فى أواخر 2015 أعلن انشقاقه عن تنظيم "داعش" وقرر تأسيس تنظيم "المرابطون فى ليبيا"، وتورطه فى تنفيذ 14عملية إرهابية أبرزها اغتيال النائب العام ومحاولة اغتيال وزير الداخلية، كما حُكم فى قضايا "أنصار بيت المقدس" و"كمين الفرافرة "، وغيرها من الوقائع المعروفة عن هشام عشماوى.
وثائق القضية رقم 160 عسكرية، كشفت من خلال أصدقاء هشام عشماوى كيف ادعى عملية مرضه النفسى التى يتحدث عنها الجميع هذه الأيام ليهرب من العقاب حيث يقول المتهم "نادر ع ق"، 43 سنة، ضابط قوات مسلحة بالمعاش، حيث أكد أن هشام عشماوى كان على علاقة وطيدة بالمتهم الرئيسى فى حادث الواحات "عماد الدين" وأنه خرج من صفوف الجيش المصرى بسبب "مرض نفسى"، وذلك عقب حجزه فى المستشفى العسكرى لفترة ليست بالقصيرة.
علاقة هشام عشماوى بأمهات الكتب الدينية وأحمد عشوش
كشفت الوثائق من خلال اعترافات "نادر" – أن "عماد الدين" بعد ثورة 25 يناير وفى انتخابات 2012 بدأ يظهر عليه أفكار غريبة ومتشددة، وذلك برفضه لعملية إجراء الانتخابات باعتبارها "كفر صريح" وليست من الدين فى شيء، كما كشفت الوثائق أن هشام عشماوى وصديقه "عماد الدين" يستقوا الأمور الدينية من أخطر العناصر الإرهابية فى التسعينيات وهو الشيخ "أحمد عشوش"، قائد تنظيم الفرقان الإرهابى، الذى كان يتواجد بكفر الدوار ويصدر العلم لطلبته ومريديه عن فكرة الجهاد.
تلك الوثائق كشفت عن عملية انتقال هشام عشماوى من أرض سيناء لدولة ليبيا من خلال خطة محكمة عقب تحقيق الجيش المصرى انتصارات ضد العناصر الإرهابية حيث تمكن "عشماوى" والخلية التى أسسها بعد حادثة الفرافرة الهروب إلى ليبيا والانشقاق من تنظيم داعش وتكوين جماعة "المرابطين"، فقد تولى هشام عشماوى ورفيقه عماد عبدالحميد مؤسس خلية الواحات، معا مسئولية تدريب وإعداد أعضاء التنظيم وخلاياه على استخدام الأسلحة والمتفجرات ونقل خبرتهما فى التعامل مع قوات الأمن والواجهات العسكرية والأمنية لمنفذى العمليات التى يقوم بها التنظيم.
الإرهابى "هشام عشماوى” كان بمثابة العنصر الأساسى فى تكوين الخلايا الإرهابية فى مصر منذ 2011، بدايةً من التخطيط لاغتيال وزير الداخلية بصحبة صديقه الإرهابى عماد الدين، والذى استطاع عشماوى أن يستقطبه بعد فصله من القوات المسلحة المصرية، كما أوضحت النيابة قيام "عشماوى" بتنظيم وتدريب جماعة "أنصار بيت المقدس"، واستغلال التدريبات التى تلاقها بالجيش المصرى لتدريب الإرهابيين على استهداف قوات الجيش والشرطة، وكيفية الهروب عبر الأنفاق.
يشار إلى أن السلطات المختصة نفذت، صباح اليوم، حكم الإعدام على الإرهابى هشام عشماوى، صباح اليوم الأربعاء، فى قضايا إرهاب، وذلك بعد رفض الطعن وتأييد حكم الإعدام الصادر ضده فى القضية المعروفة إعلامياً بـ"قضية الفرافرة"، بعد إدانته بعدة جرائم، تمثلت فى المشاركة فى استهداف وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم عبر رصد موكبه وتصويره والتخطيط لاغتياله، على أن يتولى أحد أفراد التنظيم الإرهابى تنفيذ العملية كفرد انتحارى يستقل السيارة المفخخة ويقوم بتفجيرها أثناء مرور الموكب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة