رسائل حاسمة ودعم مفتوح قدمه اجتماع وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم بالجامعة العربية لكل من مصر والسودان فى مواجهة الموقف السلبى الذى تبنته إثيوبيا فى الجولة الأخيرة من مفاوضات سد النهضة الإثيوبى التى استضافتها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد وزراء الخارجية العرب رفضهم المساس بالحقوق التاريخية لمصر والسودان فى مياه النيل أو الإضرار بمصالحهما والتشديد على أن الأمن المائى لمصر والسودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربى، والتأكيد على تضامن الدول الأعضاء مع مصر والسودان فى مواجهة المخاطر والتأثيرات والتهديدات المحتملة لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبى دون التوصل لاتفاق عادل ومتوازن مع جمهورية إثيوبيا حول قواعد ملء وتشغيل السد.
وشدد الوزراء خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى الوزراء فى دورته العادية 153 اليوم، برئاسة سلطنة العمان التى تسلمت رئاسة الدورة من العراق، على رفض أية إجراءات أحادية قد تقدم عليها جمهورية إثيوبيا بما فى ذلك بدء ملء خزان سد النهضة دون التوصل لاتفاق شامل يحكم عملية ملء السد وينظم عمل تشغيله، لما ينطوى عليه ذلك من تهديد مباشر لمصالح مصر والسودان وحقوقهما المائية، وبما يمثل خرقا ماديا لاتفاق اعلان المبادئ المبرم بين مصر والسودان وإثيوبيا فى 23 مارس 2005.
كما أكد الوزراء العرب ضرورة التزام إثيوبيا بمبادئ القانون الدولى وفِى مقدمتها قاعدة عدم احداث ضرر جسيم بالاستخدامات المالية للدول المتشاطئة للأنهار الدولية، ومبدأ الاستخدام المعقول والمنصف للمجارى المائية الدولية ومبدأ التعاون ومبدأ الأخطار المسبق والتشاور.
وأكد الوزراء أن مشروع الاتفاق الذى أعدته الولايات المتحدة والبنك الدولى يعد طرحا شاملا ومتوازنا وعادلا ويحقق مصالح الدول الثلاث المتشاطئة لنهر النيل الأزرق ودعوة إثيوبيا للنظر فى الموافقة على هذا الاتفاق.
ورحب الوزراء بما ورد فى مشروع الاتفاق الذى أعدته الولايات المتحدة والبنك الدولى من إجراءات فعالة لمواجهة فترات الجفاف وغيرها من الحالات الهيدرولوجية التى قد تؤثر على الاستخدامات المائية لمصر والسودان.
وأعرب الوزراء عن استياءهم لتغيب اثيوبيا عن الاجتماع الوزارى الذى عقد بوزارة الخزانة الأمريكية يومى 27 و28 فبراير الماضى لما يمثله ذلك من موقف سلبى وغير بناء يعرقل الجهود الدولية الرامية للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن حول قواعد ملء وتشغيل السد.
من جهة أخرى، أكد الوزراء العرب ضرورة دعم العمل العربى المشترك لإيجاد حلول فاعلة للقضايا التى تعصف بالمنطقة فيما دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إلى ضرورة إيجاد حلول عربية للمشكلات والأزمات العربية، مؤكدا أن الجامعة العربية تستطيع القيام بأدوار مفيدة ومقبولة من أجل الوصول للتسويات اللازمة لإنهاء هذه الأزمات.
وقال أبو الغيط، فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للدورة "153 " لمجلس جامعة الدول العربية، على المستوى الوزارى، برئاسة الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية فى سلطنة عمان يوسف بن علوى اليوم، الأربعاء "إننى أدعو بعد ما يقرب من العقد من الصراع والاحتراب، إلى حلول عربية للمشكلات العربية، وأزعم أننا، بإرادتنا الجماعية، قادرون على الوصول إلى هذه الحلول، وأن الجامعة العربية تستطيع القيام بأدوار مفيدة ومقبولة، جنباً إلى جنب مع الجهود الإقليمية والدولية الأخرى، من أجل الوصول إلى التسويات اللازمة لإنهاء هذه الأزمات.
وحذر من أن القوى الخارجية لعبت دوراً سلبياً فاقم من النزاعات فى سوريا واليمن وليبيا، وأدى إلى إطالة أمدها، وفتح جبهات إضافية فيها، حيث زرعت هذه القوى "جرثومة الميلشيات " التى تُحارب بالوكالة، وتتبنى أجندات غير متسقة، بل حتى معادية للدولة الوطنية من حيث المبدأ.
من جهة أخرى أكد الوزير المسؤول عن الشئون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوى، حرص بلاده تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد على الحفاظ على ثوابتها فى دعم الجامعة العربية والتعاون مع جميع الدول العربية لتحقيق أهداف الجامعة وتحقيق تكامل اقتصادى عربى يخدم مصالح الشعوب العربية.
وقال "بن علوى” أن سلطنة عمان ستمضى قدمًا وفقًا لهذه الثوابت عبر استمرار دعم الجامعة العربية والتعاون مع جميع الدول العربية لتحقيق أهداف الجامعة العربية وتحقيق تكامل اقتصادى عربى يخدم مصالح الشعوب العربية.
وأشار إلى تدهور الأوضاع العربية خلال السنوات الماضية وتحول الطموحات فى عام 2011 إلى حالة من الفرقة، والصراعات.
وقال إن الواجب على مجلس الجامعة العربية النظر فيما وصلنا إليه، والعمل إعادة هيكلة العمل العربى المشترك، والعمل على استعادة الثقة مع جوارنا الإقليمى والقوى العالمية.
وأكد أهمية وضع آليات علمية للاستفادة من التطورات حتى نلحق بالركب العالمى، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التعاون والتكامل مع مختلف شعوب العالم.
فيما أكد وزير الخارجية العراقى محمد على الحكيم، حرص بلاده خلال رئاستها لمجلس جامعة الدول العربية، على تحقيق أعلى حالات التعاون والتنسيق والتواصل والتشاور الدائم مع وزراء الخارجية العرب والأمانة العامة لجامعة الدول العربية للعمل على دفع وتيرة العمل العربى المشترك باتجاه الدفاع عن القضايا العربية فى المحافل الدولية.
وأشار وزير الخارجية العراقى إلى موقف العراق الثابت والراسخ فى دعم حقوق الشعب الفلسطينى وفى مقدمتها اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، وأن تحقيق الاستقرار فى المنطقة لن يتحقق دون إيجاد حل عادل ودائم لقضية فلسطين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
وأشار إلى أن العراق لا يؤيد المشاريع والمخططات التى تؤدى إلى رفع حالة التوتر فى المنطقة.. معربا عن اعتقاده بأن الدول المعنية المطلة على الخليج العربى قادرة على حماية امن الملاحة، وقادرة على تأمين تدفق إمدادات الطاقة من هذه المنطقة الحيوية.
ودعا الحكيم، الوزير المسئول عن الشئون الخارجية فى سلطنة عمان يوسف بن علوى لاستلام مهام رئاسة الدورة 153 لمجلس جامعة الدول العربية.. متمنيا له النجاح والتوفيق فى إدارة أعمال "مجموعتنا العربية نحو مزيد من التعاون والترابط".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة