استطاع نائب الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن أن يقلب حظوظه مرة أخرى فى السباق نحو البيت الأبيض، بعودته كـ "الأوفر حظا" للفوز بترشيح الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة. فقد فاز بايدن فى أغلبية ولايات الثلاثاء الكبير وعددها 14، ليتشكل بذلك السباق كمنافسة بينه وبين بيرنى ساندرز.
وحقق بايدن انتصارات، فى أداء قوى مفاجئ، فى الجنوب والغرب الأوسط ونيو إنجلاند فى أكبر يوم للتصويت فى حملة الديمقراطيين. وأدلى الأمريكيون فى 14 ولاية بأصواتهم لاختيار من سيواجه الرئيس الجمهورى دونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة يوم 3 نوفمبر.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الديمقراطيين قرروا أن نائب بايدن، هو الرهان الأكثر أمانا رغم المخاطر التى تحيط بخوضه سباق الرئاسة، مشيرة إلى أن فاز فى انتخابات الثلاثاء الكبير التى عقدت أمس فى أماكن لم تطأها قدمه مؤخرا.
وتشير الصحيفة إلى أن مشهد بايدن، الذى يحظى بالإشادة بين الديمقراطيين كرجل يتمتع بالاحترام وكان نائبا لأكثر الشخصيات التى تحظى بشعبية داخل الحزب (الرئيس السابق باراك أوباما)، وهو يحقق انتصارات فى الانتخابات التمهيدية ربما لم يكن مفاجئا قبل عام. لكن قبل أسبوع مضى، كانت النتائج التى حققها بالفوز فى تسع ولايات من بين 14 شهدت الانتخابات التمهيدية أمس كانت أشبه بالأمر غير المعقول.
فقد أظهر بايدن قوة لدى الأمريكيين من أصول أفريقية وحصل على أصوات التكتيكية من قبل هؤلاء الذين "يسيرون مع التيار" والذين لا يؤيدون بيرنى ساندرز ويخشون أن ترشيحه سيعنى أربع سنوات أخرى لترامب. وحقق بايدن انتصارات حاسمة مبكرة فى ولايات الجنوب، وفى الولاية الغنية بالمندوبين تكساس ،وفى بعض الأماكن التى لم يقم بحملات فيها مع اقتراب الثلاثاء الكبير مثل منيسوتا وماسوشستس، والأخيرة ولاية إليزابيث وارن.
وأوضحت هيمنة بايدن، كما تقول الصحيفة، أن السباق التمهيدى قد أصبح صراعا بين رجلين مع ساندرز، بعد الأداء المخيب للملياردير مايكل بلومبرج برغم كل من أنفقه على الحملات الدعائية.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن أى قول بان بايدن أصبح خيارا خاليا من المخاطر سيتناقض مع الأدلة المتاحة، فهم لم يحصل على قدرات جديدة للإقناع والإدارة بعد أول فوز حققه السبت الماضى فى ثاوث كارولينا. كما أن بايدن أسأ استخدام الفرصة التى أتيحت له من قبل باعتباره المرشح الأول للمؤسسة والأمل الأخير والأفضل بالنسبة للمعتدين، فأضعف مميزاته بسبب التبرعات المخيبة للآمال وضعف تنظيم الحملة وضعف الأداء.
أما صحيفة يو إس إيه توداى، فقالت إن بايدن لم يكتف بالبقاء فى السباق، بل إنه قام بعودة غير مسبوقة، وفاز بأغلبية الولايات، ومنها ما لم يقم فيه بحملة، وأشعل الناخبون الذى يحسمون موقفهم متأخرا الحزب الديمقراطى خلف بديل لساندرز. وخرج ساندرز من المعركة بزخم يقول المحللون إنه قد يدفعه فى الولايات القادمة مثل ميتشيجان وميسورى وميسيسيبى.
ولم يكتف بايدن بالانتصار الكبير فى الولايات المتنافسية، بل إنه اكتسح الجنوب معتمدا بشدة على أصوات الأمريكيين من أصول أفريقية فى ألاباما ونورث كارولينا وفرجينيا. ورغم تراجع بايدن فى الإنفاق والتنظيم عن منافسين آخرين، إلا أن رغبة العديد من الديمقراطيين للوقوف خلف بديل لساندرز منحت نائب الرئيس السابق الزخم الذى لا يمكن شرائه بالمال مع محاولة الحزب اختيار أقوى مرشح لمواجهة ترامب. وقالت راتشيل بيتيكوفر، المحلل فى مركز نيسكاميم بواشنطن إن عودة بايدن هى الأكبر على الإطلاق وهى دليل أيضا أن الديمقراطيين يمكن أن يكونوا منظمين استراتيجيا لو ركزوا على ذلك.
وجاء فوز بايدن فى ظل تأييد قيادات حزبية له فى مقدمتهم زعيم الأغلبية السابق فى مجلس الشيوخ هارى ريد إلى جانب تأييد منافسيه السابقين الذين انسحبوا من السباق بين بوتيجيج وامى كلوبتشار.
ويتجه السباق الديمقراطى إلى الولايات الصناعية التى تعرف باسم الرست بيلت، حيث تمثل ولاية ميتشيجان الجائزة الكرى فى انتخابات العاشر من مارس، وإلينوس واوهايو حيث يوجد عدد كبير من المندوبين.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "USA Today" الأمريكية إن انخفاض مشاركة الناخبين الشباب فى الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى أمس والتى تعرف باسم الثلاثاء الكبير، قد ساهمت فى خسارة السيناتور بيرنى ساندرز، بعد سلسلة الانتصارات التى حققها فى الجولات الماضية.
وكان الناخبون الشباب قد احتفوا برسالة ساندرز المناهضة للمؤسسة، وخرجوا بأعداد كبيرة فى تجمعاته الانتخابية، ويشكلون أساس قاعدته الشعبية للفوز بترشيح الحزب فى انتخابات الرئاسة.
لكن هذا الشغف الغاضب لم يترجم إلى نسبة إقبال كبيرة كان يحتاجها بايدن فى الثلاثاء الكبير للفوز بعدد من الولايات الرئيسية، لاسيما فى الجنوب، حيث أدى الأداء القوى لخصمه جو بايدن إلى انحسار المنافسة على ترشيح الحزب بينهما.
وأشارت نتائج خمس ولايات جنوبية فاز فيها بايدن، وهى ألاباما وكارولينا الشمالية وكارولينا الجنوبية وتينسى وفرجينيا، إلى أن الناخبين الشباب لم يظهروا فى مراكز الاقتراع مثلما كانت أرقامهم فى عام 2016.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن سيناتور فيرمونت حصل على أصوات عدد أصغر منهم فى أغلب الولايات. ففى ألاباما، كان 7% فقط من الناخبين تتراوح أعمارهم بين 17 و29 مقارنة بـ 14% فى 2016. وفاز ساندرز بستة من بين كل 10 من هؤلاء الناخبين مقارنة بأربعة من كل 10 فى 2016.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة