عرف الراحل لينين الرملي برائد صناعة الضحك الراقي ، فكان مشواره الفني مليء بالنجاحات، حيث قدم أعمالا مسرحية وسينمائية ودرامية متميزة ، ساهمت في صناعة الكثيرمن النجوم، وناقشت قضايا سياسية واجتماعية تمر بها البلاد وفي حوار خاص لليوم السابع كشفت المؤلفة والمخرجة فاطمة المعدول زوجة الراحل، عن جوانب كثيرة من حياته الشخصية ..
ما الذي لا نعرفه عن الراحل لينين الرملي؟
لينين الرملي كان شخص منظم لأبعد الحدود، وأتذكر في أول زواجنا عندما كنت أقوم بنقل أي شيء من مكانه ، كان يتناقش معي بالساعات ليقنعني بضرورة الاحتفاظ بالأشياء مكانها، وأهمية ذلك، وكأني قمت بجريمة كبيرة، وكان أيضا شخص عنيد جدا ومستقل بذاته وله وجهة نظر في كتاباته، عندما كان يكتب مسرحية جديدة كان يقوم بوضعها في ملف خاص بها، يحتوي كذلك علي كل ملابسات العمل في تلك المسرحية من مقالات نقدية وكواليس العمل وأهم المواقف ، فكان لينين لديه كمية مهولة من الورق .
هل كتب الراحل مذكراته ؟
بدأ لينين في كتابة مذكراته منذ كان في الصف الثاني الإعدادي، كان يكتب فيها كل تفاصيل حياته وتنبأ بكونه مؤلف وكتب ذلك في مذكراته، لينين الرملي كان يعيش من أجل ثلاث " المسرح ومصر وأولاده “.
هل كان له طقوس خاصة حين يكتب؟
لينين الرملي كان له روتين معين في الكتابة لا يتغير، فكان يستيقظ صباحا ليتناول الفطور، ثم يمكث على مكتبه بالساعات للكتابة حتي يحين موعد الغداء، ثم يعود للكتابة مرة أخري، ويتوقف عنها في تمام الساعة السابعة مساء، ليبدأ جولته الحرة إما أن يجلس مع أولاده، أو يخرج لأصدقائه، ليعود بعد ساعتين ويخلد للنوم، ويتكرر يومه، واسترسلت قائلة كان لينين يحتفظ بكل ما كتب عنه سواء إيجابيات أو سلبيات، وظل لينين يكتب لأخر لحظات حياته ، فلم يكن هناك أي شيء يمنعه عن الكتابة، حتي تلك الجلطات التي أصيب بها في الفترة الأخيرة ، والتي كانت قادرة علي أن تجعله طريح الفراش ، لكنه أبى أن يستسلم لها ، مما جعل طبيبه المعالج يذهل من حالته الفريدة .
ما حقيقة الخلاف بينه وبين الفنان محمد صبحي؟
لم يكن هناك خلاف معلن بين لينين وصبحي ، بل كان خلاف في وجهات النظر أدي إلي قرار لينين الانسحاب ، فلينين قدم العديد من الأعمال لصبحي سواء في المسرح أو التلفزيون ، حيث قدم مسرحية وجهة نظر ، وتخاريف ، والهمجي ، وأنتهي الدرس ياغبي ، وكذلك قدم أول عمل تلفزيوني بطولة صبحي " فرصة العمر " والذي أشتهر فيه بشخصية " علي بيه مظهر " ، وأضافت كان هناك اتفاق ضمني بينهم أن يكتب لينين المسرحيات ويقوم صبحي بإخراجها ، وحين شعر لينين أن صبحي يريد أن يفرض وجهة نظره أنسحب ، وبعد ذلك قدم صبحي وجهة نظره هو وقام بالاشتراك في تأليف أعماله التي رأيناها ، والجمهور يستطيع أن يحكم .
اعتدنا أن يكون النجم هو متصدر العمل الفني سواء في المسرح أو التلفزيون، هل هذا الأمر أثر بالسلب على الراحل؟
لم تكن تلك مشكلة بالنسبة له ، فلينين كان علي وعي كبيرة بأن النجم هو من يتصدر العمل الفني ، بل بالعكس كان لينين هدفه الرئيسي هو أن يصبح صبحي نجم كبير ، حتي أنه في أحد الأيام طلب الناقد طارق الشناوي أن يقوم بعمل حوار معه ، فطلب منه أن يقوم بعمل الحوار مع صبحي بدلا منه ، وذلك بهدف تنجيمه ، لينين الرملي كان يكتب ببعد إنساني يصلح لكل الأزمنة ، وكان يعشق المسرح ، حتي بالرغم من عمله مع كبار الفنانين إلا أنه كان يعشق العمل مع الهواه ، فقد قال عنه جرجس شكري ، أنه مثله مثل الاعب المحترف محمد صلاح ولكنه قرر أن يلعب الكرة في الشارع مع الهواة ، وأضافت " لينين ضيع فلوسه علي الهواة " .
له العديد من الأعمال السينمائية الناجحة ، فما سر بعده عن السينما ؟
لينين لم يحب السينما يوما ، بالرغم من كتاباته المميزة فيها ، فله أعمال ناجحة مع الفنان الكبير عادل إمام ، ولكن بسبب عشقه للمسرح قرر أن يكرس كل وقته له ولكتاباته ، وكذلك كان علي وعي كبير أن السينما تعتمد في المقام الأول علي المخرج والممثل ، بينما المسرح يعتمد علي المؤلف ، فلينين كان دائما يحب أن يسيطر علي أعماله ، وكان يكتب للناس وكانت كتاباته للجميع للطفل والشاب والمرأة والكهل ، وكان يهتم باللغة ، فلينين كان عبقري مسرح وكان مكسبه الوحيد هو أن يفعل مايراه، وكانت أخر أعماله المسرحية " أضحك لما تموت " والتي عرضت منذ عامين علي خشبة المسرح القومي بطولة نبيل الحلفاوي ومحمود الجندي وإخراج عصام السيد، وكان يحرص لينين أن يحضربروفات العرض برغم تعبه الشديد، وكان أخر ظهور له في إفتتاح العرض وقد لازم الفراش من بعدها ، رحمة الله عليه .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة