ارتفعت حصيلة الوفيات بفيروس كورونا في إيران الأربعاء، إلى 92 شخصا، وبلغ إجمالي الإصابات 2922، وتم شفاء 552، بحسب وزارة الصحة الإيرانية، وذلك بالتزامن مع وصول ممثلين عن منظمة الصحة العالمية إلى طهران، كما كشف محسن أروجي مدير عام إدارة الأزمات فى مدينة قم الإيرانية، وجود 840 حالة مشتبه فى إصابتها بفيروس كورونا المستجد فى المستشفيات، بينها 85 شخصا تماثل للشفاء.
وأضاف المسئول الإيراني بحسب موقع انتخاب: طالبنا الناس فى قم وهى (بؤرة تفشي الفيروس فى إيران)، بتجنب التجمعات واستخدام الخدمات الإلكترونية فى الأمور الإدارية. وبحسب الموقع، لم يتخذ الإيرانيون فى مدينة قم التحذيرات على محمل الجد، حيث يتردد الناس على الشوارع وتقام التجمعات، لافتة إلى تصاعد انتشار المرض فى قم، قائلا "لو لم يتنبه الإيرانيون للتحذيرات فكارثة كبرى قادمة".
بدوره أعرب علي أبرازه، نائب رئيس جامعة قم للعلوم الطبية، عن مخاوف من تجاهل الإيرانيين فى قم التحذيرات الطبية، قائلا "قضية انتشار المرض حقيقية وواسعة، والأشخاص تتعافى منه بصعوبة، لكن الناس فى قم لم تتخذ الأمر على محمل الجد".
ومع سرعة تفشي الفيروس، أعلنت لجنة مكافحة فيروس كورونا، إلغاء إقامة صلاة الجمعة في جميع محافظات إيران، كإجراء وقائى لمواجهة عدوى انتشار كورونا، وذلك للأسبوع الثانى على التوالي.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن فيروس كورونا أصاب كل أقاليم إيران تقريبا، وشكر روحاني جميع الدول التي قدمت المساعدة لإيران لمكافحة كورونا والدول التي أعلنت عن استعدادها لذلك.
وهاجم الرئيس الإيراني الولايات المتحدة الأمريكية، وقال إذا كانت صادقة في إعلان استعدادها لتقديم المساعدات لإيران، فعليها رفع العقوبات عن استيراد الأدوية كخطوة أولى. وأردف: "ندرك جيدا أن الولايات المتحدة تكذب في إعلان استعدادها مساعدة إيران في مكافحة كورونا".
ويتفشى كورونا بسرعة في العديد من المدن الإيرانية، وأصبحت إيران تحتل المركز الثاني بعدد الوفيات جراء هذا الفيروس بعد الصين، والمركز الرابع عالميا على صعيد الإصابات بعد الصين وكوريا الجنوبية وإيطاليا.ودخل الحرس الثورى الإيراني على خط مواجهة الفيروس، حيث أقام مستشفى ميدانى فى مدينة قم بحسب وكالة فارس.
وتواصل المدارس الاغلاق حتى نهاية الأسبوع لمنع تفشى فيروس كورونا، كما علق البرلمان الإيراني جلساته هذا الاسبوع، وحتى اشعار آخر، وقامت فرق طبية بتطهير الأضرحة وشوارع المدينة الإيرانية، كما اتخذت قرار بخفض ساعات العمل فى جميع الإدارات الحكومية.
وتسبب فيروس كورونا فى عملية ركود فى عملية الشراء فى إيران قبل عيد رأس السنة الشمسية (21 مارس)، ووفقا لصحيفة ايران الحكومية، فان انتشار الفيروس فى البلاد تسبب فى ركود فى حركة البيع فى البلاد، وفى تحقيق ميدانى، قالت الصحيفة أن التجار مستاؤون من الوضع الراهن، ويأملون فى أن تعود الحياة فى البلاد إلى سابق عهدها، وطالب التجار الحكومة بالنظر إلى وضعهم، وطالبوا بعدم تحصيل ضرائب هذا الشهر، ودفع تأمينات أقل.
كما نقلت الصحيفة عن سائقى التاكسي الذين لم يكونوا بأفضل حال من التجار، حيث شهدت مهنتهم انخفاض شديد عندما بدأ الفيروس فى الانتشار فى البلاد، بسبب انخفاض زبائنهم، وأصبح الأمر بالنسبة لهم من سئ إلى أسوأ.
وحتى صالونات الحلاقة والتجميل تأثرت بانتشار كورونا، وقال أحد الحلاقين أنه يواجه وضعا سئ فى عمله، وقالت آخرى اننا عرضة لانتقال العدوى رغم أننا نقوم بتطهير المكان بشكل مستمر لكن هذا ليس كافى، فمن الممكن أن ينقل الزبائن المرض.
ومع اقتراب عيد النوروز (رأس السنة الشمسية فى إيران 21 مارس)، فان صالونات الحلاقة بالنسبة للجنسين، التي عادة ما تكون مزدحمة، لم تعد كذلك، وبحسب أحدى صاحبات صالونات التجميل فى إيران "لم يتبقى الكثير من الوقت حتى العيد، لكن على غير العادة فى السنوات الماضي، لا يوجد لدينا عدد كبير من الزبائن، للأسف كورونا أثر بشكل كبير على عملنا"
وحتى الملابس، قالت الصحيفة أنها احدى السلع التي تأثرت بشكل كبير بفيروس كورونا، لأن الإيرانيون التزموا البقاء فى منازلهم ولا يشترون إلا السلع الضرورية، وتواجه الملابس الحريمي والرجالى انخفاض زبائنها نتيجة قلة اعداد المترددين على الشوارع.
وحذرت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية من أن العقوبات المفروضة على إيران تهدد بتحويل انتشار فيروس كورونا فى البلاد إلى كارثة.وقالت المجلة فى تقرير على موقعها الإلكترونى إن إيران غالبا ما توصف بأنها دولة معزولة، إلا أن انتشار فيروس كورونا أوضح أنها أقل عزلة عما كان يفترض من قبل. فعلاقات إيران التجارية مع الصين، التى انتشر منها الفيروس، قد ترك البلاد معرضة لكورونا.
ولفتت المجلة إلى أن انتشار كورونا فى إيران من بين الأكبر فى العالم. فالعديد من الحالات التى تم تسجيلها فى مناطق أخرى منها العراق ولبنان وجورجيا وقطر ونيوزيلندا وحتى نيويورك تم إرجاعها لأفراد سافروا من إيران.
ورغم محاولات إدارة الرئيس دونالد ترامب لعزل إيران سياسيا واقتصاديا إلى أنها ظلت متصلة بالعالم. وسيكون لنجاح إيران أو فشلها فى التعامل مع انتشار كورونا فيها تأثير مباشر على التهديد بتحوله إلى وباء.
وتذهب المجلة إلى القول بأن مزيد من الترابط المادى لإيران وعزلتها السياسية والاقتصادية النسبية تمثل تحديات غير مسبوقة للصحة العامة الدولية. وأشارت إلى أن شدة الأزمة فى إيران أصبحت أكثر وضوحا، وزاد قلق الرأى العام مما زاد من الضغوط على نظام الرعاية الصحية فى إيران.
وسارع الأفراد إلى الصيدليات والمتاجر لتخزين الإمدادات، وسارعوا إلى غرف الطوارئ بالمستشفيات الذين يشعرون بالقلق من أن السعال المستمر يمكن أن يكون كورونا. ومع قيام الشركات الإيرانية بتصنيع الأدوية والأدوات الطبية، فإن نفاذ المواد الخام منها سيجعل من الصعب للغاية، إن لم يكن مستحيلا، احتواء الفيروس فى إيران. فالعقوبات الأمريكية تقيد إمداد المواد الخام والسلع المستوردة فى اتجاهين. الأول يتعلق بالنقل، والثانى يتمثل فى تخويف أغلب البنوك من تسهيل التعامل مع إيران.