إذا كنت تبحث في مجموعة توم هانكس القصصية "نمط غير شائع" عن قصص مليئة بالأحداث الساخنة والحيوات التى تتعقد وتصل إلى ذروة مآسيها ثم تنحل العقدة تدريجيًا ويحظى الجميع بنهايات عادلة سعيدة، أو يحدث العكس ويزداد الأمر سوءًا وتكون النهايات صادمة، سيصيبك الإحباط لأن قصص المجموعة لا تشبه هذا النوع من القصص وإنما هي أقرب إلى توم هانكس نفسه، الممثل الذي تكمن موهبته في رأيي في أنه يقنعنا دائمًا أنه يشبهنا، أنه ليس بطلاً خارقًا ولا مثاليًا أكثر من اللازم وإنما مجرد إنسان آخر، حتى لو صادف أن يقوم هذا "الإنسان العادي" بعمل بطولي!
تشبه المجموعة توم هانكس أيضًا لأنها تعكس الكثير من اهتمامته، أبرزها ولعه بالآلات الكاتبة، التي لا بد أن تجد واحدة منها في كل قصة تقريبًا، واهتمامه بعالم الفضاء وممارسة بعض الرياضات كالغطس وركوب الأمواج.
أعترف أنني شعرت بالملل في بعض القصص لأنني لا أملك الولع نفسه بكل اهتماماته، وبسبب كثرة التفاصيل الدقيقة التي أحيانًا ما تربكني كقارئة. ولكن في النهاية القصص تشبه عدسة مكبرة سلطها لدقائق على رقعة من حياة بعض الناس وقصصهم، بعض الناس الذين يبدون عاديين جدًا ويشبهوننا.
كما أن فكرة استخدام الشخصيات نفسها في أكثر من قصة متفرقة كان غريبًا بالنسبة لي لكنه في النهاية منحني شعورًا بالألفة معهم، شعرت أنني كنت أشاهد حلقة من مسلسل وفي القصة التالية شاهدت حلقة أخرى وهكذا.
أما فكرة "جريدة بلدتنا" فكانت غريبة وغير تقليدية ولكن استخدام أسلوب أعمدة الجرائد فى كتاب كانت مرهقة لي في القراءة ومشتتة.
بشكل عام أحببت نمط توم هانكس غير الشائع، وأحببت روحه الواضحة في القصص وشعرت أكثر أنه صديق مقرب لي، وبعض القصص تمنيت لو تتحول إلى أفلام ولو حتى أفلام قصيرة. ولكن الترجمة أفسدت عليّ الاستمتاع بالكتاب في أوقات كثيرة، فجاءت في بعض المواضع حرفية، وفي مواضع أخرى لم تتم مراجعتها تحريريًا وهو ما يتضح في العبارات التي تحمل كلمات أو تعبيرات مكررة بنفس المعنى.
قال أحدهم في مراجعته للكتاب إن توم هانكس ممثلاً عبقريًا لكنه كاتبًا عاديًا، ولكنني أظن أنه ربما لم يكن مهتمًا بأن يكون كاتبًا عبقريًا وإنما أراد فقط أن يعبر عن الحياة التي يعرفها ويريد منا أن نعرفها أيضًا.