12 عاما مرت على زواج "هبة" ربة منزل تعيش بمدينة شبرا الخيمة في محافظة القليوبية، كأنها 100 عام من المرار والعذاب، فهي فتاة مثل أي فتاة كانت تحلم بالفستان الأبيض، حتى تقدم للزواج منها تاجر يكبرها بسنوات عديدة.
تدخل الأهل وأقنعوها أنه زواج المستقبل، الذى يسعدها، خاصة أنه تاجر ثري ومعروف لديهم، فعلى الفور وافقت ظنا منها أن حياة الفقر ستنتهي، ويكون ذلك الزواج مفتاح السعادة لها في الحياة، ولكن بعد الزواج لم تر منه سوى المعاملة القاسية والإهانة التي استمرت خلال سنوات الزواج، والذى أثمر 3 أولاد، لكي تتحمل من أجلهم الجحيم، حتى ضاقت بها الحياة وقررت الخلاص منه وقتله .
وتوالت اعترافات المتهمة، خلال تحقيقات النيابة العامة أمام المستشار زياد الباسل وكيل أول نيابة قسم ثان شبرا الخيمة، "مش عارفه إيه حصل ولا أنا عملت إيه، كل الحكاية انتقمت لنفسي وسنين عمري اللي ضاعت في كنف ذلك الرجل الذى هدم حياتي وجعلها جحيما ."
وأكملت المتهمة وملامح الذهول على وجهها: تقدم لي منذ 12 عاما كان جار لنا، وأهلي علي معرفة به، حيث كان تاجرا ولدية محل حبوب، ومعروف أن حالته ميسورة، وبعد إقناع أهلي لي لأتزوجه وافقت، وظننت أنه سيعوضني عن أي حرمان مررت به في حياتي، خلال الخطوبة كان يعاملني معاملة طيبة ويغدق علي بالأموال والهدايا، ولكن بعد الزواج بأيام تحولت معاملته معي، فمن أقل شئ يفتعل معي مشكلة ويقوم بضربي وإهانتي، وكنت أتحمل حتى لا أهدم بيتي، حيث أننى اكتشفت حملي بعد الشهر الأول، فقلت لنفسي لازم أعيش، ومرت الأيام ومعاملته تزداد سوءا بعد سوء.
وتابعت المتهمة: كنت دائما أترك له المنزل وأذهب لدى منزل والدى، ويعود لمصالحتي وأعود مرة أخري منزل الزوجية، واستمر ت تلك السنوات على نفس الحال، بل أصبحت أتحمل أكثر من أجل أولادى الثلاثة، وكل مرة عندما يأتي ليصالحني يوعدنى أنه تغير وأنه سينفق علي وعلى أولاده، الإ أنه لم يتغير أبدا بل يزداد في معاملته القاسية لي ولأبنائه، حتى تركت له المنزل لمدة عام، وعدت إلية مرة أخري منذ شهرين تقريبا.
وأضافت المتهمة: هذه المرة التي رجعت فيها إلى المنزل، رأيت منه كل أنواع العذاب والإهانة، حتى أنه أصبح يهددنى بأحكام أخذها ضدى إثر قضايا شيكات لفقها لي لكي يذلني، بجانب الضرب والإهانة وعدم الإنفاق علي وعلى أولادى، ودائما كنت آخذ مساعدات من أهلي، حتي شعرت بضغط نفسي والحياة أصبحت جحيما فكرهت كل شئء، دمر حياتي وأصبحت الحياة عذابا كل يوم ضرب وإهانة وذل .
وفي يوم الواقعة، فعل معي مثلما يفعل كل يوم، إهانة وتعذيب وتهديد، فقررت التخلص منه، وأن أنتقم لنفسي وحياتي التي دمرها، فقمت بضربة على رأسه بطفاية سجائر، وعندما وجدته يتحرك قمت بخنقة بجلباية حتي أتأكد من وفاته.
وردد ت المتهمة، أنها لم تعرف كيف حدثت تلك الواقعة، وكل ما يشغل تفكيرها أولادها الصغار الذين حرموا منها بسب قسوة والدهم، وعدم إنفاقه عليهم وإهانتها، متسائلة عمن يحنو أو ينفق عليهم .
ومن جانبها قرر زياد الباسل وكيل أول نيابة قسم ثان شبرا الخيمة برئاسة عمرو عوض رئيس نيابة قسم ثان شبرا الخيمة، وبإشراف المستشار محمد حتة المحامى العام الأول لنيابات جنوب بنها، حبس المتهمة 4 ايام على ذمة التحقيقات، كما أمرت النيابة العامة بانتداب الطب الشرعي لتشريح جثة المتوفي لبيان سبب الوفاة والتصريح بدفنها عقب ذلك.
وكان قد تلقى اللواء جمال الرشيدى، مدير أمن القليوبية، إخطارا من المقدم محمد الشاذلى، رئيس مباحث قسم شرطة ثان شبرا الخيمة، بلاغا من صاحب محل بقاله يدعى "م.م" 46 سنة مقيم دائرة القسم باكتشافه وفاة شقيقه داخل مسكنه بدائرة قسم ثان شبرا الخيمة.
وعلى الفور أخطر اللواء هشام سليم، مدير مباحث المديرية، والعميد حازم عزت، رئيس مباحث القليوبية، وانتقل ضباط مباحث قسم شرطة ثان شبرا الخيمة لمكان الحادث، وتبين وجود جثة "صابر.م"موظف بالمعاش 55 سنة ومقيم بذات العنوان مسجاة على ظهرها بغرفة النوم وبه إصابات، وتم نقلها لمشرحة مستشفى ناصر والتحفظ عليها تحت تصرف النيابة العامة.
وبالفحص والتحرى وسؤال زوجة المجنى عليه وتدعي "ه.ا" ربة منزل 37 سنة، ومقيمة بذات العنوان أعترفت بارتكاب الواقعة لسوء معاملته لها وتعديه عليها بالضرب وتحرير إيصالات أمانة وهمية ضدها، وعلى أثر ذلك قامت بترك منزل الزوجية لمدة عام حتى تم التوفيق بينهما، وعادت منذ حوالى شهرين إلا أنه استمر فى سوء معاملته لها.
وأضافت المتهمة فى اعترافاتها، أن المجنى عليه كان لا يعطيها أى مصاريف للمنزل، بل كان يأخذ ما معها من مبالغ مالية، فعقدت العزم وبيتت النية على التخلص منه وعقب استغراقه بالنوم، قامت بضربه بطفاية سجائر رخام على رأسه أفقدته الوعى، وعقب ذلك قامت بخنقه بطرف الجلباب الذى يرتديه حتى تأكدت من مفارقته للحياة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة