أكد أسامة هيكل وزير الدولة للاعلام على أهمية أن يقوم الاعلام العربى بتوجيه رسالته إلى الغرب باللغة التى يفهمها وهي المفهوم العقلى بعيداً عن لغة العواطف التى تكون أكثر تأثيرا على المواطن العربى، مشيرا إلى ضرورة أن نستهدف بلغتنا للغرب تغيير الصورة الذهنية المغايرة عن واقعنا العربى الحقيقي والتى تحمل فى بعض جوانبها إساءات بالغة لنا خلافا للحقيقة والواقع.
جاء ذلك في كلمة لأسامة هيكل خلال الندوة التي عقدت اليوم بإمارة الشارقة بدولات الإمارات العربية المتحدة تحت عنوان الصورة الإعلامية للمجتمعات العربية لدى الغرب والتي عقدت ضمن إطار فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي والتي أدارها الإعلامي شريف عامر.
وقال أسامة هيكل إن مصر والدول العربية أعادت منصب وزير الاعلام، حيث تبين على مدى السنوات الأخيرة الماضية أنه لم يكن هناك من يعبر عن سياسة الدولة بشكل واقعي، موضحا أن وزير الإعلام في السابق كان يمارس عمله كمالك للاعلام، أما الآن فهو ليس مالكا، بل يضع سياسة إعلامية وعلى من يملك أن يعمل بها.
وأشار إلى أن الإعلام التقليدي انتهى وأن الإعلام في الوقت الراهن لا يعترف بالحدود الطبيعية المعترف بها سياسيا، حيث يستطيع المواطن في أي مكان في العالم أن يستخدم هاتفه لمتابعة أحداث تجري على الهواء مباشرة في سائر دول العالم.
وأكد أهمية قيام الإعلام بدور إيجابي وفعال في مواجهة وسائل الاعلام المضادة التي أصبحت أداة حرب تستخدم لإسقاط دول وشعوب.
وأوضح أسامة هيكل أن العالم العربي لديه قدرات بشرية وتكنولوجية كبيرة لكنها غير موظفة بشكل منظم، وينبغي أن تكون الدول العربية على قلب رجل واحد في رسائلها الإعلامية التي تعبر عنها، معربا عن أسفه الشديد لوجود اختراق إعلامي للعديد من دولنا من جانب دول من داخل عالمنا العربي وكأن لها عداء مع العالم العربي وتسعى للإضرار بأمنه القومي.
وأكد "هيكل" أهمية التدفق الاعلامي للجمهور وعدم حجب المعلومات عن الرأي العام، خاصة في وقت الأزمات وإعلان الأخبار الدقيقة بأكبر قدر من السرعة كلما توافرت، حتى لا يترك المجال لنشر الشائعات والاكاذيب التي تستهدف أحداث البلبلة والإضرار بالمجتمعات.
وأشار أسامة هيكل إلى ضرورة التعرف على المستهدف من الرسالة الإعلامية، فعلى سبيل المثال 65% من المجتمع المصري ما بين عمر 18 إلى 35 عاما، وبالتالي علينا بحث آليات التعامل معهم باعتبارهم الفئة الأكثر تأثرا في تلقي المعلومة، موضحا أن وزارة الإعلام تحدد السياسة الإعلامية في التعامل مع الفئات العمرية والثقافية المختلفة.
وأكد أهمية تطوير التشريعات الوطنية لمواجهة الشائعات التي تضر بالأمن القومي، والتي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي على أنها أخبار ومعلومات صحيحة خلافاً لحقيقتها، خاصة إذا ما كانت لا تستند لمصادر موثقة، مشيراً إلى كفالة حرية الرأي والتعبير والتحدث عبر وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة طالما أنها لاتستهدف أو تتعمد نشر شائعات وأكاذيب للأضرار بالمجتمعات.
ومن جانبه أكد أمجد العضيلة وزير الإعلام الأردني خلال الندوة أهمية قيام وسائل الإعلام بنشر المعلومات حول مختلف القضايا بسرعة كبيرة حتى لا تترك المجال لنشر الكاذيب والشائعات على أنها حقيقة، مشيراً إلى أهمية تكثيف جهود الإعلام بإعداد خطاب موجه إلى المجتمعات العربية على نحو يوضح الصورة الحقيقية عن واقعنا وقضايانا العادلة، مستشهدا على ذلك بأن الغرب يأخذ معلومات عن القضية الفلسطينية نقلاً عن وسائل إعلام تتبنى الرؤية الاسرائيلية فقط، ومن ثم علينا توضيح مدى عدالة تلك القضية للغرب وللرد على ما يثار ضد العرب والمسلمين بارتباطهم بالإرهاب وغير ذلك من اتهامات لا أساس لها من الصحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة