رئيس مدينة إسنا: لجان بيطرية للمرور على مزارع الدواجن لفحصها والتأكد من خلوها من الأوبئة
مدير الطب البيطرى بالأقصر: تحذير جميع أصحاب المحلات مؤخراً من استمرار عمليات تداول وذبح الطيور الحية
رغم توافر المعدات الحديثة والذبح للطيور بالأساليب الصحية والتقنية المتطورة، إلا أنه توجد فى بعض القرى ومدن المحافظة محلات مازالت تستخدم الوسائل التى تضر بصحة المواطنين فى المحلات خلال ذبح وبيع الدواجن، والتى تشمل "الرياشة" و"حلة المياة الساخنة" الملوثة، وتقطيع الدواجن والطيور على حوض يعج بالدماء، فى مشهد يضر بصحة المواطنين ويعرضهم للخطر وانتشار الأمراض والأوبئة وغيرها بحق الأهالي.
وفى هذا الصدد رصدت "اليوم السابع"، خطوات ذبح الطيور والدواجن فى عدد من المحلات بمدن الأقصر المختلفة، والتى تبدأ من وضع الطيور فى يد البائع الذى يسمى عليها ثم يذبحها ويضعها فى برميل صغير يحتوى على دماء مخلفات الذبح اليومية من الدواجن، وينتقل البائع للمرحلة الثانية وهى وضع الطيور داخل حلة ضخمة بداخلها مياة ساخنة لدرجة الغليان حتى يسهل نزع الريش منها، ثم تنتقل لمرحلة الرياشة وهى عبارة عن حلة ضخمة بداخلها أدوات بلاستيكية مطاطية لنزع الريش من الطيور، ثم يحملها البائع ليضعها على "حوض" من الرخام أو البلاط لكى تدخل مرحلة التقطيع للطيور بمشاهد تعرض الجميع للخطر والأمراض لوجود كمية كبيرة من الدماء على الحوض، ثم يتسلمها المشترى ليطهيها داخل منزله، والغالبية العظمى من الأهالى لا يرون تلك المشاهد لوجودها فى غرف داخلية بمحلات بيع الطيور والدواجن.
ويقول الحاج عثمان محمد أحمد إبن مدينة إسنا: تلك المحلات لبيع الطيور والدواجن لأماكن تنقل الأوبئة والأمراض خاصة أن العاملين يفتقدون لكافة المعايير الصحية فى عملية الذبح، حيث تنعدم الرقابة الصحية والاشتراطات الخاصة بالذبح وبيع اللحوم وغيرها للمواطنين فى عدد كبير من تلك المحلات، مناشداً بتشديد الرقابة خلال الفترة المقبلة لحماية المواطنين وخصوصاً بعد إنتشار الفيروسات المعدية حول العالم أجمع من جراء الممارسات السيئة.
وقال عثمان محمد أحمد لـ"اليوم السابع"، إن أصحاب محلات الداوجن تختلف قوائم الأسعار فيما بينهم، فهم المتحكمين فى الأساس بالتسعيرة حسب مايرونه بصورة يومية، وكذلك قيامهم بتقطيع الدواجن بمشهد يعرض المواطنين للإصابة بالأمراض ويتم فصل الأجنحة عن الوراك عن الأرجل والأحشاء الداخلية وغالبية الأهالى لا يعلمون كيف يتم ذلك الأمر أمام أعينهم، مؤكداً على أنه يوجد تلوث كبيرة فى عدة العمل داخل تلك المحلات ويوجد إنتشار كبير للدماء التى تتجلط وتتجمد على حوض تقطيع الدواجن وداخل البراميل وغيرها دون تنظيف بعد كل طير يتم ذبحه فى كل مرة.
وقالت سعاد أحمد من أبناء مدينة الأقصر، إنها خلال الفترة الأخيرة قررت عدم شراء تلك الدواجن من المحلات التى تقوم بتلك الممارسات لوجود ضرر كبير ورائحة "زفرة" حسب وصفها، بعد شراء الطيور منهم وخصوصاً خلال الطهى وهو ما يشعرها بالخوف على أسرتها خلال إعداد وجبات الطعام لهم، مؤكدةً على أنها تثق فى عدد من المنتجات الخاصة بالشركات فى المحلات والسوبر ماركت وتشتريها بصفة مستمرة لنظافتها الشديدة.
ومن هذا المنطلق يقول المهندس محمد سيد سليمان رئيس مركز ومدينة إسنا، إنه تم خلال الفترة الماضية نقل ثلاثة أسواق للطيور وتشمل سوق خلف مدرسة البنات الاعدادية بجوار مسجد الخن، وسوق بجوار كوبرى الشيخ فضيل، وسوق بجوار كوبرى الطوايع، حيث تم نقلهم إلى خلف موقف الجنوب بالقرية، حيث قام مدير الإشغالات بمركز إسنا بنقل السوق لحماية الأطفال من التلوث فى تلك الأسواق، حيث كانت الأسواق الثلاثة متواجدة فى 3 أماكن متفرقة بوسط المدينة، وتم نقلهم حفاظاً على المظهر الحضارى والجمالى للمدينة.
وعن مخالفات مزارع الطيور بالأقصر، أكد محمد سيد سليمان أنه قرر مؤخراً تشكيل لجنة من الطب البيطرى برئاسة الدكتور محمد إبراهيم، للمرور على مزارع الدواجن، وذلك بعد العثور على عدد من الأجولة من الدواجن النافقة، ملقاة على الطريق العام الغربى بين كوبرى القرية والشيخ فضيل، حيث قال الدكتور محمد إبراهيم رئيس لجنة الطب البيطرى، أنه تم المرور على الطريق العام الغربى بين كوبرى القرية والشيخ فضيل، وتلاحظ إصابة بعض المزارع بمرض النيوكسل "العترة المعوية"، ومرض الالتهاب الشعبى المعدى وهو الذى أدى الى نفوق عدد من الدواجن وظهور تلك الأجولة الملقاة بالطريق، مضيفاً أنه تم التنبيه على أصحاب المزارع بوضع الدواجن النافقة فى أجولة والتخلص منها بالطرق الصحية، وضرورة دفنها فى المدفن الصحى بالظهير الصحراوى حفاظاً على البيئة وعدم إصابة باقى القطيع، كما تم إتخاذ الإجراءات الاحترازية للوقاية من هذه الأمراض والتنبيه بالتحصين الدورى للدواجن بالأمصال واللقاحات اللازمة للطيور، والاهتمام بالتهوية الجيدة وتقديم أعلاف متكاملة.
أما الدكتور عاطف أحمد على مدير مديرية الطب البيطرى بالأقصر، فقد أكد على أنه تم تحذير جميع أصحاب المحلات مؤخراً من استمرار عمليات تداول وذبح الطيور الحية، مشيرة إلى تهديد الظاهرة السلامة والصحة، لما قد تمثله هذه الطيور من حاضنة للأمراض والأوبة المعدية، مثل انفلونزا الطيور وغيرها، إضافة إلى تلويث البيئة وانتشار الروائح الكريهة، من مخلفات محلات الدواجن، خاصة أنها تقع فى وسط الكتل والتجمعات السكنية، وهو الأمر الذى دفع المشرع لإصدار القانون 70 لسنة 2009 الذى يحظر تداول الدواجن الحية وذبحها داخل المحلات، إلا أن هذا القانون لم يفعل بشكل جدى، منذ صدوره منذ 11 عاماً.
وأضاف الدكتور عاطف أحمد على لـ"اليوم السابع"، أن عمليات ذبح الطيور فى الشوارع يعتبر مخالفة حيث يتم تحرير محاضر فورية لجميع المخالفات بمعرفة مسئولى وزارة البيئة، كما تم مخاطبة رؤساء الوحدات المحلية فى مدن الأقصر وإسنا وأرمنت والطود والزينية والبياضية والقرنة، وذلك لرفع المخلفات من الأسواق بعد نهاية السوق حتى يتمكنوا من تطهير الأسواق وذلك ضمن خطة خفض الحمل الفيروسى وكذلك مشاركة الطب البيطرى فى التخلص الصحى الآمن من الطيور النافقة، وكذلك رفع المخلفات من الرياشات ونقلها إلى المدفن الصحى.