القارئة أسماء فوزى تكتب: طريق

الجمعة، 06 مارس 2020 11:00 م
القارئة أسماء فوزى تكتب: طريق شخص يفكر ــ أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أركض ولا أعلم من أسابق، نفسى أم الوقت؟، تداهمنى كل الأفكار الموحشة بغتة كما لو أنها اجتمعت على أن تقضى على ما تبقى لى من نفسٍ يبقينى على قيد الحياة، أهرب منها مواصلة الركض بأنفاسٍ متقطعة، تختنق روحى وينفطر قلبى باكياً.
 
أدركت الآن أن عبارات القلب وقعها أقسى مما تذرفه الأعين، أُرجع خصلات شعرى مكانها وأقف لاهثة أترقب الطريق المترامى أمامى فى خوفٍ بلا صوت يهدينى ولا حتى شعاع بسيط يطمئن له قلبى، تسرى قشعريرة فى جسدى فأحتمى بمعطفى وأحكم إغلاقه أكثر، قطرات المطر الثقيلة تُنبِئ بعاصفة، وصوته يبث فى نفسى القلق. 
 
ركضت طويلاً ولم أسأم، مازلت راضية، راضية، أتقنت الصبر وفنونه راجيةً مكافأة من الله عن كل لحظة ابتسمت فيها حتى لا يعلم أحد ما حل بى من ضيق، أخفيه خوفاً على إفساد لحظات الجميع الهانئة، فلا أحد يستحق أن يصاب بالأسى لحالى، وحدى أختزن الضيق حتى تحين لحظات انقضائه، حتى عندما تصر دموعى على الفرار أصر على كيّها بابتسامة رضا. 
 
أواصل السباق غير المحدد نهايته، فلا أحد يعلم ميعاد انتهاء الرحلة سوى المولى عز وجل، هل أركض نحوها؟ أم النهاية هى من تركض نحوى؟ أم يشتاق كلانا الآخر؟ فجأة اخترق صمت خطواتى صوت أقدام تقترب، وجدت نفسى ألتفت مسلوبة الإرادة، تخترق فؤادى نسمة هادئة وتحيطنى هالة من نور وأمان لا متناهى. 
 
نظرت للقادم نظرة تائهة، فرأيته يشير إلى صدره ويحثنى على الركض ناحيته، طائرةً أنا إلى حيث سكنى بلا جناحين، ما إن اقتربت منه حتى سعى نحوى بخطواتٍ ثابتة، ابتسم ثم طوى قلبى ومسح عنه ما أصابه وغرسه بجوار وتينه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة