اندلع، أمس، حريق فى مجموعة من ورش الأحذية الموجودة بأرض الفحامين بشارع التبانة بمنطقة باب الوزير بالدرب الأحمر، وقد تأثر بالنيران السقف الخشبى لكتاب يوسف آغا الحبشى الأثرى المجاور لهذه الورش.
ويقع سبيل يوسف أغا الحبشى (1088هـ-1677) بشارع الدرب الأحمر، وكان فى الأصل مدرسة أنشأها شمس الدين آق سنقر السلحدار وفتحت يوم 4 جمادى الأولى سنة 676هـ (1277) وبها دروس للشافعية والحنفية ولا تزال موجودة إلى اليوم بشارع درب سعادة على رأس السكة النبوية بقسم الدرب الأحمر، وتعرف الآن باسم جامع محمد أغا أو جامع الحبشى نسبة إلى محمد أغا الحبشي.
وتعد أهمية السبيل أنه مثال للمرحلة الانتقالية فى بناء الأسبلة من الطراز المملوكى للطراز العثمانى الذى يتميز بشكل مُقوّس أو نصف دائرى، و من يتأمل البناء يستطيع أن يرى الحيلة المعمارية للحفاظ على حرمة الطريق.
ويحوى السبيل من الداخل بلاطات خزفية ة أفرد لها المستشرق السويسرى ماكس فان برشم جزءا من دراسته المهمة عن طرز البلاطات الخزفية فى أسبلة القاهرة.
والسبيل ملاصق لمسجد احمد المهمندار الأثرى ويقع فى شارع التبانة، ويعج الشارع بالعديد من الآثار الإسلامية وبيوت الأعيان.
كان الاهتمام ببناء الأسبلة المائية عادة قديمة عند كل الملوك والسلاطين منذ القدم، حيث سارع السلاطين والأمراء والحكام على إنشاء الأسبلة المائية فى الأزقة والطرقات وفى الأماكن العامة.
وتتعدد وظائف الأسبلة المائية فلم تقتصر على وظيفة توفير المياه للمارة فحسب، بل كانت لها وظيفة تعليمية، حيث كان يُلحق بالجزء العلوى منها فى الطابق الثالث مكتب أو كُتَّابٌ يتعلم فيه الصغار مبادئ القراءة والكتابة ويحفظون القرآن الكريم.
وقد جمع بين وظيفة السقاية والتعلم فى بناء الأسبلة المائية منذ فترة الحكم المملوكي، وهو الشيء الذى يعطى السبيل المصرى خصوصيةً وتميزه عن الأسبلة المائية الأخرى التى أُنشئت فى معظم مدن العالم الإسلامى.
كان الأمير آق سنقر الفارقانى مملوكا للأمير نجم الدين أمير حاجب ثم تملكه السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى فترقى عنده وصار أحد الامراء الاكابر وتقلد الاستادارية وكان نائب السلطان فى مصر عند تغيبه. قاد جيشا فتح به بلاد النوبة. وقتل بالقلعة سنة 676هـ (1277م) فى أيام سلطنة السعيد بركة خان ابن السلطان بيبرس ( 1277 - 1280م) وكانت داره بقرب جامعه فى درب سعادة. ويقع المسجد حالياً بدرب سعادة خلف محكمة جنوب القاهرة الابتدائية. فى سنة 1080 هـ ( 1669م) كان الجامع قد تهدم فأمر بإنشائه انشاء جديداً - على ما هو عليه الآن - الأمير محمد كتخدا مستحفظان. وقد بنى الجامع على الطراز العثمانى واشتهر باسم جامع الحبشلى أو الحبشى نسبة إلى مجدده محمد كتخدا مستحفظان يوسف أغا الحبشى الذى عرف بالحبشى لأنه كان يتاجر فى بنات الحبش.
وللجامع واجهتان إحداهما جنوبية بنهايتها الشرقيّة مئذنة اسطوانية عثمانية الطراز تقوم على قاعدة مربعة، والواجهة الثانية غربية بنهايتها الجنوبية السبيل، وبالطرف الشمالى منها الباب الرئيسى للجامع.
يحيط بالصحن أربعة ايوانات اكبرها ايوان القبلة ويتألف من رواقين. الرواق المطل على الصحن مكون من عقدين كبيرين مرتكزان على عمود من الرخام. والرواق الثانى المواجه للمحراب يتكون من ثلاثة عقود ترتكز على عمودين حلزونيين. المحراب بسيط يجاوره منبر من حشوات خشب مجمعة. الايوان الغربى مكون من عقد كبير وبه دكة المبلغ وباب السبيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة