لم يكن يتخيل هو وزوجته يومًا أن تتمكن مباحث الأموال العامة من القبض عليهما بعد نجاح التشكيل العصابى الذى قاما بتكوينه لاستقطاب ضحاياهم وتحصيل ملايين الجنيهات منهم، وذلك فى سبيل تخليص قضايا الكهرباء، كما حدث مع "عمرو. خ"، وشهرته خفاجى، وزوجته "فتحية. م" وشهرتها نيفين، ليصبح مستريح جديد فى منطقة شرق القاهرة.
التحقيقات فى القضية المُقيدة برقم 2613 لسنة 2020 جنح السلام أول – كشفت أن بداية الواقعة تمثلت فى تحرير العقيد أشرف أبو المعالى محضراَ بالواقعة بعد أن أبلغه المحامى حسام عمران بأنه حضر لمباحث الأموال العامة للكشف عن وقائع نصب وتزوير من خلال شخص يدعى "عمرو. خ"، وشهرته الروبى والذى قام بادعاء أنه محامى متخصص فى قضايا الكهرباء وأنه يعمل بالشئون القانونية بشركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء.
التحقيق مع المتهمين
المحامى حسام عمران
والمجنى عليهم – وفق التحقيقات – وعلى رأسهم أيمن رزق الله، أحمد سيد، أندراوى أندراوس، ايهاب على، رفاعى شحاتة حيث يقيمون جميعهم فى بدائرة قسم السلام أول، والعقار الذى يقيمون به لم تصل إليه الكهرباء حتى الآن بنظام الممارسة، فكان لابد حتماَ من التعامل مع شركة الكهرباء لتوصيل عدادات إلى منازلهم واستطاع هذا الشخص ايهامهم بأنه محامى ومتخصص بقضايا ونزاعات الكهرباء ويعمل بالشئون القانونية بشركة الكهرباء، واستطاع باستخدام الطرق الاحتيالية المتعددة وعلى مدار عام كامل الاستيلاء على ملايين الجنيهات.
وبالتحرى والبحث تبين أن المتهم "عمرو. خ"، وشهرته الروبى لا يعمل محامى بالمرة وأنه حاصل على شهادة ابتدائية فقط وسبق اتهامه فى 7 قضايا منها قضايا نصب وتبديد وإيصالات أمانة، وقام بإقناع ضحاياه بأنه محامى يعمل بشركة الكهرباء وأنه متخصص فى قضايا الكهرباء، وفى غضون عام استطاع الاستيلاء على مبالغ مالية باهظة، وقام بتسليم عدادات كهرباء لضحاياه لا تتبع شركة الكهرباء وقام بتزوير مقاسات منسوب صدورها لوزارة الكهرباء والشركة القابضة لكهرباء مصر وبالاستعلام عن تلك المقايسات لم يجد لها أى أساس فى الواقع.
مسألة البحث والتحرى عن المتهم "عمرو. خ"، وشهرته الروبى كانت تسير بشكل طبيعى حتى تم اكتشاف مفاجآت فى تلك القضية حيث تبين أن زوجة المتهم "فتحية. م" وشهرتها نيفين اشتركت معه فى استقطاب ضحاياه وخدعتهم بأنها طبيبة ومارست مهنة طبيبة أمراض باطنة فى عيادة غير مرخصة بدائرة قسم الخصوص وكان يستغلها فى تحصيل الأموال كنوع من الوجاهة الاجتماعية بينما هى فى حقيقة الأمر تعمل "ممرضة" فى إحدى المستشفيات الخاصة ويُطلق عليها الدكتورة "نيفين" حيث تشترك هى فى التشكيل العصابى كحلقة وصل من خلال القاء مقابلات زوجها المتهم مع ضحاياه داخل العيادة الغير مرخصة، وذلك بغرض ابعاد الشك عنهما.
قرار ضبط المتهمين
محضر تحقيق ضد بالواقعة
محضر تحقيق
المفاجأت فى القضية لم تنتهى عند هذا الحد - فقد كشفت التحقيقات أن والدة المتهم "عمرو. خ"، وشهرته الروبى، وتدعى "أشجان.أ" والشهيرة بـ"الحاجة" أحد أهم عناصر التشكيل العصابى حيث تقوم هى الأخرى باستقطاب الضحايا من المواطنين فى تحصيل الأموال لكسب ثقة المواطنين من خلال كبر سنها، وبالبحث عن والدة المتهم تبين أنها ربة منزل تقوم باستقطاب الضحايا من خلال الجيران والأقارب ومشهورة باسم الحاجة وكان يستغلها أيضًا فى تحصيل المبالغ حتى لا يشك فيه أحد من الضحايا، كما أثبتت تحريات مباحث الأموال العامة أن بالكشف الفنى على زوجته ووالدته أن لهما سابقة نصب وتبديد وايصالات أمانة.
ومن الأساليب الاحتيالية التى استخدمها المتهم "عمرو. خ"، وشهرته الروبى أنه أعطى للضحايا أوراق منسوب صدورها إلى وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، وقام بإيهامهم أنها مقايسات وأن العدادات الخاصة بكل وحدة من وحدات الضحايا وبفحص تلك المستندات المذكورة تبين أنها مزورة تزويرًا ماديًا بأسلوب طابعة الحاسب الآلى التى تعمل بنظام نفث الحبر.