وسط حالة من الجدل داخل الولايات المتحدة الأمريكية بشأن جدية الإجراءات التي تتخذها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمكافحة فيروس كورونا، واتهام الديمقراطيين للإدارة بعدم اتخاذ التدابير اللازمة، فاجأ ترامب الجميع معلناً عن التبرع براتبه لمدة 3 أشهر للمساهمة في جهود مكافحة الفيروس القاتل.
وبحسب تقرير نشره موقع فوكس ، تحاول الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة وضع خطة للتصدي لانتشار فيروس كورونا covid-19 بالتزامن مع إعلان الرئيس ترامب انه سيتبرع براتبه لمدة ثلاث شهور للمساعدة في هذه المعركة، وفقا لتقرير نشره موقع vox.
وبالتزامن مع المخاوف المتزايدة في ظل انتشار كورونا بولايات عدة، تزايدت التساؤلات حول قيمة التبرع الخاص بترامب، وكم يساوى راتبه خلال الأشهر الثلاثة التي حددها، وهو ما كشف عنه السكرتير الصحفي للبيت الأبيض بتدوينة تتضمن صورة للشيك بقيمة 100 ألف دولار (راتب الربع الأخير من عام 2019) مقدمة إلى وزارة الصحة والخدمات الإنسانية موقع من قبل الرئيس دونالد ترامب لدعم الجهود لمواجهة واحتواء الفيروس.
وفي نفس اليوم الذي أعلن فيه ترامب عن تبرعه توفي ثلاث أشخاص في الولايات المتحدة بسبب فيروس كورونا ليصل مجموع ضحايا كورونا في أمريكا إلى 9 أشخاص كما تجاوز عدد المصابين 100 مصاب.
وأثارت قيمة التبرع حالة من الجدل، فبحسب شبكة "فوكس" فإن القيمة لا تتناسب مع قرار الرئيس الأمريكي السابق بخفض ميزانية وزارة الصحة 10% ما يعادل مليارات الدولارات، قائلة : "حينما يلعب ترامب دور المتبرع الكريم تعمل إدارته عل تفكيك وزارة الصحة والهيئات الحكومية الأخرى التي تتعامل مع أزمة كورونا".
وتتضمن الميزانية المقترحة لعام 2021 لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية25 مليون دولار من مكتب الاستعداد للصحة العامة والاستجابة لها و18 مليون دولار من برنامج الاستعداد للمستشفيات. كما طلبت الإدارة أكثر من 85 مليون دولار من التخفيضات لبرنامج الأمراض الناشئة والأمراض الحيوانية المنشأ، ليبلغ إجمالي التخفيض المقترح 128 مليون دولار.
وشنت فوكس هجوماً حاداً ترامب؟، مؤكدة أن تبرعه كذلك لا يتناسب مع أنشطته التجارية التي لم يقاطعها، قائلة : "كسر ترامب قاعدة من القواعد الرئاسية المتعارف عليها برفضه التخلي عن أعماله التجارية عندما تولى منصبه ولا يزال يمتلك منظمة ترامب ويشير أحدث كشف مالي له إلى أن راتبه البالغ 400000 دولار لا يقارن بالرباح التي يتحصل عليها".
وحصل فندق ترامب على أرباح من البيت الأبيض قاربت من 41 مليون دولار من العائدات في عام 2018 بزيادة قدرها 400،000 دولار عن العام السابق وإلى جانب الدخل من العديد من العقارات حققت مؤسسة ترامب أكثر من 20 مليون دولار من إيرادات بيع العقارات في عام 2018.
وبحسب الشبكة ، استفاد ترامب أيضًا من المبالغ المستردة من نفقات الخدمة السرية في الممتلكات التي يملكها والأرباح منها، ففي الشهر الماضي ، أبلغت واشنطن بوست عن سجلات تبين ما يقرب من 500000 دولار من هذه المدفوعات - ومن المحتمل أن يكون هناك المزيد من النفقات من أين أتت ، لأن الخدمة السرية تعطلت جهود الأعضاء الديمقراطيين في الكونجرس للحصول على محاسبة كاملة.
أخبر كبير مستشاري منظمة مواطنة المسئولية والأخلاق في واشنطن والمدير السابق لمكتب أخلاقيات الحكومة ، Vox يوم الأربعاء أن راتب ترامب لا يساوي شيئا مقارنةً بما يتحصل عليه عن طريق نقود الرئاسة أو مقارنة بما يكلفه دافعي الضرائب من خلال رحلاته المتكررة للترويج لممتلكاته.
وفي إشارة إلى الممارسة الرئاسية المعتادة المتمثلة في وضع الأصول في صندوق ائتمان عند توليه منصبه، أشار المستشار إلى أنه سيكون من المثير للاهتمام مقارنة تبرعات ترامب السنوية بمبلغ 400000 دولار "بما كان سيدفعه مستقلاً لإدارة مقتنياته لصالحه وإنشاء حساب حقيقي" مضيفا ان موقف ترامب ما هو الا استثمار في العلاقات العامي سيستفيد منه لاحقا.
