عرف العالم الشهير إلكسندر جراهام بيل بأنه صاحب عدة اختراعات غيرت شكل العالم، وأصبح صاحب فضل كبير إلى اليوم وربما إلى أمد التاريخ، بعدما ساهم في اختراع الجرامافون، ومن بعده أول هاتف عملى.
وتمر اليوم الذكرى الـ144، على حصول ألكسندر غراهام بيل على براءة اختراع على اختراعه الهاتف، وذلك في 7 مارس عام 1876م.. لكن على الرغم من نسب اختراع الهاتف إلى "بيل" لكن العديد من المصادر رجحت أن يكون العالم البريطاني مجرد مطور لها فقط، وأنه حصل على الفكرة من عالم آخر ونسبها إلى نفسه.
وبحسب كتاب "عباقرة الظل.. تاريخ من الاستحواذ على أفكار الآخرين" للكاتب ناصر بن محمد الزمل، أن فكرة اختراع الهاتف ليست لألكسندر جراهام بيل، وإنما اختراع الهاتف يعود في الأصل للمخترع الإيطالى أنطونيو ميوتشى، موضحا أن الأخير كان قد درس المبادئ الأساسية لنقل الصوت الكهرومغناطيسية لسنوات عديدة، وقد تمكن من تحقيق حلمه في عام 1856 عندما قام بنقل صوته عن طريق الذبذبات الصوتية بواسطة الأسلاك في منزله، فبسبب مرض زوجته "إيستر" بالتهاب المفاصل الروماتويدي، الذى جعلها عاجزة عن الحركة، قام ميوتشى بربط سلك الذبذبات الصوتية بمنزله في جزيرة ستان، يمتد هذا السلك من غرفه نومه التي تقع في الطابق الثانى وصولا لمختبره الصغير، ليتحدث إلى زوجته المريضة طوال مدة غيابه.
ولفت الكتاب سالف الذكر إلى أن الرسام الإيطالى نيستور كورادى، قام برسم مخطط نموذج لاختراع ميوتشى موضحا (في عام 2003 استخدمت هذه الصورة كطابع بريدى في البريد الإيطالى وجمعية التلغراف).
وأوضح الكتاب إلى أن ميوتشى ذهب إلى المكتب الأمريكي لبراءة الاختراع والعلامة التجارية من أجل تسجيل براءة اختراعه في 28 ديسمبر عام 1871، لكنه نسى شيئا مهما لم يكتبه في طلبه، وهو أن الجهاز يتميز بوجود الانتقال الكهرومغناطسى من الترددات الصوتية، وهو تحويل الذبذبات الصوتية إلى نبضات كهربائية يتيح نقل الصوت عبر السلك من مسافة بعيدة، ولأنه لم يكن يمتلك مبلغ 10 دولارات اللازمة لتسجيل هذا الطلب، طبقا لما جاء في التاريخ الرسمي الإيطالى، لم يتم إثبات براءة اختراعه.
في عام 1874، قرر ميوتشى تقديم نموذج اختراعه إلى شركة "ويسترن يونيون" للتلغراف، التي لم تبد اهتماما بهذا الاختراع، بل إنها ادعت أنها فقدت ملف الموضوع إزاء مطالبة المخترع الإيطالى بإلحاح على رد منها، وبعد أن فقد الأمل قرر ميوتشى العودة إلى نيويورك ولكن يبدو أن سوء الحظ كان يلازمه، فقد انفجرت الباخرة التي كان يسافر على متنها وأصيب بجروح خطيرة، ولعلاجه فررت زوجته بيع بعض من اختراعاته، كان من ضمنها أحد نماذج الهاتف، واشتراها تاجر أدوات مستعملة بمبلغ ستة دولارات.
وبعد شفائه من جراحة أراد إعادة شراء اختراعاته وتوجه إلى التاجر وطلب منه ذلك، فأخبره التاجر أنه باعها إلى شاب مجهول الهوية، تبقى هويته لغزا إلى الآن.
وفى عام 1876، أتى ألكسندر جراهام بيل، مقدما اختراع ميوتشى، على أنه هو من صنعه، وذكر فيه الانتقال الكهرومغناطيسى من الترددات الصوتية بواسطة تيار الكهرباء الموجى، وحينما قرأ ميوتشى في دهشة عناوين الصحف التي أعلنت اختراع الهاتف على يد الباحث الأسكتلندى جراهام بيل الذى ترعاه شركة "ويسترن يونيون" التي رفضت اختراعه مسبقا، بدأ ميوتشى في في حملة قضائية كبيرة ضد شركة التلغراف وبرغم من أن المحكمة أقرت في 13 يناير 1887، بإلغاء البراءة الصادرة بحق بيل على أساس الغش والتضليل وبأن ميوتشى هو المخترع الحقيقى، إلا أنه لم يستطع المطالبة بجانب من الأرباح الاقتصادية لهذا الاختراع، نظرا لأن طلبه الحصول على براءة الاختراع كان قد تقادم منذ سنوات طوال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة