أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل أديب

النقابات الفنية ..التاريخ .. والدور المفروض!

الأحد، 08 مارس 2020 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سأحاول فى هذا المقال، من خلال عدة مقالات ودراسات صحفية، عقد مقارنه ما بين مصر الآن وقديما.. وبين العالم الغربى، حتى يتضح لنا من المقارنة أين نحن من العمل النقابى الفنى.. تاريخيا وعمليا..

***
ولكن وجب أولا عمل مقدمه تاريخية مهمة..
تقول إحدى المقالات، بدأت محاولات تشكيل النقابات العمالية منذ تبلور تقسيم عناصر الإنتاج بين رأس المال والعمل والذى لعبت الثورة الصناعية دورا كبيرا فى هذا المجال حيث حلت «الآلة» مكان «الإنسان»... فى زيادة الإنتاج.. وأثر ذلك بشكل كبير على ظروف وشروط العمل.. وبدأ العمال يشعرون بالحاجة إلى التوحد لمواجهة عمليات الاستغلال الكبيرة التى تعرضوا لها.. ونتيجة لذلك ظهرت بوادر تشكيل النقابات العمالية بداية. 
 
*** فى بريطانيا.. وفى سنة 1720 حاول عمال «الخياطة» فى المدن البريطانية
 وعددهم حوالى 700 عامل تأليف جمعية لزيادة الأجور وتخفيض ساعات العمل بمقدار ساعة واحدة يوميا، ورغم أن هذه المحاولة باءت بالفشل 
إلا أن المحاولات استمرت بتشكيل جمعيات مستقلة عندما انتشرت الاضطرابات بين عمال النسيج.. مما دفع البرلمان لإقرار نص..
 ينص على معاقبة أى تكتل عمالى! وقد استمر هذا الوضع حتى عام 1826 عندما رفع الحظر القانونى عن التكتلات العمالية فأصبحت مرخصة 
وتمارس حق التفاوض الجماعى..
*** فى ألمانيا ..
بدأت محاولات تأسيس نقابات عمالية متأخرة عن بريطانيا من عام 1830 وحتى عام 1865 عندما تأسست نقابة عمال «التبغ» فى هامبورغ.
*** أما فى فرنسا..
 فقد ظهر العمل النقابى على شكل «تعاونيات» منذ عام 1791 
كان هدفها زيادة أجرة يوم العمل..
*** وقد تطورت هذه التعاونيات لتاخذ شكل غرف نقابية..
 واستمر عمل هذه الغرف حتى أقر البرلمان الألمانى عام 1882 
أول قانون «يسمح للعمال بحق تنظيم النقابات».
 
*** فى الولايات المتحدة الأمريكية..
بدأت محاولات تشكيل النقابات العمالية فى أواخر القرن الثامن عشر
 عندما اندلعت اضطرابات عمالية بين عمال «لمطابع» فى فيلادلفيا 
ونشأ عن ذلك تأسيس نقابة عمال» المطابع» فى نيويورك ونقابة عمال «الخياطين» فى بالتيمور، وفى عام 1879تم تنظيم إضراب عمالى فى قطاع» سكك الحديد»، ارتفع بعده عدد المنتسبين إلى النقابات من 120 ألفا إلى 700 ألف منتسب.
 
 سنة 1886 وذلك فى نفس العام الذى تم به تأسيس الاتحاد الأمريكى للعمل بدلا من النقابة المسماة «فرسان العمل».
 
*** نشأة الحركة النقابية العربية
ارتبط تشكيل النقابات العمالية العربية فى المشرق والمغرب العربى وبلاد الشام بالنضال ضد الاستعمار.. وتراوح تأسيس هذه النقابات من حيث البداية بين نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.. وقد تميز تشكيل هذه النقابات ودورها بالترابط مع النضال الجماهيرى العام..وأصبحت النقابات العمالية العربية جزء من حركة التحرر.. وقدمت هذه النقابات فى العديد من الدول العربية العديد من الشهداء خلال فترة النضال
 ضد المستعمرين، جنبا إلى جنب مع دورها المطلبى.. وأكبر مثال على هذا الدور هو ما قامت به النقابات العربية خلال فترة «العدوان الثلاثى» على مصر واحتلال بورسعيد. وبعد استقلال الدول المستعمره فى الوطن العربى تحولت نقاباتاتهم أو اتحاداتهم العمالية إلى مؤسسات جماهيرية ضخمة وقوية.. لا يزال بعضها يلعب دورا هاما فى حياة شعوبها سواء من حيث دورها السياسى أو دورها المطلبى بين صفوف العمال..
*** النقابات الأولى
كما هو الحال فى صناعات أخرى.. كانت المنظمات الأولى فى صناعة السينما نفسها أشبه بنقابات الحرفيين التى تم إنشاؤها كمؤسسات تعليمية وخدمية تهدف إلى الحفاظ على مستويات عالية من الجودة داخل كل حرفة.. أما عالميا «تضمنت المنظمات الأولى التى نشأت فى 1910 و1920
 «نادى Friars» للممثلين ونادى الشاشة و«Reel Club» و«Static Club»(للمصورين) و«Actors Equity Association»و«Photoplay Authors» الدورى.
 فى نهاية العشرينيات من القرن العشرين، أصبح للمصورين الدوليين اتحاد المصورين السينمائيين، «منتسبين إلى AFL» (الاتحاد الأمريكى للعمل).
 
*** كان أحد الاستخدامات الأولى للفيلم التجارى فى الولايات المتحدة 
هو فض الإضرابات فى صناعة «الفودفيل»! تم تنظيم أول اتحاد أفلام فى الولايات المتحدة من قبل خبراء «المسرحيين» فى العقد الأول من القرن العشرين. 
 
*** « IATSE»- التحالف الدولى لموظفى المسرح المسرحى – نشأت كواحدة من أكثر المنظمات العمالية المستقلة والشاملة فى هوليود. 
 
«تم تنظيم IATSE فى الأصل من أجل خبراء المسرحيين» لتمثيل العديد من الحرف الأخرى أيضًا.
 كانت هذه المنظمة نموذجًا لكثير من النقابات الصناعية اللاحقة. 
 
فى عام 1933.
 
 ونتيجة للكساد العظيم أصر رؤساء الاستوديوهات على «تخفيضات الأجور الشاملة» بنسبة 50 فى المائة لأى شخص يحصل على أكثر من 50 دولارًا فى الأسبوع.. ويضطر معظم سكان «بيفرلى هيلز» من المشاهير والنجوم رهن منازلهم لشدة انهيار الحالة الاقتصادية فى حين أن معظم القطاعات الأخرى فى الصناعة «الجهات الفاعلة والمديرين» قبلت التخفيض، إلا أن «IATSE» لم يقبل.. وبدلاً من ذلك هددت بإرسال أعضائها إلى الإضراب. 
 
تراجع المنتجون، لكنهم لم ينسوا هذا الموقف السلبى لسلطتهم!
 فى غضون ذلك.. وبعد بضعة أشهر اجتمع الكتاب وشكلوا نقابة «كتاب الشاشة». 
 
أصبح الكتاب من أكثر العمال نشطاءا فى الصناعة البعض..
 مثل «دالتون ترومبو» عوقب بشدة على هذا النشاط خلال عهد «مكارثى».
 
 كانت الاستوديوهات 
دائمًا خائفة من قوة النقابات.. وحاولت عدة طرق لاحتوائها أو كسرها!
حتى جاءت لحظة فارقه فى التاريخ.. حيث ألغى «الكونجرس».. ولجنة الأنشطة غير الأمريكية التابعة لمجلس النواب وجرم الانتماءات السياسية! وكانت هذه لحظة رائعة لتفتيت النقابات فى هوليوود! 
*** يرى المؤرخ والناقد «وليام تريبليت» رغبة الاستوديوهات فى مواكبة اتحاد 
«HUAC» كوسيلة للسيطرة على النقابات السينمائية، نظرًا لأن النقابات نظرت إلى «الشيوعيين الأمريكيين» على أنهم موحدون للشيوعية. 
 
تحولت معاداة الشيوعية «المتوغله وسط العمال فى ذلك الوقت» إلى مجرد نوع آخر من خرق النقابات!
*** حاولت «هوليوود» فى كثير من الأحيان خفض التكاليف عن طريق التهرب من كل من الضرائب المحلية والمرتبات النقابية عن طريق إرسال المنتجات إلى الخارج: إلى كندا، إلى أمريكا الوسطى والجنوبية، وهكذا.. فى السنوات القليلة الماضية. على سبيل المثال، أصبحت «فانكوفر» مركزًا رئيسيًا لإنتاج الأفلام الأمريكية.
 
 وعلى سبيل المثال فلقد صور «براين دى بالما» فيلم «بعثة إلى المريخ» هناك. 
 
ومثلما يشعر العمال الأمريكيون الغاضبون بالغضب إزاء اختفاء وظائفهم.. فإن عمال هوليوود يتخذون خطوات لإعادة هذه الأعمال إلى الولايات المتحدة، بما فى ذلك الضغط من أجل تخفيض الضرائب لصانعى الأفلام فى كاليفورنيا.
 
على الرغم من أن صناعة الأفلام المستقلة فكرة رائعة وسط هذه الظروف،
 فإنها فى بعض الأحيان طريقة للالتفاف على نقابات العمال.. إذا كنت لا تستخدم 
عمالة نقابية عالية الجودة وعالية التكلفة نسبيًا!
 
وللحديث بقية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة