دائما كانت السينما ولازالت انعاسكاً للواقع وقضايا المجتمع، تقترب وتبتعد أحيانا، تتشابه أوتختلف مع أحداثه لكنها تظل مردودا لما يشهده المجتمع من تغيرات، لذلك تناولت السينما قضايا المرأة على مر العصور برؤى وأفكار مختلفة تقترب أحيانا من رؤية المجتمع نفسه للمرأة.
وعلى مر العصور ومنذ بدايات السينما طرحت قضايا المرأة، وقد يتعجب الكثيرون من أن إحدى أوائل الفنانات اللاتى جسدن قضايا المرأة في السينما الفنان الكبيرة عقيلة راتب، وذلك قبل أن تفعل ذلك كل من الفنانة مديحة يسرى في فيلم "الأفوكاتو مديحة"، وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في فيلم "الأستاذة فاطمة".
وكانت الفنانة عقيلة راتب من رواد العمل السينمائى والمسرحى، حيث كانت أول فنانة يطلق عليها لقب السندريلا في الفن ، قبل إطلاق هذا اللقب على ليلى مراد، وسعاد حسنى، وبدأت مشوار الفن في سن 14 عاما مع فرقة عكاشة المسرحية، وحققت نجاحات كبيرة مع بطولة أول أعمالها في الفرقة «أوبريت هدى».
وفى حوار مع جنى جلال حفيدة الفنانة عقيلة راتب لليوم السابع أكدت أن جدتها أصبحت حديث الناس والصحف والوسط الفنى، حتى لفت نجاحها انتباه إسماعيل صدقى باشا رئيس الوزراء فى ذلك الوقت وذهب مع عدد من الوزراء لمشاهدة الأوبريت وهنأوها بهذا النجاح فكتبت الصحف أن مجلس الوزراء انعقد من أجل عيون عقيلة راتب.
ووصلت شهرة عقيلة راتب إلى أن رأت فيها كل الفرق المسرحية فى الثلاثينات والأربعينات طوق النجاة الذى ينقذها من الإفلاس، فأصبحت الورقة الرابحة التى يتهافت عليها الجمهور وتتنافس الفرق فى ضمها إليها فانتقلت بين عدة فرق، وقدمت الاستعراض والمونولوجات والأوبريتات، وكانت تملى شروطها على هذه الفرق، ومنها فرقة الراقصة ببا عز الدين الاستعراضية التى طلبتها للعمل معها فاشترطت عدم تقديم الخمور وبالفعل استجابت ببا لطلبها.
وبعد أن أصبحت الفنانة عقيلة راتب نجمة المسرح الأولى، انتقلت إلى السينما لتحقق نجاحات كبيرة، فقدمت أول أفلامها عام 1936، ووقع معها حسين سيد أخو الملكة فريدة الذى كان مديرا لاستوديو مصر وقتها عقد احتكار لمدة 5 سنوات بعد وفاة المطربة أسمهان، وكانت تغنى وتقدم استعراضات فى الأفلام التى تقوم ببطولتها، فأطلق عليها لقب السندريلا.
وأكدت الحفيدة أن جدتها اكتشفت عدد من عمالقة الفن وقدمتهم بجوارها في أعمال فنية ومنهم عماد حمدى وأنور وجدى ومحمد فوزى ، كما كانت أيضا أول من تحدثت عن قضايا المرأة فى السينما عندما قدمت فيلم «قضية اليوم» عام 1945 والذى تحدث عن عمل المرأة، وهو أول فيلم يتناول قضية عمل المرأة في السينما المصرية دارت أحداثه حول زوجة تعمل محاسبة وتحاول التوفيق بين مهامها الزوجية وانشغالها بعملها، وشاركها بطولة هذا الفيلم أنور وجدى، ومارى منيب وبشارة واكيم وفردوس محمد.