كل يوم هناك آلاف الأخبار والأرقام حول فيروس كورونا، بعضها منسوب لمراكز أبحاث أو مسؤولين بالصحة العالمية والدول الكبرى. ويصعب فحص صحة كل هذه التقارير، أو حتى صحة نسبتها للجهات لجهات علمية وبحثية.
بالرغم من أن الخوف مع فيروس كورونا يبدو تكرارا لحالات فزع اجتاحت العالم مع أنفلونزا الطيور والخنازير وسارس وجنون البقر، لكن الفزع هذه المرة أكبر. كانت المخاوف فى كل مرة تصل ذروتها ثم يبدأ المنحنى فى الهبوط قبل أن تضاء الأضواء الخضراء. كانت فيروسات أنفلونزا الطيور والخنازير تختفى مع الربيع وارتفاع درجات الحرارة ومعها الخوف. وظل هذا التصور قائما مع كورونا، حتى ظهرت أنباء غير مطمئنة، تشير إلى استمرار الفيروس مع ارتفاع درجات الحرارة وبقاء الفزع فى الصيف على العكس من سابقيه.
وبعدما توقع مسؤولو الصحة فى الولايات المتحدة الأمريكية فرضية أن يكون فيروس كورونا المستجد موسميا، تقل خطورته فى الأجواء الحارة أو الدافئة، نفت منظمة الصحة العالمية هذه النظريات وقال المدير التنفيذى لبرنامج الطوارئ الصحية فى المنظمة الدكتور مايك ريان: «من الخطأ الاعتقاد أن الفيروس سيكون موسميا ويختفى فى الصيف مثل الأنفلونزا، معربا عن أمله فى أن يختفى، قائلا إن اختفاءه احتمال من دون دليل. وإن صحت هذه التوقعات، تصبح إجراءات وقف الأنشطة والسفر غير ذات مضمون، أو أنها تضع العالم كله تحت الحصار لفترات طويلة».
وحتى الجمعة تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا عالميا 100 ألف توفى منهم 3400 فى 91 دولة ومنطقة. جاءت الصين كأكثر البلدان تأثرا بالفيروس مع 80552 إصابة منها 3042 وفاة. تليها كوريا الجنوبية بـ6284 إصابة و42 وفاة، ثم إيران بـ4747 إصابة و124 وفاة، وإيطاليا 4636 إصابة و197 وفاة.
وفى بريطانيا تم تسجيل إصابات جديدة لتصبح 164 إصابة والسويد 136 إصابة، و113 فى الترويج، و6 فى روسيا و11 فى قطر منها 3 لعائدين من إيران وفى لبنان، و48 فى العراق، و20 فى إسرائيل و16 فى فلسطين.
فى الولايات المتحدة أغلقت جامعة واشنطن بسياتل أبوابها وأعلنت تقديم الدروس عبر الإنترنت لـ50 ألف طالب توقيا لفيروس كورونا، بعد تسجيل 12 وفاة فى واشنطن وارتفاع الإصابات فى نيويورك إلى 33. وتسجيل إصابة جديدة بهيوستن. وفرضت المملكة العربية السعودية تعليقا للعمرة فى ذروة موسم رجب وشعبان، وتم تعليق المنافسات الرياضية، وتم تأجيل المنتدى الاقتصادى العالمى المقرر عقده فى الرياض فى إبريل إلى العام المقبل.. وأغلقت «فيس بوك» مكاتبها فى لندن وتطلب من موظفيها العمل من منازلهم بعد تشخيص أحدهم. وطلبت شركة أبل من موظفيها العمل من منازلهم. وخفضت شركة لوفتهانزا الالمانية رحلاتها. وفى مصر كانت هناك حالات إصابة لأجانب، ومؤخرا تم اكتشاف 12 حامل للفيروس من المصريين العاملين بالسياحة، انتقل إليهم من سائحة تايوانية أمريكية، على متن مركب سياحى بالأقصر.
وينتقل الفزع إلى دول العالم بشكل متسارع الأمر الذى يجعل الاختيارات صعبة بين وقف السفر والعمل والاستسلام للفيروس، أو استمرار الحياة مع اتخاذ إجراءات وقائية ومواجهة للفيروس، خاصة وما تزال الأنباء عن قرب التوصل إلى لقاحات ضد الفيروس بعيدة، وتخضع للتكتم لأسباب تجارية أو تنافسية.
وتضاعف توقعات استمرار كورونا فى الصيف المخاوف فى العالم، وقد أقدمت دول كثيرة تحت ضغط الرعب، لاتخاذ إجراءات توقف حركة السفر والسياحة والمدارس والجامعات، لكن استمرار الرعب من شأنه أن يضع المزيد من الإجراءات تجعل حياة المواطنين أكثر صعوبة. فضلا عن تضاعف الخسائر فى كل الأحوال، وهو ما يجعل الحذر والمواجهة أمرا مهما، لكن ثمن الفزع سيكون أضعاف ثمن المواجهة، حيث يستحيل إغلاق العالم كله ووقف التجارة والسفر والتعليم، وهو أمر لا يضمن السيطرة على فيروس ما يزال الرعب والفزع فيه أضعاف ما هو معروف من معلومات عنه.