كشف السفير ناصر كامل أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط، عن أن مصر ستستضيف مؤتمرا مهما حول البيئة وتغير المناخ أواخر العام الجارى بالقاهرة، وذلك فى ختام سلسلة من الفعاليات التى ينظمها الاتحاد هذا العام احتفاء بمرور ربع قرن على إطلاق "عملية برشلونة" التى وضعت أطر وقواعد تأسيس الاتحاد.
وقال السفير ناصر كامل - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الاثنين، أن هذا المؤتمر يمثل أهمية خاصة كونه سيناقش التقرير المفصل الذي أعده 70 خبيرا في المنطقة الأورومتوسطية عن تأثير ظاهرة التغير المناخي على منطقة المتوسط، وينبه بمدى تأثر منطقتنا بهذه الظاهرة وضرورة أن نتخذ إجراءات فعالة للتكيف مع التغير المناخي ومواجهة خطورته.
وأعلن الأمين العام أنه سيتم ابتداء من الأسبوع المقبل تنظيم حملة إعلامية و"هاشتاج" عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار موحد بكل الدول الأعضاء بالاتحاد، بالإضافة إلى سلسلة من المقالات سيكتبها المؤسسون لعملية برشلونة وكذلك عدد من كبار الشخصيات السياسية والثقافية ورموز وقادة الفكر والرأي في مجتمعاتنا من أجل أن يصل إلى المواطن أن هناك مصيرا ومصالح مشتركة وجوارا جغرافيا يفرض علينا أن نعمل سويا لصالح شعوب المنطقة.
وشدد على ضرورة تذكير شعوب منطقة المتوسط بعملية برشلونة التي جمعت دول شمال وجنوب المتوسط، وبأن علينا بناء منطقة تنعم بالاستقرار والازدهار والسلام، الأمر الذي أدى إلى إنشاء إطار مؤسسي وهو الاتحاد من أجل المتوسط والذي يعد بمثابة ترجمة مؤسسية لإطار عملية برشلونة.
وأضاف أن الاتحاد سيحتفي بمرور 25 عاما على عملية برشلونة عبر تنظيم عدد من الفعاليات تتضمن مؤتمرات وندوات واجتماعات، ليس فقط للاحتفال بل من أجل التطوير وإعطاء دفعة جديدة لهذا النمط من التعاون.
وأوضح السفير ناصر كامل أنه على المستوى السياسي، فمن المقرر أن يقوم كبار رجال الدولة في بلدان المتوسط بتأكيد التزام دولهم وشعوبهم بهذا الإطار المتميز للتعاون من خلال التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة.
وقال إنه سيتم تنظيم نقاشات موضوعية جادة بكل أنحاء المتوسط بين الخبراء والمعاهد المتخصصة مثل مركز الأهرام للدراسات السياسية والاسترتيجية بمصر، ومركز السياسة للجنوب الجديد بالمغرب، والمعهد الدولي للدراسات المتوسطية في برشلونة، وغيرها من المراكز البحثية بالمنطقة، من أجل النظر لما تمخض عن الخمسة والعشرين سنة، ومن أجل المساهمة في تعميق ودفع العمل والتعاون خلال السنوات المقبلة.
وأشار إلى أن الاتحاد سينظم أيضا عددا من الفعاليات الثقافية في عدد من الدول، وخاصة برشلونة كونها مدينة المقر للاتحاد وعاصمة التعاون الأورومتوسطي، فضلا عن التنسيق مع منظمة "آنا ليند" للحوار بين الثقافات لعقد منتدى "آنا ليند الأورومتوسطي 2020"، الذي سيعقد في مدينة شيبينيك بكرواتيا، في الفترة من 2 إلى 5 أبريل المقبل.
وقال إن مدينة برشلونة ستستضيف في نوفمبر المقبل مؤتمرا للاتحاد من أجل المتوسط حول المرأة لبحث دورها كما حددته "عملية برشلونة" وأهمية هذا الملف على الصعيد الأورومتوسطي، بالإضافة إلى عقد ندوة عن التجارة والاستثمار بألمانيا بمناسبة رئاستها للاتحاد الأوروبي، والتي ستناقش كيفية تفعيل وزيادة درجة الاندماج والتكامل الاقتصادي بين بلدان المنطقة بعد مرور 25 سنة من إطلاق عملية برشلونة.
وأضاف أن برشلونة ستحتضن أيضا مهرجانا للفنون المتوسطية تشارك فيه بلدان المنطقة حتى نظهر للعالم القواسم المشتركة والتميز لدى كل دولة في مختلف مجالات التعبير والإبداع، وكذلك معرض صور فوتوغرافية يبين مسار 25 سنة من التعاون بين ضفتي المتوسط، وما تحقق في هذا الشأن سواء في مجال الطاقة أو البنية الأساسية أو المرأة أو التعليم أو التعاون الصناعي.
وأوضح الأمين العام أن عقد اجتماعات وزارية مهمة، احتفاء أيضا بمرور 25 عاما، سيشمل كذلك المؤتمر الوزاري الكبير حول الاقتصاد الأزرق، والذي يعد ملفا أورومتوسطيا بامتياز كونه يتحدت عن أهمية الاقتصادات المرتبطة بالمناطق الشاطئية في حوض البحر المتوسط، والمهن المرتبطة بالبحر والنقل البحري، وكذلك عن البيئة والتنوع البيولوجي ومكافحة التلوث في البحر الذي يجمعنا ويعد مصدر رزق سواء بالثروات الموجودة فيه أو بصناعة السياحة التي تمثل من 10 إلى 20% من الاقتصاد بعدد كبير من بلدان منطقتنا.
ونوه باجتماع لوزراء تجارة دول المتوسط بالعاصمة البلجيكية بروكسل للاستمرار في العمل على تحقيق طموحنا في إنشاء منطقة تجارة أورومتوسطية، فضلا عن اجتماع وزاري ستستضيفه فاليتا بمالطا في يوليو المقبل.
وشدد السفير ناصر كامل على أن عام 2020 سيكون زاخرا بالأحداث والفعاليات تحت عنوان واحد كبير وهو "25عاما من التعاون الأورومتوسطي في إطار عملية برشلونة".
وقد أنشيء الاتحاد من أجل المتوسط، والذي يضم 43 دولة من أوروبا وحوض البحر المتوسط، في يوليو 2008 ، خلال قمة باريس من أجل المتوسط، بهدف تعزيز الشراكة الأورومتوسطية التي أُقيمت في عام 1995 وعُرفت باسم "عملية برشلونة".
وأطلق الاتحاد الأوروبي في نوفمبر 1995 "الشراكة الأوروبية ـ المتوسطية" أو "عملية برشلونة" بمشاركة 15 من دول جنوب المتوسط، وتعد مبادرة طموحة وفريدة من نوعها، حيث وضعت أسسا لعلاقات إقليمية جديدة، تمثل نقطة تحول في العلاقات الأوروبية المتوسطية.
وتتمثل الأهداف الرئيسة للشراكة في ثلاثة محاور هي: خلق منطقة سلام واستقرار في حوض البحر المتوسط، وبناء منطقة للازدهار المشترك من خلال شراكة اقتصادية وتأسيس تدريجي لمنطقة تجارة حرة، وأخيرا التقارب بين الشعوب من خلال شراكة ثقافية واجتماعية وبشرية تهدف إلى تشجيع التفاهم بين الثقافات والتبادل بين المجتمعات المدنية والتقارب بين مجتمعات البحر المتوسط.
وقد أكد المشاركون في "إعلان برشلونة"، والذي صدر عن المؤتمر الأورومتوسطي، الأهمية الاستراتيجية للبحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي دفعهم إلى إعطاء علاقاتهم المستقبلية بعدا جديدا، يرتكز على تضامن وتعاون شامل تمشيا مع مستوى الطبيعة الممتازة لعلاقات أساسها الجوار والتاريخ، مدركين أن الرهانات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الجديدة، على جانبي البحر الأبيض المتوسط تشكل تحديات مشتركة تتطلب حلا شاملا ومنسقا، وصمموا كذلك على خلق إطار متعدد الأطراف ودائم لعلاقاتهم، يرتكز على روح الشراكة مع احترام مميزات وخواص وقيم كل المشاركين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة